دعكم من زفاف هاري وميغان.. للعائلة الملكية البريطانية تاريخٌ من الأسرار المثيرة، والقذرة أحياناً

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/22 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/22 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
Queen Elizabeth II and Prince Phillip during the wedding service for Prince Harry and Meghan Markle at St George's Chapel, Windsor Castle in Windsor, Britain, May 19, 2018. Jonathan Brady/Pool via REUTERS

لا يعيش أفراد العائلات الملكية "في سعادة أبدية"، وليسوا جميعاً جذابين. مئات السنوات من الحياة العامة، منحت صانعي الأفلام والمخرجين الكثير من المواد الملكية والأسرار المثيرة للعمل عليها.

فإذا لم تكن مهتماً بالقصص الخرافية، وتلك الهالة السعية المحيطة بالشخصيات الملكية، أو حتى بزفاف الأمير هاري على الممثلة ميغان ماركل، فإليك أعمالاً فنية تكشف نزاعات أسلاف هاري ومؤامراتهم.

نستعرضها وفق ما نشرته صحيفة The New York Times، قبل أن تسيطر صور حفل زفاف هاري وميغان بدءاً من السبت 19 مايو/أيار 2018.

مسلسل The Tudors (أسرة تيودورس)

بالعودة إلى القرن الـ 16، كان دور الملكة يقتصر في المقام الأول على إنجاب وريث. إن كان المولود فتاةً فلا بأس، ولكن الذكور فقط كانوا أهل الثقة في تولي العرش. كان الملك هنري الثامن، واتسم بالشَّره والنرجسية والتنمر، يريد بشدة إنجاب وريث ذكر، حتى إنه في النهاية انتقل بين 6 زوجات على مدار فترة حكمه، التي دامت 36 عاماً.

يلقي مسلسل The Tudors نظرة على هذا الزوج الوحشي، بالتنقل بين غرفة العرش والنوم بمساعدة فريق من النجوم والكثير من اللمسات العصرية. يؤدي جوناثان ريس مايرز دور هنري، بينما تقوم ناتالي دورمر بدور فاتنته آن بولين، وسام نيل هو الكاهن الذي ساعد هنري في الانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية ليتزوج بولين.

ماذا عن العائلة المالكة حالياً؟

مسلسل The Crown

لطالما كان زوج الملكة إليزابيث الثانية الأمير فيليب، شخصية مثيرة للجدل لفترة طويلة. كان يدلي بتعليقات في العلن تصدم الكثير من الأشخاص، وإن لم تكن هذه التعليقات عنصرية أو جنسية بوضوح، فكانت على الأقل دليلاً على اعتناقه القيم الاستعمارية البريطانية القديمة.

ركَّز الموسم الثاني من المسلسل، الذي عرضته Netflix بشكل خاص، على حياة الأمير فيليب الخاصة، والذي لعبه مات سميث. الخيانة، وأفراد العائلة النازية، والتربية القاسية: لا يجامل المسلسل في تصويره لها. وفي الأثناء، أضافت المغامرات الرومانسية للأميرة مارغريت المتمردة مزيداً من الإثارة على تلك الرواية الفخمة عن عهد الملكة إليزابيث الطويل.

والملكة إليزابيث الثانية في طفولتها

فيلم A Royal Night Out

كانت إليزابيث في التاسعة عشرة من عمرها ولا تزال أميرة عندما استسلمت القوات الألمانية في 8 مايو/أيار عام 1945. في تلك الليلة، خرجت الأميرة سراً مع شقيقتها الصغرى مارغريت إلى لندن؛ لحضور الاحتفالات الجارية التي استمرت طوال الليل. يضم هذا الفيلم كوميديا مرحة من الحماقات، مصوِّراً ما اطلعت عليه الأميرتان "طيلة الليلة الساحرة" بعدما هربتا من الوصيفات؛ لتكونا شخصين "عاديَّين" لليلة واحدة مليئة بالمغامرات. بالنسبة لإحداهما، كان ذلك يعني التعامل مع عامة الشعب بينما للأخرى التنزه في عربة.

وماذا عن ملكة تحلَّت ببعض القوة الفعلية؟

فيلم Elizabeth

اشتهرت الملكة إليزابيث الأولى بالملكة العذراء؛ لأنها لم تتزوج قط، ولكن عدم زواجها لم يعنِ عفتها بالضرورة. دارت قصة الفيلم، الذي أخرجه شيكار كابور حول علاقة جمعت بين الأميرة (كيت بلانشيت) وروبرت دودلي (جوزيف فاينس)؛ حينما اتهمتها شقيقتها بالإلحاد وزجَّت بها في السجن، لتتولى العرش بعدها.

ثم يتابع الفيلم رحلتها غير المتوقعة، من أسيرة خائفة إلى ملكة قوية لا تخشى بطش إنكلترا واضطراب أحوالها في القرن السادس عشر، حينما كان الناس يُحرقون أحياء؛ لاتباعهم الطائفة الخاطئة من المسيحية.

شغلت المخاوف حول من ستتزوج ومتى ستنجب وريثاً مساحةً كبيرة من هذا الفيلم الملحمي الشاعري، مع جعلها محور الأحداث حتى اتخذت قراراً، مؤكِّدةً لنفسها وللرعية أنها ستتزوج من إنكلترا وتبقى "عذراء".

