دبابات تطير وأخرى تتدحرج.. مدرعات غريبة التصميم بعضها يجعل البشر أقزاماً وأخرى جحيم لركابها

تتفاخر العديد من البلدان اليوم بالدبابات المدهشة التي تستطيع إنتاجها، باعتبار أن الدبابات هي سلاح القتال البري الرئيسي، وقادتها هم فرسان العصر الحديث

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/02 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/02 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش

تخيل نفسك تقبع في مكان مظلم ودرجة الحرارة به تصل إلى 60 درجة مئوية، ولا ترى شيئاً، ومطلوب منك أن تقصف الأعداء في هذه الظروف.

فهل ستضربهم حقاً أم ستُهرول خارج هذه العربة الكئيبة؟ هرباً من الموت اختناقاً.

تتفاخر العديد من البلدان اليوم بالدبابات المدهشة التي تستطيع إنتاجها، باعتبار أن الدبابات هي سلاح القتال البري الرئيسي، وقادتها هم فرسان العصر الحديث، فروسيا تتباهى بامتلاكها أعداداً كبيرة من الدبابات، آخرها الأرماتا (تي 14) التي تقول إنها ذات قدرات قتالية وتكنولوجية عالية، تستطيع اجتياز كل العوائق الموجودة أمامها.

وتستعرض كوريا الجنوبية عضلاتها التكنولوجية بدبابتها الفهد الأسود قوية التدريع، والتي تعتبر واحدة من أقوى وأغلى الدبابات في العالم، وتمتلك ألمانيا دبابات ليوبارد 2 (A-7 )، التي تتميز بأن لديها دقة أفضل ومدى نيران أطول، بالمقارنة مع بقية الدبابات الأخرى، بالإضافة لميزة النظام المتطور لمكافحة الحرائق، وينتظر الأتراك دخول دباباتهم "ألتاي" الخدمة بفارغ الصبر، التي يقولون إنها تتفوق على جيلها من الدبابات.

ولكن وراء هذا التطور المذهل الذي حققته الدبابات في القرن الحادي والعشرين تاريخ طويل وشاق، أنفق فيه مصممون ومهندسون سنوات من عمرهم، وفي الوقت ذاته هناك محاولات جريئة لإنتاج الدبابات، انقلبت إلى فصول مأساوية أو كوميدية، جلبت السخرية لمصمميها، أو الحسرة على عبقريتهم التي لم يحسن استغلالها.

في هذا التقرير سنعرض 10 من أغرب الدبابات التي تم تصميمها وتصنيعها والتي سيبدو بعضها بعيداً عن مفهوم الدبابة الذي نعرفه، وبعضها الآخر سيكون بها لمحة عبقرية لم تجد فرصتها المواتية.

1- الدبابة الألمانية A7V l: قد تفضل الخروج إلى المعركة أفضل من البقاء داخلها

كانت الظروف داخل هذه الدبابة فظيعة؛ إذ تُصدر صوتاً عالياً يصم الآذان ولم يكن في هذا الطراز من الدبابات إنارة داخلية، وكان محركاها يرفعان درجة الحرارة بداخلها بشكل غير محتمل إلى 60 درجة مئوية.

يبدو أنها كانت جحيماً حقيقياً لا يقل كثيراً عن الحرب، هكذا يمكن أن تُوصف الدبابة الألمانية: A7V.

صُمِّمت وبُنيت هذه الدبابة في نهاية الحرب العالمية الأولى بهيكل ضخم صلب؛ لحماية الطاقم من نيران العدو، وكانت تشبه الجرارات الزراعية مع وجود منصة لإطلاق الرصاص في الأمام، وسلاحها الأساسي مدفع عيار 57 ملم، والسلاح الثانوي 6 رشاشات عيار 7.9 ملم، وسرعتها 15 كم/س.

المفارقة أن هذه الدبابة كانت الوحيدة التي أُنتجت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.

