الفاتيكان يسمح لـ44 ألف راهبة منعزلة باستخدام الشبكات الاجتماعية، والبابا يحذر من مخاطر الإنترنت

لكن البابا حذر الراهبات من أن يوظفن الإنترنت للانغماس في الملذات والتهرب من الواجبات الدينية أو ربما إلى أسوأ من ذلك

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/18 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/19 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش

بفضل قرار البابا فرنسيس، أصبح بإمكان الراهبات من الآن فصاعداً استخدام حاسوب أو هاتف يفتح لهن أبواب التواصل مع العالم الخارجي، وقد وصفت صحيفة Les Echos الفرنسية هذا الخبر بالقول: "على الرغم من أنه يصعب على الإنترنت اختراق الطرق المؤدية إلى الرب، إلا أنها قد اخترقت جدران دير الراهبات والأديرة المسيحي".

إذ تعيش 44 ألف راهبة منعزلة داخل أديرة، نصفهن يقمن داخل أديرة في أوروبا، في حياة مكرسة للتأمل. أما الآن، فقد بات بإمكانهن استخدام شاشات الحواسيب أو شاشات الهواتف للتواصل مع العالم الخارجي.

ليست فرصة للتهرب من الواجبات الدينية

لكن البابا حذر الراهبات من أن يوظفن الإنترنت للانغماس في الملذات والتهرب من الواجبات الدينية أو ربما إلى أسوأ من ذلك، مشيراً إلى ضرورة حرصهن على عدم جعل الإنترنت عائقا أمام التزامهن الديني المكرس أساساً للتأمل. وقد أتى هذا التحذير في سياق أكد فيه البابا فرنسيس سابقاً أن الويب بمثابة "هبة من الله"، داعياً الكاثوليك إلى أن يصبحوا "مواطنين رقميين" لنشر الخطاب الطيب.

وجاء في خطابه أن، "التكنولوجيا ليست هي ما يحدد ما إذا كان التواصل أمراً متأصلاً فينا، وإنما قلب الإنسان. وفي الواقع، إن قدرتنا على الاستفادة القصوى من الوسائل المتاحة لنا يمكن أن تساهم في حسن استخدام الإنترنت لبناء مجتمع سليم ومنفتح ومتآخ".

استقلالية أديرة الراهبات

خلال شهر يوليو/تموز من سنة 2016، نشر البابا وثيقة سلط من خلالها الضوء على مختلف جوانب حياة الراهبات، وهي الوثيقة الأكثر التزاماً منذ وثيقة البابا بيوس الثاني عشر التي نشرت سنة 1950. وقد وضع البابا سلسلة من التوصيات بشأن تدريبهن وواجباتهن واحتياجاتهن، مع الحرص على ضرورة أن تكون الصلاة في قلب حياتهن المجتمعية داخل الدير، إضافة للاعتراف باستقلالية الأديرة النسائية.

ومع ذلك، إذا لم يستطع الدير تلبية مجموعة من الشروط، بما في ذلك الحد الأدنى لعدد الأعضاء واحتمالات الاستقرار الطويل الأجل، فقد يفقد الاستقلالية الممنوحة ويوضع تحت تفتيش الفاتيكان، وفقاً للوثيقة.

"إن الكرسي الرسولي هو الوحيد الذي يمكن أن يقيم ديراً، والكرسي الرسولي هو الوحيد القادر على إلغائه"، هذا ما قاله المطران الإسباني خوسيه رودريغز كاربالو، أمين سر مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، خلال مؤتمر صحفي في الفاتيكان. الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، حسب Cruxnow المختص بأخبار الفاتيكان.

من أجل ضمان بقاء الأديرة ذات العدد المتناقص، أوضح كاربالو أن الوثيقة الجديدة تفرض سلسلة من الشروط الأساسية للاستقلال الذاتي، وهذا يعني أنه لا يتعين عليهم الرجوع إلى الأسقف في حالات مثل إعطاء إذن للراهبة بمغادرة الحياة المنعزلة، أو العيش خارج الدير لمدة أقل من عام.

وهي تشمل متوسط ​​عمر الراهبات، والقدرة الحقيقية للتنظيم والتشكيل، وعدم وجود أعضاء جدد، وعدم وجود حيوية في الحياة ونقل قواعد النظام، والعدد الإجمالي للراهبات.

كما تنص الوثيقة على أنه إذا انخفض عدد النساء المتدينات في الدير إلى أقل من خمسة، فلن يكون بمقدورهن انتخاب أمهن العليا، وجرى إدخال مستجدات لدستور عام 2016. وهي مبنية على "كريونا كريستي"، وهي وثيقة تعود لعام 1950 أصدرها البابا بيوس الثاني عشر، والتي فتحت الباب أساساً للاعتراف بأديرة النساء باعتبارها مستقلة.

Pope Francis poses with a group of nuns at the end of his Wednesday general audience in Saint Peter's square at the Vatican, May 9, 2018. REUTERS/Stefano Rellandini

البابا فرنسيس الأشهر على الشبكات الاجتماعية

البابا فرنسيس حاضر بقوة على الشبكات الاجتماعية، بعدد متابعين بلغ 40 مليوناً على حسابه على موقع تويتر، حيث يتم تشارك رسائله قرابة عشرة آلاف مرة في اليوم عبر موقعه.

وقد اختير البابا فرنسيس ليكون أكثر شخصية بارزة تأثيراً في الكوكب سنة 2015. وعلى الرغم من أنه لم يفتح حساباً له على فيسبوك ، إلا أنه استقبل مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ وأطلق حساباً له على إنستغرام، ويتابعه 5.5 مليون مستخدم.

بناء على ذلك، من الصعب إلقاء خطاب ديني يحرض على الحد من استخدام الوسائل الرقمية، الأمر الذي دفع البابا فرنسيس إلى حث "الأخوات" على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي شريطة "الحفاظ على الرصانة للبقاء في خدمة الحياة التأملية وضمان عملية التواصل اللازمة داخل مجتمع الدير".

إلى جانب ذلك، سمح البابا لهن باستخدام الإنترنت بحذر شديد، ومنع استخدامهن لها لأغراض مثل "هدر الوقت أو الهروب من الحياة الأخوية داخل الدير".

وفي وقت سابق، نوه البابا فرنسيس من أن "الشبكات الاجتماعية يمكن أن تعزز العلاقات الإنسانية وتخدم مصلحة المجتمع، إلا أنها يمكن أيضاً أن تؤدي إلى تعميق الانقسام بين الأفراد والجماعات".

علامات:
تحميل المزيد