وما قصة الجدل حول إليزابيث الثانية والليدي ديانا؟

فيلم The Queen

بالطبع، يمكن أن يتبع الزواجَ الملكي طلاقٌ ملكي، ولم يسبق أن لفتت قصة طلاق أنظار العامة أكثر من انفصال والدَي هاري. عندما ماتت ديانا، أميرة ويلز، عام 1997، كانت قد انفصلت عن الأمير تشارلز قبل عام ولم تعد تنتمي إلى الأسرة الملكية بعد. بالنسبة للملكة، رأت أن هذا يعني أنه لا حاجة إلى أن تضيف الأسرة الملكية صوت حزنها إلى حزن العامة المتدفق بصورة مذهلة. لذا، لم ترفع الأعلام فوق قصورها حزناً على وفاة ديانا، الأمر الذي أشارت إليه صحف عدة على أنه فعل غير محترم للغاية.

لعبت هيلين ميرين دور إليزابيث القاسية التي بدأت تشك في مدى معرفتها بشعبها؛ إذ ما زالت تحيا وسط الجدل القائم حولها حتى الآن. يربط المخرج ستيفن فريرز برشاقة بارعة بين لقطات أرشيفية ومناقشات خيالية بين الملكة والأشخاص المقربين لها، مما يثير التوتر بين البروتوكول الملكي وثقافة المشاهير كنظام قوة قديم في مواجهة آخر جديد.

أريد الاطلاع على أسرار غرف نوم الملوك!

فيلم Tales from the Royal Bedchamber (حكايات من غرفة النوم الملكية)

يعكس عنوان فيلم Tales from the Royal Bedchamber، الفاحش قليلاً، الذي يُعرض ضمن الأفلام الوثائقية على قناة BBC، إلى حد كبير، ما يحتويه الفيلم.

تكشف المؤرخة لوسي ورسلي، وهي المرشد الحيوي عبر غرف النوم الملكية على مر العصور، عن طريقة صنع الأسرّة الرسمية المزخرفة، وعمن نام عليها، ومن كان يُسمح له بمشاهدة الملك وهو يرتدي ملابسه.

يجمع الفيلم بين المواد الفخمة عادةً التي تنطوي عليها أفلام BBC الوثائقية، مثل تصوير لقطات للمذيعة تتمشى في القصر مع وصف مفصل لأشياء استُخدمت في ذاك العصر، وبين لقطات كانت تسأل فيها ورسلي المؤرخين الآخرين بمتعة عمن كان ينظف الملك.

إن الطابع العام للفيلم شائك بعض الشيء ولكنه ممتع قليلاً؛ إذ يجيب الفيلم الوثائقي، الذي يُعرض لمدة 45 دقيقة، عن أسئلة لم تكن تعرف قط أنها تراودك بخصوص عادات غرفة نوم الأُسرة الملكية. (يجري بث فيلم Bedchamber على موقع Amazon مع اشتراك في قناة Masterpiece التابعة لشركة PBS، ومتاح أيضاً على iTunes للتأجير أو الشراء).

ومشاهدة بريطانيا تصارع إرثها الاستعماري

مسلسل Empire

خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا، تفاخرت الإمبراطورية البريطانية بأنها تشمل أكثر من ربع العالم. اعتقد البريطانيون أن الإمبراطورية تتجسد في شخصية الملكة فيكتوريا الإنسان، وهو أمر في الحقيقة لا يدعوها إلى المفخرة بالنظر إلى أحداث الماضي.

ففي بداية هذا المسلسل الوثائقي لقناة BBC والذي يتكون من 5 أجزاء، يعِد المقدم جيرمي باكسمان بأن يواجه هذا المسلسل الفظائع المرتكبة في المستعمرات البريطانية؛ كالأعمال الوحشية التي ارتكبها ملّاك العبيد، وتجارة الأفيون في بريطانيا.

من المؤكد أن المسلسل لديه زلّاته، ولكنه يُعد مثالاً رائعاً لمحاولة بريطانيا المعاصرة مكافحة ماضيها الاستعماري. يذهب باكسمان، وهو صحفي سياسي مشهور، لزيارة المستعمرات السابقة، ويقدم قصصاً مدروسة جيداً عن الأحداث الاستعمارية وتراثها.

وماذا عن العلاقات مع النظام النازي؟

فيلم Edward VIII: The Nazi Kin

في أثناء الحرب العالمية الأولى، غيَّرت الأُسرة الملكية اسمها من "دوقية ساكسونيا كوبورغ وغوتا " إلى "وندسور"؛ في محاولة لطمس جذورها الألمانية. وبحلول الوقت الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية، كان إدوارد الثامن قد تخلى عن العرش بالفعل. ولكن في أثناء الحرب، كان إدوارد وزوجته واليس سمبسون يتناولان العشاء مع الوزراء النازيين، وجدير بالذكر أن أدولف هتلر كان مفتوناً بالزوجين للغاية.

يتناول هذا الفيلم الوثائقي، المصنوع على شاكلة الصحف الشعبية، تلك العلاقات. ويستعرض لقطات أرشيفية ومقابلات مع المؤرخين والشهود المباشرين، تكملها بعض العناصر السطحية الرائعة التي تساهم في إعادة بناء الأحداث.

يذكر التاريخ أن إدوارد كان "يغمز بعينيه على نحو بغيض"، وأن سمبسون كانت "امراة استغلالية". وكانا الزوجان يسربان بعض المعلومات للألمان عن طريق وزير الخارجية النازي يواخيم فون ريبنتروب.

أكان إدوارد على دراية بأن خطة هتلر تنطوي على إعادته إلى العرش كلعبة بيده، بمجرد أن يغزو النازيون إنكلترا؟ من يعلم. لكن، كان بالتأكيد منبهراً بأفكار النازيين.

تحميل المزيد