مدقق: عبدالله
عدد سكان العالم هو 7.6 مليار نسمة، لكن هل تساءلت يوماً عن نسبة الجنس؟
نعيش في عالمنا العربي تعدد الزوجات، فهل لأن نسبة النساء لدينا أكثر؟ ماذا عن الدول غير العربية، وغير المسلمة، التي لا يُسمح فيها بالتعدد.
دعونا نخبركم في البداية أن نسبة الرجال في الدول العربية أكثر بكثير من عدد النساء، وأن في دول أوروبا الشمالية العكس هو الصحيح.
نسبة الجنس هو مصطلح ديموغرافي يعني النسبة بين الذكور والإناث في تعداد السكان، ونسبة الجنس المتوسطة الطبيعية في الإنسان عند الولادة هي 105 ذكور لكل 100 أنثى، ويوجد الكثير من العوامل التي تتحكم فيها.
عندما يكون الرجال أكثر من النساء، يمكن أن تحدث مشكلات مثل القتل والعنف. عندما تكون النساء أكثر من الرجال من المرجح أن يؤثر التفاوت في الدخل المكتسب بين الجنسين على اقتصاد الدولة.
ارتفاع عدد النساء غير المتزوجات يفاقم اختلال التوازن بين الجنسين، ويسبب انخفاض عدد الولادات. في الطبيعي عدد الرجال أعلى بقليل من عدد النساء في العالم. ومع ذلك في بعض الدول -دول الاتحاد السوفيتي سابقاً تحديداً- تفوق أعداد النساء عدد الرجال.
الحرب في الاتحاد السوفيتي السابق ليست وحدها السبب
في لاتفيا، تقع في منطقة بحر البلطيق في أوروبا الشمالية، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، عرف انخفاض كبير في عدد الرجال خلال الحرب العالمية الثانية. وفي 2015، وصل العدد إلى 84.4 ذكر لكل 100 أنثى، نسبة الإناث كانت تشكل 54.10% من مجموع عدد السكان.
الحرب ليست وحدها السبب، فالنسبة الأكبر من عدد الوفيات في البلد هي من الرجال، بسبب إدمان الكحول والتدخين وقيادة السيارات المتهورة. حوالي 80% من المنتحرين بلاتفيا رجال، بسبب البطالة والمشكلات الاقتصادية. النساء يعشن في لاتفيا أكثر من الرجال بحوالي 11 سنة.
وفي ليتوانيا -من الاتحاد السوفيتي سابقاً- نسبة وفيات الذكور المدخنين أكثر من النساء، والانتحار والأمراض العقلية والاكتئاب تصيب الرجال بشكل أكبر.
تعيش النساء بنسبة 79.3%، بينما لا تتجاوز نسبة الرجال 68.1.
في أوكرانيا، تشكل النساء 53.70% من عدد السكان، وباعتبار البلد أحد دول الاتحاد السوفيتي سابقاً فإن السبب يعود إلى الحرب العالمية الثانية. ويعيش الرجال في المتوسط 62 سنة، بينما يعيش الرجال إلى سن الـ74. عدد كبير من الرجال الأوكرانيين مصابون بأمراض عقلية وأخرى صحية، بالإضافة إلى نسبة الهجرة الكبيرة.
أما في كوراساو -جزيرة في جنوب البحر الكاريبي مقابل فنزويلا وتتبع لمملكة هولندا- كانت الإناث تشكل 53.90% من عدد السكان في 2015، وكانت نسبة الجنس 92 من الذكور لكل 100 أنثى. وتصل النساء إلى 80 سنة، بينما لا يتجاوز الرجال 72 سنة.
يعود عدم التوازن بين الجنسين في هذه البلدان إلى الحرب والصراع. تُظهر الدراسات أن هذا التفاوت غير مرغوب فيه.
