أشهر أعمال فان غوخ في خطر.. لوحة “عبّاد الشمس” تفقد ألوانها بمرور الوقت

توصَّل مسح بأشعة إكس السينية لقماش اللوحة إلى أن فنسنت فان غوخ استخدم نوعين مختلفين من أصفر الكروم، وكان أحدهما أكثر عُرضة

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 21:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش

يراجع متحف فان غوخ في أمستردام كيفية عرض لوحة "عباد الشمس" بعد أن كشفت تقنية رائدة جديدة عن أن لون الأوراق وبتلات وسيقان النبتة فيها كان يذبل ويتحول إلى اللون البني الزيتوني نتيجة لاستخدام اللون الأصفر الحساس للضوء، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.

وتوصَّل مسح بأشعة إكس السينية لقماش اللوحة إلى أن فنسنت فان غوخ استخدم نوعين مختلفين من أصفر الكروم، وكان أحدهما أكثر عُرضة للتحلل تحت الضوء.

التغيير ليس جديداً ولكن..

التغيير في اللوحة التي تعود إلى عام 1889 -إحدى لوحات سلسلة "عباد الشمس" للرسام فان غوخ- غير مرئي حتى الآن بالنسبة للعين البشرية، إلا أنه، بمرور الوقت، من المتوقع أن تفقد اللوحة بعض نصاعتها في الخلفية الصفراء الباهتة، بالإضافة إلى أوراق وسيقان نبتات عباد الشمس ذات اللون الأصفر اللامع، حيث جرى خلط اللون الحساس لتحقيق درجة اللون الأخضر المناسبة.

ومن غير المُرجَّح أن تتحلل الأجزاء البرتقالية من خلفية الزهور بشكل ملحوظ؛ إِذ استخدم فان غوخ طلاء أصفر أقل حساسية، بالإضافة إلى نسبة أقل من الكبريت.

وقال فريدريك فانميرت، الخبير بعلم المواد في جامعة أنتويرب في بلجيكا، وأحد أفراد الفريق الذي فحص اللوحة بالبحث الذي سمح به المتحف: "من الصعب جداً تحديد المدة التي سيستغرقها التغيير ليصبح واضحاً، وسيعتمد ذلك بشكل كبير على العوامل الخارجية".

ستصبح أكثر بياضاً إذا تعرضت لضوء أكثر

"تمكنّا من رؤية الأماكن التي استخدم فيها فان غوخ أصفر الكروم الأكثر حساسية للضوء، والأجزاء التي ينبغي لأخصائي الترميم الاهتمام بها بمرور الوقت بسبب تغير لونها… كما تمكنّا أيضاً من ملاحظة استخدام اللون الأخضر الزمردي والأحمر الرصاصي في أماكن صغيرة للغاية من اللوحة، التي ستصبح بمرور الوقت أكثر بياضاً إذا تعرضت للمزيد من الضوء".

والمتحف خفف الإضاءة للحفاظ على اللوحات

ويجري تقييم الاكتشاف، بعد عامين من التحليل على يد فريق من العلماء الهولنديين والبلجيكيين، من قِبل متحف أمستردام الذي يستضيف أكبر مجموعة من أعمال الفنان بالعالم. وخفّف المتحف الإضاءة في القاعات قبل 5 سنوات؛ في محاولة للحفاظ بشكل أفضل على اللوحات، التي يصل عددها إلى 200 لوحة والرسومات التي تصل إلى 400 رسمة، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

"يعد تغير لون الصِّبغات من الموضوعات البحثية التي تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا"، تقول ماريج فيلكوب، رئيسة المجموعة والبحث بالمتحف، وتضيف: "فان غوخ، فعل مثلما فعل معاصروه، استخدم العديد من الصِّبغات التي يتغير لونها بمرور الوقت. ففي حالة أصفر الكروم، قدمت هذه الدراسة الأخيرة معلومات جديدة عن موقع النوع الحساس للضوء من أصفر الكروم في مجموعة لوحات دوّار الشمس. ويسمح هذا بمراقبة هذه المواقع بعناية"، حسب الصحيفة البريطانية.

قصة لوحة "عباد الشمس"

كان اللون الأصفر يوحي لفان غوخ بالسعادة، ورغم معاناة الفنان الكبير الغربة والوحدة ومرض الصرع فقد قبِل دعوة صديقه بول غوغان لقضاء الصيف في بيته، وهناك رسم لوحات أزهار عباد الشمس الشهيرة، ولاحقاً اختلف غوخ مع صديقه.

ولا تزال اللوحات محل جدل حتى الآن، وتتكون من سلسلتين من اللوحات الطبيعية الصامتة، رسم أولاها خلال وجوده في باريس، بينما أنجز بقيتها بمدينة آرل في جنوب فرنسا بعدها بعام.

وتعتبر لوحة "عباد الشمس" لفان غوخ بالمتحف إحدى لوحات السلسلة الثانية التي تحمل هذا الاسم. تُصور السلسلة الأولى، التي رُسِمت في باريس عام 1887، الزهور على أرض الواقع. وتُظهر المجموعة الثانية، التي رُسِمت في آرل، الزهور بإناء، وربما هذه المجموعة أكثر شهرة من سابقتها.

رسم خرائط كيميائية دقيقة

استخدم العلماء التصوير بالأشعة السينية المجهرية لفحص اللوحة، جزءاً بجزء، في عملية وُصِفَت بأنها "تشبه رسم الخرائط الكيميائية".

إلى هذه الدرجة، تم الاهتمام بالتفاصيل في اللوحة، لدرجة أنها مكّنت العلماء من ملاحظة ترتيب الكريستالات البيضاوية في أصفر الكروم الحساس للضوء على طول اتجاه آثار فرشاة فان غوخ. ويحتوي ما يزيد على نصف اللوحة على بعض الألوان الأكثر  حساسية.

علامات:
تحميل المزيد