شاهِد الفيديو الخاص بالدبابة فستجد أنه من الصعب تخيُّل كيف كان يمكن لهذه المركبة التي يبلغ طولها 7 أمتار أن تستوعب بداخلها 20 ضابطاً وجندياً.

2- الدبابة المتدحرجة: واحدة من أغرب المدرعات وسبب تصنيعها غامض

تتدحرج كالكرة في أرض المعركة، إنها فكرة غريبة حقاً.

القليل من المعلومات متوافر بخصوص الغرض من بناء الدبابة الألمانية Kugelpanzer، وهي عبارة عن عربة مدرعة شبه دائرية لشخص واحد تزن 1.8 طن، تُعرض في معرض (كوبينكا) للدبابات خارج موسكو.

وهي تبدو كعربة متدحرجة، وقد صنعها الجيش النازي لغرض الاستطلاع على الأرجح، واستولى عليها الروس بعيداً عن ألمانيا؛ إذ غنموها من اليابانيين في منشوريا بشمال الصين سنة 1945 التي كانت تحتلها اليابان؛ إذ يبدو أنه قد تم إرسالها من ألمانيا إلى اليابان كجزء من برنامج لنقل التقنية النازي مع اليابانيين.

هناك شكوك كبيرة في أن هذه العربة تم صنعها لا لشيء إلا لإرباك العدو، أو كنوع من الخدع الحربية، وسيظل الغموض محيطاً بهذه الدبابة شبه الدائرية طالما لم يفرج الروس عن الأرشيف الخاص بها.

3- الدبابة الطائرة: حلم المهندسين المستحيل الذي كاد يتحقق

تخيَّل طائرة بصلابة الدبابة، فالطائرة والدبابة نقيضان، الأولى تعتمد على السرعة والخفة، والثانية تعتمد على الصلابة والوزن، ولكن رغم ذلك حاول كثير من المصممين والمهندسين الجمع بينهما.

قبيل الحرب العالمية الثانية، قام المهندس الأميركي جون والتر كريستس بتصميم دبابة تزن 4 أطنان ويمكنها الطيران اعتماداً على زوجين من الأجنحة.

لكن الدبابة لم تتمكن من التحليق؛ مما دفع وزير الحرب الأميركي لإيقاف هذا المشروع.

في عام 1940، اقترح المهندس السوفييتي أوليغ أنتونوف على بلاده فكرة أخرى تعتمد على نقل الدبابات باستخدام الطائرة الشراعية وإسقاطها في أرض المعركة.

وتمكَّن بالفعل من مواءمة دبابة مع طائرة شراعية (Antonov A-40)، حتى إنها طارت مرة واحدة فقط، لكن وزن الدبابة أرهق محركات الطائرة وارتفعت حرارتها سريعاً، واضطرت إلى رمي الدبابة مبكراً.

وفي النهاية، تخلى الجيش الروسي عن هذه الفكرة، ولكن أصبحوا رواداً في مجال العربات المدرعة المنقولة جواً بالطائرات مثل BMD-1.

4- دبابة القيصر: تبدو كدراجة هائلة الحجم يظهر عليها البشر عليها كالأقزام

مشهد البشر على متنها يبدو مذهلاً يذكِّرك بقصص جلفر في بلاد الأقزام.

فقبل أن تدخل أول دبابة للخدمة، وهي البريطانية "مارك 1″، بشكل رسمي سنة 1916، عملت الإمبراطورية الروسية ما بين عامي 1914 و1915 على تطوير دباباتها الخاصة التي حملت اسم القيصر، والتي كانت ثمرة أفكار مهندس مغمور، ولكن نالت إعجاب القيصر.

بخلاف الشكل المألوف للدبابة، كانت دبابة القيصر أشبه بدراجة ثلاثية العجلات، وقد ظهرت فكرة إنتاجها بناء على مجموعة من النماذج والتصاميم التي تقدم بها المهندس المهندس العسكري الروسي نيكولاي ليبيدينكو بمساعدة زملائه.

