توفيت مساء الخميس 3 مايو/أيار 2018 المغنية الشعبية المصرية جملات شيحة عن عمر 85 عاماً، إثر أزمة صحية، وسيوارى جثمانها الثرى بمقابر السيدة عائشة بمدينة القاهرة.
ويعرفها الجمهور المصري من خلال عملها بالمجال الفني لما يقرب من 60 عاماً، منذ كانت في الـ 16 من عمرها، إذ كان مكتشفها الفنان الراحل زكريا الحجاوي أحد أشهر المطربين الشعبيين في مصر.
ربما ورثت جملات حب الغناء الشعبي من والدها الذي كان يغني في الأفراح بقرى محافظة الشرقية حيث ولدت وعاشت مع أهلها، وبعد أن ذاع صيتها، انتقلت من قريتها "كوم حلين"، إلى القاهرة، لتغني بمسرح الجمهورية التابع لوزارة الثقافة، ثم انتقلت في السنوات الأخيرة للغناء بمركز "مكان" الثقافي بمنطقة وسط البلد بالعاصمة.
لها مواويل شهيرة منها "على ورق الفل دلعني"، و"ياما دقت علاراس طبول"، و"راسيني".
البداية لم تكن سهلة
تحكي جملات في إحدى اللقاءات السابقة، أن والدها لم يكن لديه سوى ابنتين هي وشقيقتها بعد وفاة جميع أبنائه الذكور، فاضطر إلى إخراجها من المدرسة في سن صغيرة لتساعده في أعمال المنزل والعمل، وكانت تحضر معه الأفراح والموالد التي كان يغني بها.
بعد امتهانها الغناء الشعبي، رفضت عائلتها وجيرانها في الريف عملها كمغنية، حتى أن بعضهم أنكر قرابته لها، لكنها وعلى حد قولها "لم يكن لنا أحد يصرف علينا، والغناء أفضل من مهن أخرى تغضب الله".
أصرت على الاستمرار في الغناء لتتمكن من الإنفاق على والديها وعلى شقيقتها، وظلت بحسب كلامها تتعلم هي من المطربين الشعبيين حولها، ولا تنتظر أحداً ليعلهما، حجتها في ذلك أنها "لا أريد أن يمن علي أحد بالقول أنا أستاذك، لا أنا أتعلم بمفردي".
طفرة فنية
لما انتقلت جمالات إلى القاهرة ضمها زكريا الحجوي إلى فرقته الموسيقية "فرقة الفلاحين"، ثم انتقلت إلى فرقة أكبر وأكثر شهرة هي فرقة "النيل".
لكن الطفرة الفنية حدثت حين التقت عازف البيانو المصري ومؤسس فرقة "شرقيات" فتحي سلامة، ليثمر التعاون عن مزج الغناء الشعبي ذي الألحان الشرقية مع اللحن الغربي.
ومن أشهر أغنيات مشروع التعاون بين المغنية الشعبية وعازف البيانو أغنية "راسيني"، التي انتشرت بالعالم، لتسافر معه إلى فرنسا وألمانيا وبولندا وسويسرا والنمسا لإحياء حفلات هناك.
أبناء جمالات غريب وسيد ورثا منها حب الفن الشعبي، فامتهنا العمل بالفرق الشعبية، أيضاً.