تبيَّن أنَّ لوحةً صغيرة تعود إلى عصر النهضة، ومملوكة لمتحفٍ أميركي، ولم تكن معروضةً للعامة في العقدين الأخيرين هي جزئياً أحد أعمال الرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي.
لوحة "معجزة القديس دوناتوس من أريتسو"، هي لوحة خشبية توجد في متحف ورسستر للفنون بولاية ماساتشوستس الأميركية، نُسِبَت منذ وقتٍ طويل للرسام الفلورنسي الأقل شهرة لورنزو دي كريدي.
لكن وفقاً للورانس كانتر، رئيس أمناء معرض الفنون بجامعة ييل الأميركية، فإنَّ أجزاءً من اللوحة التي رُسمت عام 1475 تحمل بصمة دافنشي المميزة، وفقاً لما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
وقال كانتر لصحيفة The Observer البريطانية، إنَّ نصف اللوحة على الأقل رُسِمَ بواسطة دافنشي، أبرز رسامي عصر النهضة، بينما رُسم الجزء المتبقي بواسطة لورنزو.
وأضاف أنَّ اللوحة لم تُنسب إلى دافنشي لأنَّ أسلوبه الفني لم يكن قد نضج بعد. وتابع: "لقد افترضنا أنَّ أي شيء رُسم بواسطته يجب أن يشبه أعماله الأخيرة، وبالتالي لم تكن له أعمال في بداياته، وذلك بالطبع غير قابل للتصديق تماماً".
اللوحة، التي تبلغ أبعادها 16.6 سم و33.5 سم، نُفذت لكاتدرائية بستويا بمقاطعة توسكانا الإيطالية، وتصور القديس دوناتوس وهو يساعد جامع ضرائب متهماً زوراً بالسرقة في التعرف على مكان الأموال التي خبأتها زوجته الراحلة لحفظها.
جاء رسم اللوحة بتكليفٍ من أندريا ديل فيروكيو، الذي تدرَّب كلٌّ من ليوناردو دافنشي ولورنزو دي كريدي في ورشته بمدينة فلورنسا الإيطالية، وذلك تخليداً لذكرى الأسقف دوناتو دي ميديشي.
وأضاف كانتر قائلاً: "أعتقد أنَّها أحد الأعمال الأولى لليوناردو، وأنَّ هناك سبع لوحات أخرى على الأقل في جميع أنحاء العالم، يمكن نسبها له جزئياً على الأقل، رسمت كجزءٍ من تدريبه في ورشة عمل فيروكيو".
وسيضم كانتر اللوحة لمعرضه الرئيسي الصيفي بجامعة ييل، بعنوان "ليوناردو: اكتشافات من استوديو فيروكيو". وينسب كانتر شكل الشخص المرسوم يسار اللوحة للورنزو، واصفاً إياه بـ"المسطح" وأنَّ ملابسه غير مناسبة، رغم أنَّ رأسه وجذعه ربما رُسما بواسطة دافنشي.
أما شكل الشخص الآخر، الذي تميَّز ببقع الضوء الساقطة على البطانة الصفراء لعباءته، يحمل طابع وأسلوب دافنشي على حد قول كانتر. ووفقاً له، رُسِمَت المناظر الطبيعية في اللوحة بواسطة دافنشي أيضاً، إذ قال: "حسب معرفتي بالرسامين في ذلك الوقت، كان هناك رسام واحد فقط من مدينة فلورنسا يتمتع بهذا المستوى، وهو ليوناردو".
وشارك في هذه الدراسة الشاملة لأصول اللوحة كلٌ من ريتا ألبرتسون رئيسة أمناء متحف ورسستر، وبرونو موتين رئيس أمناء المتاحف الوطنية الفرنسية. وقالت ريتا إنَّه في عام 1940 كانت اللوحة جزءاً من مجموعة لوحات وُهِبَت لمتحف ورسستر من متبرعين محليين اعتقدوا أنَّها كانت لليوناردو دافنشي عندما اشتروها من تاجر بالعاصمة البريطانية لندن. وكان المؤرخ الفني الأميركي المثير للجدل برنارد بيرينسون من بين هؤلاء الذين نسبوها للورنزو دي كريدي "استناداً إلى صورةٍ بالأبيض والأسود".