حسب التصاميم المقترحة، كان من المقرر أن يتراوح وزن الدبابة بين 40 و60 طناً، وكانت تتحرك بواسطة عجلتين كبيرتين في مقدمة الدبابة، قُطر كل منهما 9 أمتار ومثبَّت عليهما محركان، وعجلة أخرى أصغر بقُطر مترين ونصف المتر في مؤخرتها مسؤولة عن القيادة والتوجيه.

وفي أغسطس/آب 1915، تمت تجربة نموذج دبابة القيصر لأول مرة، وخلال هذه التجربة سارت دبابة القيصر بسرعٍة بطيئةٍ مسافة قصيرة قبل أن تحيد عن طريقها محطِّمة إحدى الشجرات وغرقت في الوحل ولم تملك المحركات القوة الكافية لإخراج العجلات الخلفية.

مكث النموذج الأول لدبابة القيصر 8 سنوات في الوحل، قبل أن يتم تفكيكها إلى قِطع من الخردة بحلول عام 1923

5- دبابة سرطان شيرمان: سلاسل وطبول لأن مهمتها مختلفة

كان لديها مهمة مختلفة عن باقي الدبابات؛ بل إنها كانت مصمَّمة لأحد أبرز الأعداء الذين يخشاهم قادة الدبابات عادة.

الدبابة Sherman Flail crab، ابتكرتها القوات المتحالفة لاستخدامها ضد ألمانيا النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت مهمتها الرئيسية هي إزالة حقول الألغام .

على واجهة الدبابة، قام مصمِّموها بتركيب سلسلة من الطبول ذات سلاسل متصلة بها، ومحرك يدير المجموعة بأكملها. عند الوصول إلى حقل ألغام، يتم إطلاق المحرك، وتدور السلاسل من حوله، وتنفجر أي ألغام قد تتلامس معها.

كانت مزودة بمدفع رئيسي عيار 75 ملم، ويمكن أن تقوم بتفجير الألغام حتى عمق 4 بوصات، ويمكن أن تفجر ما يصل إلى 14 لغماً قبل أن تحتاج إلى استبدال السلاسل.

6- بوب سيمبل: عندما يتنكر جرار زراعي في صورة دبابة ويتدثر بالوطنية

بعد خسارة بريطانيا الكبيرة في الدبابات ببدايات الحرب العالمية الثانية، وقعت أستراليا ونيوزلندا -وهما من دول الحلفاء وعضوان بالكومنولث البريطاني- في مشكلة كبيرة، فجيش كلتا الدولتين لا يمتلك سلاح مدرعات، وكانت بريطانيا تعانين نقصاً كبيراً في الدبابات أيضاً بدورها!

وخرج وزير الدفاع النيوزيلندي، بوب سيمبل، بحل عبقري؛ قرر تصميم دبابة تحمل اسمه (Bob Semple Tank)، ولكن التصميم جاء مخيباً للأمال؛ فجسم الدبابة التي أطلق عليها العامة "الدبابة الجرار الزراعي" مصنَّع من مادة لا تستطيع مقاومة الرصاص، فضلاً عن القذائف المضادة للدروع.

ويبدو أن الوزير حاول الخروج من المأزق عبر إطلاق وصف يثير الحماسة على الدبابة التي أطلق عليها اسمه بـ"المحاولة النزيهة لصنع شيء ما من المواد المتوافرة في وقت أصبح فيه الغزاة على مشارف البلد".

7- دبابة الليزر السوفيتية 1K17 Szhatie: تبدو قادمة من الفضاء

يمكنها تعطيل المعدات البصرية الإلكترونية للعدو، بما في ذلك الكاميرات ومعدات التصوير، وكذلك تعطيل صواريخ العدو البرية والبحرية، من خلال استخدام شعاع ليزري مكثف لإعماء أو تعطيل تلك الصواريخ.

