عرضٌ عسكري أقرب لإعلان الحرب.. طقسٌ باكستاني – هندي لن تشاهده إلا في “واجاه”

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/13 الساعة 19:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/13 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
Pakistani Rangers (black uniforms) and Indian Border Security Force personnel (brown uniforms) take part in the daily beating of the retreat ceremony during India's 69th Republic Day celebrations at the Indian Pakistan Wagah Border post about 35km from Amritsar on January 26, 2018. / AFP PHOTO / NARINDER NANU (Photo credit should read NARINDER NANU/AFP/Getty Images)

تشترك الهند وباكستان في تاريخ طويل من الصراع وحدود طويلة لا تتخللها إلا بوابة حدودية واحدة، هي "واجاه" التي يقام فيها احتفال عسكري يومي على طرفي الحدود، لا يشبه أي عرض عسكري آخر في العالم.

وتعد الحدود بين الجارتين النوويتين واحدة من أكثر الحدود توتراً في العالم، إذ أدت النزاعات حول الحدود والدِّين ومنطقة كشمير إلى تاريخ من العنف وسفك الدماء بين البلدين اللذين يوجهان أكثر من 200 رأس نووي لبعضهما، وخاضا بالفعل 3 حروب دامية.

لكن ورغم العلاقة المتوترة، يجتمع الجنود على جانبي واحد من أكثر الحدود عسكرةً في العالم، كل يوم؛ ليملأوا المكان بحفل متحمس وصاخب، تتخلله رقصات وأغانٍ وطنية، وذلك مع غروب الشمس عند المعبر الرئيسي بين البلدين.

يفرح المئات من المتفرجين ويلتقطون الصور التذكارية، عند الإغلاق الليلي للحدود التي دار حولها الكثير من الصراع السياسي والعسكري والاقتصادي بين البلدين، يتلو ذلك خفض الأعلام المتزامن بين البلدين ومصافحة الجنود على الطرفين، ثم إغلاق البوابات حتى صباح اليوم التالي.


الحفل من الناحية الباكستانية

أطيب "التحيات" من الهند.. وأحلى "الأمنيات" من باكستان

يبلغ طول الجنود أكثر من مترين إذا أضفت أغطية الرأس الضخمة على شكل مروحة وهم يتوجهون تجاه بعضهم بخطى ثابتة وصدورٍ مفتوحة ووجوه متجهمة وحركات يملؤها الكبر مثل الطاووس، على بُعد بوصتين فقط من جانبي الحدود بين الهند وباكستان. لمدة 45 دقيقة كل غروب الشمس، يبدأ الحفل بركلة عالية، ومسيرة مسرعة وصياح خلال طريق الجنود اليومي لإغلاق الحديد وخفض الأعلام بالتزامن بعضهما مع بعض على جانبي الحدود، بطريقة روتينية.

يبدأ الأمر قبل ساعتين من غروب الشمس، وتجري مراسم العَلم من قِبل الحراس الباكستانيين وقوة أمن الحدود الهندية (BSF) في مشهدٍ لا تعرفه أي حدودٍ أخرى في العالم.

وعلى عنفه وامتلائه بالمشاعر القومية، من المفترض أن يؤدي ذلك العرض إلى التخفيف من أي توترات تثيرها حشود الآلاف الذين يملأون المدرجات على جانبي الملعب الواقع بين مدينتي أمريتسار التاريخيتين ولاهور.

يصيح حراس الحدود من الناحيتين، ثم يتصافحون في النهاية، وتقف الحشود على مسافة قريبة بعضهما من بعض، يفصلهما السلك الحدودي والمعبر.

واجاه.. معبر صلة أم خط تقسيم؟


يستمد المعبر الحدودي اسمه من واجاه، حيث تم رسم خط رادكليف، وهو خط ترسيم الحدود الذي يقسم الهند وباكستان عند تقسيم الهند البريطانية، ويمتد طريق معبّد واحد بطول 100 متر تقريباً.

وفي وقت الاستقلال في العام 1947، دخل المهاجرون من الهند إلى باكستان عبر هذا المعبر الحدودي. تقع محطة Wagah للسكك الحديدية على بُعد 400 متر إلى الجنوب وعلى بُعد 100 متر فقط من الحدود.

يحكي تاوني كلارك – وهو سائح زار المنطقة وحضر الحفل -، عن تجربته لـ BBC، "تمتلأ المدرجات والأرصفة على جانبي الشارع في الناحية الهندية التي نقف فيها، ويبدو أن هناك تسلسلاً لمكان الجلوس".

يوضع الضيوف الهنود والشخصيات المهمة الخاصة في الأماكن القريبة من البوابة الحدودية، تليها المدرجات الأسمنتية المخصصة للأجانب. يجلس رجال ونساء وأطفال هنديون على طول الأرصفة وفي المدرجات الكبيرة خلفنا.

"من قسمنا، ما وراء البوابة الحدودية وأقل من 50 متراً، كانت مدرجات باكستان مرئية بوضوح. كانت المقاعد في الجانب الباكستاني مفصولة بين الرجال والنساء. وكانت الكثير من النساء يصفقن للموسيقى، ويلوحن بالأعلام الباكستانية الخضراء والبيضاء ويتحادثن بحماسة بعضهن مع بعض، بينما بدا الرجال هناك أقل سعادة على ما يبدو".

الحفل من الناحية الهندية

الهند وباكستان.. حدود وحروب طويلة

بعد شهرين فقط من حصول الهند وباكستان على استقلالهما من بريطانيا في العام 1947، اندلعت بينهما الحرب الأولى حول كشمير في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
وتحتفل باكستان بيوم الاستقلال في 14 أغسطس/آب، فيما تحتفل به الهند في اليوم التالي.

ويدور الصراع بين الجارين النوويَّين على إقليمي جامو وكشمير، لكن جذور الأزمة تمتد للدين والتاريخ والتقسيم الهندوسي – الإسلامي الذي فصل شبه القارة الهندية إلى دولتين بعد رحيل بريطانيا عنها.

وكانت شبه القارة الهندية تتألف من نحو 570 ولاية. وعند الانسحاب البريطاني، خُيّرت هذه الولايات بين الانضمام إلى الهند أو باكستان. وشمل ذلك بالفعل كل الولايات ما عدا "جامو وكشمير".

هرع المسلمون إلى باكستان والهندوس والسيخ إلى الهند بعد تأسيس الدولتين، ومات مئات الآلاف في هذه الرحلة الدامية التي تخللتها أعمال عنف واسعة.

بسبب الصراع على الإقليم، خاضت الهند وباكستان حروباً، انتهت أولاها بتقسيم كشمير في العام 1949، ولم تغير الحرب الثانية 1956 واقع الإقليم المقسم.

بينما أدت الحرب الثالثة إلى انفصال القسم الشرقي من باكستان في العام 1971 والذي أصبح جمهورية بنغلاديش.

ولا يزال التوتر مستمراً على جانبي الحدود بين البلدين، وتنتشر قوات عسكرية على طرف خط الهدنة الفاصل بين الشطرين الباكستاني والهندي من كشمير.

علامات:
تحميل المزيد