رغم سحبه من الأسد ووانستين.. هؤلاء الحكام احتفظوا بوسام الشرف الفرنسي رغم ديكتاتوريتهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/27 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/27 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
Bashar Assad in France

قبل أيام، بدأت فرنسا إجراءات سحب وسام الشرف، الذي سبق أن منحه الرئيس الفرنسي جاك شيراك للرئيس السوري بشار الأسد في العام 2001.

الإجراء خطوة تالية لاتهام فرنسا للأسد باستخدام اسلحة كيماوية ضد المدنيين في سوريا، وهو ما رفضته الرئاسة في سوريا٫ وأعلنت رد الوسام الفرنسي، كما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية قبل أيام.

سبق لفرنسا أن قررت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، أيضاً، سحب وسام جوقة الشرف من المنتج السينمائي الشهير هارفي وانستين بعد اتهامه في قضايا تحرش جنسي.

ومنذ أكثر من قرن، تقلدت العديد من الشخصيات المثيرة للجدل من خارج فرنسا وسام الشرف الفرنسي المميز ولم تقم فرنسا بسحب الوسام منهم، وفي مقدمتهم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني وطاغية إسبانيا الجنرال فرانشيسكو فرانكو.  

موسوليني.. ضابط شرف رغم أن المذابح بدأت

تقلد الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني وساماً في العام 1923 من وزير التجارة الفرنسي لوسيان ديور، على الرغم من أن موسوليني مسؤول عن قتل الآلاف من الأبرياء بين سنتي 1922 و1943. وحتى بعد وفاته، لم تقم فرنسا حتى الآن بالتفكير في سحب هذا الوسام من موسوليني.

الجنرال فرانكو.. الوسام قبل الديكتاتورية بسنوات

أصبح الجنرال فرانشيسكو فرانكو، الديكتاتور الإسباني المعروف، "ضابط وسام جوقة الشرف" في العام 1928.

وقد كان الوسام الذي مُنح لهذا الضابط الإسباني فرض سيطرته الديكتاتورية في إسبانيا من العام 1939 حتى العام 1975، وأصبح الوسام الذي حصل عليه محل طعن لدى المحكمة الإدارية في باريس منذ شهور، بعد قضية رفعها مواطن أسباني لسحب الوسام منه.

لكن القضاة في المحكمة الفرنسية يرون أنه من المستحيل "سحب هذا الوسام من الجنرال بعد وفاته"؛ نظراً إلى غياب أسباب وجيهة. كما عارضت "الإدارة الكبرى لمنح وسام الشرف" هذه القضية؛ لأنه "لا يمكنها أن تطلب من شخص ميت الدفاع عن نفسه".

تشاوتشيسكو.. مقابل الوقوف ضد حلف وارسو

مَنح الزعيم الفرنسي شارل ديغول وساماً للديكتاتور الروماني لأسباب سياسية، عندما كانت رومانيا الوحيدة التي تتمتع بـ "استقلالية" عن الكتلة الشيوعية؛ الأمر الذي دفع الجنرال الفرنسي للاعتماد عليه ليكشف عن رفضه حلف وارسو.

حكم نيكولا تشاوتشيسكو رومانيا من العام 1945 إلى حين إعدامه يوم عيد الميلاد مع زوجته في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام 1989. وعلى الرغم من اعدام الطاغية الروماني بعد ثورة شعبية لم تفكر فرنسا في سحب وسام الشرف السياسي منه.

بن علي.. ممثل المصالح الفرنسية بالمنطقة

تلقى الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي، وسام الشرف من الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، بعد سنتين فقط من تقلّده الحكم في العام 1987 على أثر الانقلاب الذي قاده.

وقبل أن يصنَّف بن علي ديكتاتوراً، كان يمثل المصالح الفرنسية في المنطقة. وقد أسقط الشعب التونسي حكم بن علي خلال الربيع العربي، الذي بدأ بحادث إشعال التونسي بوعزيزي نفسه احتجاجاً على صفعة تلقاها من شرطية تونسية، ما أشعل الاحتجاج الشعبي الذي أطاح بزين العابدين بن علي في النهاية وأجبره على الهرب إلى السعودية، لكن فرنسا ظلت تسانده حتى النهاية.

بوتين.. مفاجأة شيراك في قصر الإليزيه

في معظم الأحيان، يتم استغلال وسام الشرف لتحقيق أغراض دبلوماسية، ولعل أبرز مثال على ذلك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

خلال العام 2006، تلقى الرئيس الروسي دعوةً من قِبل جاك شيراك في قصر الإليزيه. واستغل الفرصة وقدَّم وسام الشرف من رتبة الصليب الأكبر له بعيداً عن الأنظار.

خلال تلك الفترة، اعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود"، المعنيَّة بحرية الصحافة، هذا الشرف بمثابة "الصدمة". وقد ورد في بيان لها آنذاك، أن "منح وحش ينهش حرية الصحافة وسام شرف (الصليب الكبير)، يعد بمثابة إهانة لكل المناضلين في روسيا للدفاع عن حرية الصحافة، وعن حرية تلقي المعلومة؛ سعياً منهم لإرساء نظام ديمقراطي فعال في هذا البلد"، على حد قول المنظمة.

علي بونغو.. وسام سري لصديق فرنسا في أفريقيا

بعد حصول رئيس الغابون السابق عمر بونغو على الوسام، تلقى نجله، علي بونغو، بدوره وساماً.

خلال سنة 2010، وبعد تسلّم علي بونغو زمام السلطة في الغابون على أثر وفاة والده، تم استدعاؤه إلى قصر الإليزيه من قِبل نيكولا ساركوزي؛ لمنحه وسام الشرف. وقد تمت حفلة التوسيم الخاصة ببونغو، الذي يمتلك ما لا يقل عن 33 شقة خاصة في فرنسا، وفقاً لما أفادت به صحيفة "لوموند" في عام 2008، في كنف السرية التامة.

نورييغا ديكتاتور بنما.. فارس الشرف في السجن

كان الحصول على وسام الشرف الفرنسي أيضاً من نصيب مانويل نورييغا، ديكتاتور بنما السابق، الذي تقلّد وسام شرف من قِبل الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في العام 1987.

ولكن، خلال العام 1999، حُكم عليه في فرنسا بقضاء 10 سنوات في السجن بتهمة تبييض الأموال. وفي 2010، تم تسليمه إلى الولايات المتحدة ليقضي عقوبته، حيث استنكرت السلطات الأميركية حمل نورييغا وسام الشرف. بعد ذلك، تم تعديل المرسوم وأضحى من الممكن شطب اسمه من على قائمة الشخصيات من غير الفرنسيين الذين تم توسيمهم، وهو ما أُطلق عليه اسم "الفقه القانوني" لنورييغا.

علامات:
تحميل المزيد