“من الحب ما بنى”.. تحف معمارية خلدت قصص حبٍ أسطورية

"من الحب ما بنى".. مثل يصلح لقراءة تاريخ عمارة العشاق في التاريخ الإنساني من تاج محل في الهند حتى سقوط الملكية الفرنسية في عهد لويس السادس عشر.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/28 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/28 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
The famous Taj Mahal, a white marble mausoleum located in Agra. This image was captured at sunrise when the gentle sun enhanced the white marble with warm color tones.

"من الحب ما بنى".. مثل يصلح لقراءة تاريخ عمارة العشاق في التاريخ الإنساني من تاج محل في الهند حتى سقوط الملكية الفرنسية في عهد لويس السادس عشر.

الحب دائماً ملهم، والدخول في حالة عشق تدفع العشاق للإبداع في كتابة قصائد وكتب وأفلام، بل تتخطى ذلك إلى بناء أشكالٍ معمارية لمحبيهم خلدها التاريخ.

هذه أبرز المباني التاريخية التي كان الحب وراء ظهورها إلى العالم بهذا الشكل.

 

تاج محل.. ضريح على ضفة النهر للسيدة ممتاز محل

تاج محل من أشهر التحف المعمارية التي تم بناؤها بدافع الحب والوفاء، ولكن بشكل مأساوي. فقد شيد ذلك البناء الرائع ليكون ضريحاً لمحبوبة.

ففي العام 1631 توفيت ممتاز محل الزوجة الثالثة والمفضلة للإمبراطور الهندي المسلم شاه جهان، وتكريماً لممتاز وتعبيراً عن حبه لها، قرر شاه جهان بناء قبر أسطوري، ليكون لممتاز محل أعظم قبر بناه رجل لامرأة في التاريخ.

اختار شاه جهان موقع القبر على الضفة اليمنى لنهريامونا في حديقة واسعة في منطقة أغرا بولاية أوتار براديشو. وقد بدأ البناء في العام 1632 وانتهى في العام 1653، وسخّر شاه جهان من أجل تشييده أمهر البنائين والنحاتين، والرسامين، والخطاطين، وبناة القباب وغيرهم من الحرفيين من كل أنحاء الإمبراطورية وأيضاً من آسيا الوسطى وإيران، تحت إشراف أحمد لاهوري المهندس المعماري الرئيسي لتاج محل.

يتكون الضريح الذي يرتفع حوالي 75 قدماً من مسجد ضخم مزج بين العمارة الإسلامية والهندية والفارسية، بالإضافة لأربع مآذن مبنية من الرخام الأبيض. وتمت زخرفته بعناصر من الفن الفارسي والهندي بالإضافة إلى النقوش التاريخية والآيات القرآنية.

ويعد تاج محل، الذي أدرجته منظمة اليونسكو في العام 1983 ضمن لائحة التراث العالمي، من أهم المزارات السياحية في الهند حيث يزوره يومياً آلاف الأشخاص لمشاهدة ذلك الصرح الذي تم بناءه ليعبر عن حزن إمبراطور عاشق علي رحيل محبوبته.

قلعة بولدت.. هدية عيد الحب للعزيزة لويز بولدت

في العام 1900، كلف جورج بولدت، صاحب فندق "والدورف آستوريا" الشهير في مدينة نيويورك، فريقاً من أكثر من 300 عامل لبناء قلعة من 120 غرفة كهدية لزوجته لويز. كان حب جورج لزوجته كبيراً لدرجة أنه لم يوفر أي نفقات في التصميم، الذي شمل المباني المزخرفة والحدائق على الطراز الإيطالي والجسور.

اختار جورج موقعاً رومانسياً لقلعته، حيث وقع اختياره على جزيرة القلب في خليج آلكساندريا بنيويورك لتكون موقع بنائها. وكان من المفترض أن يتم الانتهاء من البناء في يوم عيد الحب في العام 1905، ولكن قبل عام من اكتمال قلعة بولدت، توفيت لويز البالغة من العمر 41 عاماً، وأمر جورج أن يتوقف البناء فوراً؛ حيث لم يعد قادراً على تخيل العيش في ذلك المكان دون حب حياته، وتخلى بولدت عن المشروع ولم يعد أبداً إلى جزيرة القلب.

ولمدة 73 عاماً بقيت القلعة مهجورة، إلى أن تم افتتاحها للجمهور في العام 1977، لتكون نصباً تذكارياً يعبر عن قصة حب خالدة.

