27 عاماً من الأبواب الموصدة.. الصومال تنفض غبار الحرب عن المكتبة الوطنية وتعيدها لسيرتها الأولى

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/02 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/02 الساعة 12:59 بتوقيت غرينتش

27 عاماً من الأبواب الموصدة وحرب أهلية أتت على كل شيء.. انهارت الحكومة المركزية وغُلّقت أبواب المكتبة لحين إشعار آخر

في العام 1991 تضررت المكتبة الوطنية في الصومال إثر الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد، نُهبت كامل محتوياتها من كتب ووثائق وخرائط، وأصبحت مجرَّد أطلال قديمة ومبانٍ آيلة للسقوط، حتى إن أجزاءً كبيرةً منها تحوَّلت إلى منازل لإيواء النازحين من الحرب.

إحياء جديد

ثلاثة طوابق مُقامة على مساحة واسعة مثّلت وعاءً ثقافياً جامعاً لتراث أجداد الصوماليين، وحافظاً لتاريخهم على مدار فترات تاريخية مختلفة.

ومع استقرار الظروف في السياسية نسبياً في الصومال، ذهبت الحكومة إلى إزالة صدأ الأقفال المعلقة على أبواب المكتبة وإحيائها من جديد، لما لها من مكانة ثقافية تعكس تاريخ الأمة.  

وفي التاسع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، دشَّن رئيس الوزراء، حسن علي خيري، المكتبة الوطنية التي تم ترميم بعض أجزائها، في خطوة تمهيدية لاستكمالها في الأشهر القليلة القادمة.

وأكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن "الحكومة ستُكمل بناء الأجزاء المتبقية من المكتبة وإعادتها إلى رونقها، من خلال إيداع كتب ومخطوطات توثق تاريخ الصومال؛ لرسم مستقبل الأجيال المقبلة".

فيما قال عبدالله شيخ سعيد، نائب المدير العام للمكتبة، إن الحكومة الصومالية وبالتعاون مع الجامعة العربية والمجلس النرويجي للاجئين (NRC) "عملت على إعادة ترميم أجزاء من المكتبة التي تعاني من إهمال تام منذ نحو أكثر من عقدين، وإن الأجزاء التي رممتها الحكومة تشكل مساحة بسيطة، مقارنة بأقسام المكتبة التي ما زال يسيطر الدمار على قسم كبير منها".

المكتبة تعود لسيرتها الأولى

من جهته، أكد مدير قسم العلاقات والتكنولوجيا بالمكتبة الوطنية، عبدالله سعيد، أنها ستدخل الخدمة خلال شهر مايو/أيار الجاري، وأن أبوابها ستكون مفتوحة على مدار 24 ساعة أمام الطلبة والباحثين؛ للاستفادة من المقرَّرات الدراسية والكتب المنوَّعة التي تلعب دوراً بارزاً في نشر الثقافة بالمجتمع.

ويُذكِّر أنها كانت من أرقى المكتبات في شرق إفريقيا، باحتوائها على كتب تاريخية ومخطوطات قديمة تدلل على ثقافة المجتمع الصومالي، لافتاً أن محتوياتها وصلت آنذاك لأكثر من 8 آلاف كتاب ومخطوطة.

ويقول الباحث الصومالي، الشافعي أبتدون، إن افتتاح المكتبة الوطنية من شأنه توفير مكتبة ضخمة، تضم آلاف الكتب والأبحاث، ما سيُضفي عليها قيمةً بحثيةً وعلميةً.

ويضيف الشافعي أن المكتبات تؤهل الطلبة لاكتساب معرفة عميقة في تخصصاتهم، وتفتح لهم الآفاق نحو اكتساب علوم معرفية أخرى، من خلال المطالعة والجلسات التي ستُنظمها بعد غياب طويل.

مرجعية للباحثين عن التاريخ الصومالي

وتشكل المكتبة الوطنية وجهةً للراغبين في البحث عن التاريخ والثقافة الصومالية، إذ تعتمد في عددٍ من كتبها أسلوبَ الحكاية والرواية، في محاولة لسدِّ العجز الذي تسبب به نهب كتب التاريخ والمخطوطات القديمة.

طلاب الجامعات وأثناء زيارتهم للمكتبة عبَّروا عن فرحتهم الكبيرة لإعادة افتتاحها، بدت عليهم علاماتُ الدهشة لإعادة المكان لسيرته الأولى وترميمه، لافتين أن الكتب التي توثق تاريخ الصومال سيكون لها مذاق مختلف، لافتقادهم لمرجعيات توثق فترات مهمة في تاريخ بلادهم، مؤكدين أن ميزة المكتبة الكبيرة تتمثل في أنها ستوفر لهم الكتب مجاناً، خلافاً للمكتبات المستقلة التي تكلف كثيراً.

وبحسب المشرفين عليها، فإن المكتبة تسعى لإعادة جميع الكتب والمخطوطات المسروقة في داخل البلاد وخارجها، بالتعاون مع المكتبات المستقلة في البلاد التي حافظت على بعض المخطوطات القديمة.

محتويات المكتبة

وتتكون المكتبة من قاعات كبيرة للقراءة والاجتماعات، إلى جانب أقسام جديدة يسعى القائمون عليها إلى جمع الرسائل الجامعية المتميزة، خاصة تلك التي تركز على مجالات الاقتصاد والسياسة والتاريخ والدين.

وتعاني المؤسسات البحثية، وكذلك الجامعات المحلية في الصومال من شُح الكتب والمصادر العلمية، وهي من أهم المعوقات التي تواجه الطلبة الصوماليين.

ولدت فكرة إنشاء المكتبة الوطنية الصومالية في العام 1975، وافتتحت بشكل رسمي في العام 1986، وأصبحت مهوى قلوب الصوماليين، إذ كانوا يأتون من كل بقعة من الوطن، إلى مبنى المكتبة للاستفادة منها.

علامات:
تحميل المزيد