تبدو دبابة الليزر السوفيتية  1K17 Szhatie، كدبابة فريدة طورت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

كسلاح دفاعي، كان الليزر فعالاً للغاية في تعطيل مركبات العدو والأسلحة والمعدات البصرية. ويمكن أيضاً استخدامه سلاح هجوم، ضد أهداف مثل البشر، سواء من الطيارين، الطاقم، أو المشاة.

الطاقة المسؤولة عن تشغيل الليزر تم توليدها بواسطة مولد ونظام بطارية إضافي، وكانت الدبابة مزودة بـ 15 عدسة ليزر، كما تم تجهيزها بمدفع رشاش ثقيل مضاد للطائرات عيار 12.7 مم، يبلغ وزن هذه الدبابة 41 طناً، وهي تسير بسرعة 60 كم في الساعة.

وحين ترى هذه الدبابة المسلحة بالليزر، تشعر وكأنك جزء من فيلم حرب النجوم أو باك روجرز.  

8- دبابة تورتوجا الفنزويلية: هل يمكن أن ترهب السلحفاة أحداً؟

 

كان الهدف إظهار قوة فنزويلا وترهيب جارتها، ولكن يبدو أن النتيجة جاءت عكسية.

ففي عام 1943 قام توماس باسانينز بتصميم دبابة تورتوجا، (Tortuga tank) لترهيب دولة كولومبيا المجاورة، ولكن كانت هناك شكوك حول مدى قوتها وفاعليتها، فحتى اسمها "تورتوجا" يعني في الترجمة الإسبانية  السلحفاة، وهي حيوان لا يرتبط بالعنف.

ثانياً، تم تركيب درع الدبابة (المصمم على هيئة خوذة)، على شاحنة فورد 4*4، وكان سلاحها الوحيد مسدس رشاش 7 ملم.

9- زيل- 2906: شركة سيارات روسية تحاول التخلص من جنازير الدبابات.. وهذه كانت النتيجة

أخيراً جاء من يتخلّص من الجنازير التي تميز الدبابات.

الدبابة السوفيتية زيل-2906، تم إنتاجها من قبل شركة الشاحنات وسيارات الليموزين الروسية زيل، وكان أهم ما يميزها هو أن العجلات الحلزونية حلَّت محل الجنازير.

الهدف من العجلات الحلزونية هو تمكين الدبابة من اجتياز مختلف التضاريس المتعرجة، مهما كانت وعورتها، وخاصة في الثلوج.

النسخة زيل-2906، تم تصنيعها في الستينات لهدف وحيد، وهو العودة برواد الفضاء الذين هبطوا في سيبيريا.

أما النسخة زيل-4904 فكانت أكبر، وكانت تزن 2.5 طن، وتم تصنيعها في 1972م، إلا أن الروس اكتشفوا عجز وعدم كفاءة هاتين الدبابتين. وبعد أن تم تصنيع العديد منهما تم إلغاء المشروع.

10- الدبابات القزمة: سيارات ملاهي تحولت لأهداف سهلة خلال معركة نورماندي

كانت هذه الدبابة الصغيرة التي أطلق عليها الأميركيون "Doodlebug" صغيرة، لدرجة تبدو كأنها في حجم سيارات أطفال، إذ كان طولها 4 أقدام (1.2 متر)، ويظهر فيديو لجنود وهم يمتطونها كسيارات الملاهي. 

وقد تم إنتاجها من قبل سلاح المدرعات ووحدات الصاعقة في الجيش الألماني، بهدف تدمير الدبابات الكبيرة، وتعطيل تشكيلات المشاة، وهدم المباني الكثيفة، وهي تعمل بالتحكم عن بعد.

شوهدت على شواطئ نورماندي في يوم الغزو، 6 يونيو/حزيران 1944، وعلى الرغم من تقدمها بسرعة كان معظمها يتعطل بسبب الضرر الناجم عن الانفجارات المدفعية.

 

علامات:
تحميل المزيد