وجه آخر للانتخابات المصرية بعيداً عن الرقص أمام مراكز الاقتراع.. مواطنو سيناء يقفون في طابور الخبز لا الانتخابات

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/27 الساعة 03:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/27 الساعة 03:38 بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي علت فيه أصوات بعض الناخبين في مناطق مختلفة من مصر بالغناء، تأييداً للرئيس عبدالفتاح السيسي، خارج مراكز الاقتراع، وهم يستعدون لانتخابه لولاية ثانية، اصطفَّ سكان في منطقة شمال سيناء المضطربة لغرض آخر؛ الحصول على الخبز الذي يوزَّع عليهم.

يشنُّ الجيش حملةً في شمال سيناء، بهدف سحق المسلحين الذين بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية، ويقول سكان إن هذا فرض قيوداً على الوصول إلى المنطقة، حيث تنفذ القوات غاراتٍ جوية، وتنشر دورياتٍ، وتفرض حظراً على التجول؛ مما أوجد طوقاً مشدداً، أدى إلى نقص في الغذاء وغيره من الإمدادات.

الوضع في سيناء


قال مسؤولون محليون وسكان، إن الإقبال كان ضعيفاً جداً في مناطق من شمال سيناء في اليوم الأول من أيام التصويت الثلاثة، نظراً لخشية الناس من الخروج من منازلهم بسبب العمليات الأمنية.

وقال سليم أحمد، وهو معلم في مدينة الشيخ زويد، لرويترز عبر الهاتف "أنا نزلت علشان أقف في طابور العيش. ولما آخذ عيش أبقى أروح أدلي بصوتي". ويوزع الجيش الخبز على السكان في المنطقة.

وأضاف "الناس هنا واقفة على طوابير السلع -اللي مش موجودة- مش طوابير الانتخابات".

وقال المستشار أحمد رؤوف، المشرف على لجنة انتخاب في منطقة أخرى في الشيخ زويد، القريبة من الحدود مع قطاع غزة، إن شخصاً واحداً فقط أدلى بصوته في اللجنة التي يشرف عليها حتى منتصف نهار اليوم الأول.

وقال "حتى منتصف اليوم حضر مواطن واحد فقط، هو من أدلى بصوته من بين ستة آلاف مواطن لهم الحق في التصويت".

وأضاف "الناس خايفة تنزل هنا بسبب العمليات العسكرية وتهديدات المسلحين باستهداف اللجان".

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد حذَّر المصريين قبل أسابيع من المشاركة في الانتخابات.

وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات، في ساعة متأخرة الليلة الماضية، إن الإقبال على التصويت كان جيداً جداً في مناطق بشمال سيناء.

ومن المنتظر أن تُسفر الانتخابات، التي تستمر حتى يوم الأربعاء، عن فوز السيسي بولاية ثانية، حيث يواجه منافساً لا يكاد يكون معروفاً، بعد انسحاب المرشحين المعارضين، الذين يمكن أن يشكلوا تحدياً حقيقياً تحت ضغوط.

وينصبُّ التركيز بشكل أساسي في هذه الانتخابات على حجم الإقبال على التصويت. ويأمل مؤيدو السيسي أن يتمكن من تحقيق الاستقرار وتحسين الاقتصاد، الذي يعاني صعوبات شديدة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، لقي أكثر من 300 شخص حتفهم، في هجوم على مسجد قرب مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، في أسوأ هجوم من نوعه في مصر، وأصدر السيسي بعد ذلك أوامر للجيش باستخدام "القوة الغاشمة" لسحق المتشددين.

انتظار وصول المواد الغذائية


يقول سكان، إن الأساليب التي ينتهجها الجيش، التي يرى بعض المحللين أنها تعتمد على استخدام واسع النطاق للقوة، ولا تصلح لدحر مسلحين يشنون ما يشبه حرب العصابات، تجعل من الصعب على المدنيين التحرك من مكان إلى آخر، وتسببت في تقليص الإمدادات.

وقال يوسف علي، وهو من سكان العريش، في الأسبوع الماضي "إحنا بنقف في طوابير لأكثر من 5 ساعات ننتظر وصول سيارة فيها أغذية. ومرة نحصل على مواد غذائية ومرة لا.. ويوم العربية تيجي ويوم لا".

وأضاف: "يا ريت يسمحوا لينا نمشى من المدينة ونروح أي محافظة تانية، لكنهم يمنعون الدخول والخروج".

ويقول الجيش إنه تم فرض حظر للتجول في المناطق التي تتركز فيها العمليات العسكرية، وإن قوات الأمن تقوم بدوريات على طول قناة السويس.

ويؤكد الجيش أنه يوزع كميات وفيرة من الطعام، ويقدم تعويضاتٍ للأسر عن الأضرار المادية التي تلحق بمنازلها خلال الاشتباكات.

ومن المناطق القليلة في شمال سيناء، التي شهدت إقبالاً أكبر على التصويت، البلدة التي قَتل فيها المتشددون مئات المصلين، في نوفمبر/تشرين الثاني. وقال مسؤول "عدد كبير من الأهالى أدلوا بأصواتهم هنا بسبب حضورهم مع رؤساء قبائلهم، والذين يحضرون بشكل جماعي".

وقال أحد القضاة المشرفين على الانتخابات في المنطقة، أمس الإثنين، إن توتر الوضع الأمني منع الكثيرين من الخروج من بيوتهم.

وأضاف: "الأمن يفتش الناخبين ذاتياً، وهناك حواجز أمنية أمام اللجان".

علامات:
تحميل المزيد