قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، في مقابلة نُشرت الأربعاء 28 مارس/آذار 2018، إن الجيش نشر ما يزيد على 100 قناص على الحدود مع غزة قبيل مظاهرة فلسطينية حاشدة مزمعة قرب الحدود.
وقال منظِّمو المظاهرة إنهم يتوقعون أن يستجيب الآلاف بغزة، بما في ذلك عائلات بأكملها، لدعوتهم للاحتشاد، بدءاً من يوم الجمعة، في مناطق للتخييم بـ5 مواقع على امتداد المنطقة الحدودية الحساسة، في احتجاج يمتد 6 أسابيع؛ للمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ويفرض الجيش الإسرائيلي منطقة "عازلة" مع الفلسطينيين على أرض متاخمة لسياج الحدود الإسرائيلية، معللاً ذلك بمخاوف أمنية.
وقال اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية، إن الجيش لن يسمح بـ"اختراق حاشد" أو يتسامح مع الإضرار بالحاجز خلال المظاهرات.
وقال إيزنكوت في المقابلة: "لقد نشرنا ما يزيد على 100 قناص، جرى استدعاؤهم من جميع وحدات الجيش، ولا سيما من القوات الخاصة". وأضاف: "إذا تعرضت الأرواح للخطر فهناك إذن بإطلاق النار".
ويواجه الجنود الإسرائيليون احتجاجات فلسطينية عنيفة متكررة بمحاذاة الحدود مع غزة، ويستخدمون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين، الذين يقول الجيش إنهم يقذفون الحجارة والقنابل الحارقة عليهم.
ويقول المنظمون إن الاحتجاج تدعمه عدة فصائل فلسطينية، بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تهمين على قطاع غزة والتي تسعى لتدمير إسرائيل.
ودعا نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، كل الأطراف "لممارسة ضبط النفس واتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب تصعيد عنيف".
وقال في بيان أُرسل لـ"رويترز: بالبريد الإلكتروني: "يجب ألا يتعرض الأطفال على وجه الخصوص للخطر في أي وقت من أي أحد".
تفاقم التوتر
قال تساحي هنجبي، الوزير بالحكومة الإسرائيلية، في تصريحات لراديو إسرائيل، إن "حماس" تجنبت الصراع المباشر مع إسرائيل منذ نهاية حرب غزة في عام 2014.
لكنه أضاف أن الضغط الذي تشعر به "حماس" حالياً جراء تدمير إسرائيل جزءاً من شبكتها للأنفاق، التي تُستخدم لشن هجمات، القريبة من الحدود بجانب الظروف الاقتصادية القاسية- يشكلان "وصفة مثالية لتنامي التوتر".
وترتبط بداية الاحتجاج على نحو رمزي بما يطلق عليه الفلسطينيون "يوم الأرض"، وهو ذكرى المواطنين العرب الستة في إسرائيل الذين قتلتهم قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات في 1976 احتجاجاً على مصادرة الأراضي. وتبدأ عطلة عيد الفصح اليهودي التي تمتد أسبوعاً أيضاً، يوم الجمعة، وتشدد إسرائيل الإجراءات الأمنية تزامناً مع هذه العطلة.
ومن المقرر أن ينتهي الاحتجاج في 15 مايو/أيار 2018، وهو اليوم الذي يطلق عليه الفلسطينيون يوم "النكبة"، والذي يمثل ذكرى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، في الصراع الذي واكب قيام دولة إسرائيل في عام 1948.