قلعة دوبريد.. الجميلة روث ترفض هدية الزواج


في القرن الـ 19 وقع السياسي ورجل الصناعة البريطاني جون فيلد في حب فتاة ريفية فقيرة تدعى روث ستانسفيلد. كان جون من طبقة نبيلة ثرية في إنكلترا، وعندما عرض على روث الزواج، وافقت ولكنها اشترطت أن يبني لها قلعة يعيشان بها في إنكلترا. وفي العام 1866، استأجر فيلد المهندس المعماري جون جيبسون لتصميم القلعة وبنائها.

تكونت قلعة دوبريد من 66 غرفة فاخرة، بالإضافة إلى إسطبل ضخم للخيول يسع 17 حصاناً. وليكون القصر على شكل قلعة تم بناء أربعة أبراج صغيرة وبرج رئيسي. ولكي يعبّر فيلد عن حبه لروث نُقشت الأحرف الأولى من جون وروث في 12 مكاناً في القصر.

ولأن روث تنتمي إلى الطبقة الفقيرة، أرسلها جون إلى سويسرا لتتعلم اللباقة والإتيكيت، لتتماشى مع حياة الطبقة النبيلة، لكن بعد عودتها من سويسرا بدأت المشاكل تظهر بينهما واشتد الخلاف إلى أن وافتها المنية في العام 1877. أما الزوج فلم يكن حظه أفضل كثيراً فقد أصيب بشلل أقعده عن الحركة نهائياً بسبب وقوعه من فوق حصانه، حيث بقي في القلعة حتى وفاته في العام 1893.

ومنذ ذلك الحين، استُخدمت قلعة دوبريد كمدرسة للبنين، ومركز بوذي، ومؤخراً كمركز للأنشطة المدرسية.

 

بتي تريانو.. قصر جديد من أجل مدام دي بومبادور


في العام 1758 لويس الخامس عشر بناء قصر جديد، ليقدمه إلى عشيقته مدام دي بومبادور تعبيراً عن حبه.

ولتحقيق رغبته كلف لويس المهندس المعماري الملكي أنج جاك غابرييل لبناء بيت ملكي يليق بالملك وعشيقته ومرافقيه شديدي الخصوصية.

وفي العام 1762 أنهى غابرييل تصميم القصر ليخرج كتحفة معمارية مثالية على النمط اليوناني الذي كان منتشراً في جميع أنحاء أوروبا.

وتم اختيار موقع مميز للقصر الجديد في حدائق قصر فرساي بالقرب من قصر غراند تريانون الشهير الذي تم بناؤه في عهد الملك لويس الرابع عشر، وأطلق على القصر الجديد "Petit Trianon " وتعني بالفرنسية "تريانون الصغير".

لكن لم تسر الخطة كما أراد لويس الخامس عشر، إذ توفيت مدام دي بومبادور قبل 4 سنوات من الانتهاء من المبنى.

وفي العام 1774 توفي الملك لويس الخامس عشر، وسرعان ما حل محله لويس السادس عشر آخر ملوك فرنسا، الذي قدم ذلك القصر إلى زوجته الشابة ماري أنطوانيت. ومن ذلك القصر، في العام 1789، هربت ماري أنطوانيت قبل مجيء الثوار، لتشهد جدران القصر غروب عصر الملكية ونشأة الجمهورية الفرنسية.

تحول القصر بعد ذلك إلى فندق وحانة، إلى أن خصصه نابليون بونابرت كمقر لإقامة شقيقته بولين. وفي العام 1867، حولت الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، القصر إلى متحف مخصص لحياة ماري أنطوانيت وذكراها، ولايزال القصر يقوم بذلك الدور إلى يومنا هذا.

نصب آشتون.. تخليداً لذكرى الراحلة العزيزة جيسي

يعرف نصب آشتون التذكاري بـ "تاج محل الشمال"، ويقع على قمة تلة في حديقة ويليامسون في لانكستر، بإنكلترا. وقد بناه المليونير ورجل الصناعة الإنكليزي اللورد آشتون ليكون ذكرى لزوجته الراحلة جيسي التي توفيت في العام 1904.

صمم ذلك الصرح المعماري الإنكليزي جون بيلشر، وقد بني بارتفاع 150 قدماً بواسطة الحجر، وصُنعت القبة من النحاس، وتم الانتهاء من البناء وافتتح النصب للجمهور في العام 1909.

ويوفر الصرح منظراً بانورامياً رائعاً للمسطحات الخضراء المحيطة به والخلجان القريبة، ويستضيف حالياً المعارض الفنية، والحفلات الموسيقية، وحفلات الزفاف.

علامات:
تحميل المزيد