هذه البلدان لديها عدد كبير من النساء المتعلمات اللاتي يحصلن على دخل مرتفع، ولكنهن لا يجدن شركاء. كما تؤدي التفاوتات بين الجنسين في الأجور إلى ضغوط اقتصادية على هذه البلدان. الرجال أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات الصحة العقلية، لأنهم يتعرضون لمزيد من الضغط لدعم الأسرة.
https://www.worldatlas.com/articles/10-countries-where-women-far-outnumber-men.html
وأد البنات والإجهاض الانتقائي في الهند والصين
وفقاً لتقديرات للأمم المتحدة في 2015، هناك 101.8 رجل لكل 100 امرأة، ويزداد عدد الرجال تدريجياً كل عام منذ عام 1960.
لكن تبين خريطة لمركز بيو للأبحاث أحدث من بيانات الأمم المتحدة، بوضوح، أن الرجال والنساء موزعون بشكل غير متساوٍ حول العالم.
في الاتحاد السوفيتي السابق، على سبيل المثال، هناك عدد من النساء أكثر من الرجال. وبالعكس، هناك رجال أكثر من النساء في آسيا والدول العربية وشمال إفريقيا، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وتعد لاتفيا وليتوانيا وأرمينيا وبيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا وإستونيا من بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الإناث. كما تقود نفس الدول الإحصاءات العالمية حول الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين الرجال والنساء.
في بيلاروسيا، يبلغ العمر المتوقع للرجل 65.3 سنة، مقارنة بـ77 سنة للنساء. أما سوريا التي مزَّقتها الحرب لديها فجوة أكبر في متوسط العمر المتوقع بين الرجال والنساء.
الاختلافات الوطنية بين السكان الذكور والإناث تتغير مع التقدم في السن. ففي روسيا، يفوق عدد الأولاد حديثي الولادة عدد البنات كل عام، ويظل عدد الرجال يفوق عدد النساء حتى سن 31 عاماً. ولكن من سن 32، هناك عدد من النساء أكثر من الرجال.
يمكن تفسير الكثير من الفجوة بين الجنسين بالتاريخ. لقد تأثرت ديموغرافياً الجمهوريات السوفيتية السابقة تأثراً قوياً بتاريخها في القرن العشرين.
وفقاً لأول إحصاء رسمي في روسيا، كان هناك 98.9 رجل لكل 100 امرأة في عام 1897. وتكاد تكون هذه هي نفس النسبة بين الجنسين اليوم في الولايات المتحدة (98.3 رجل لكل 100 امرأة).
اختلال التوازن بين الجنسين موجود في الصين والهند أيضاً، وهي بلدان معروفة بالإجهاض الانتقائي ووأد الإناث. هناك 106.3 من الرجال لكل 100 امرأة في الصين و 107.6 في الهند. هذا النوع من الفجوة يؤدي إلى ارتفاع معدلات العنف والقتل.
وقد شدَّدت السلطات الصينية، التي تشعر بالقلق من ذلك، العقوبات المفروضة على الإجهاض الانتقائي، وقدَّمت معاشات تقاعدية لآباء الفتيات في المناطق الريفية.
ماذا عن الدول العربية؟
الفجوة أكبر بكثير في الإمارات وقطر، مع 274 و265.5 رجل لكل 100 امرأة على التوالي. في الإمارات عدد الرجال يبلغ ثلاثة أضعاف عدد النساء في البلد، السبب الرئيسي هو أن عدداً كبيراً من الأجانب المستقرين في دول الخليج يتركون أسرهم في بلدهم الأصلي.
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2015/08/19/see-where-women-outnumber-men-around-the-world-and-why/?utm_term=.92a895e58a3d
في دول الشرق الأوسط، هي مجتمعات يهيمن فيها الذكور، 6 بلدان منها تعتبر الأكثر تعداداً للرجال لكل 100 امرأة على مستوى العالم. في البحرين هناك 163 ذكراً لكل 100 أنثى، وفي الكويت 128.2 ذكر لكل 100 أنثى، أما السعودية فهناك 130.1 ذكر لكل 100 أنثى. عمان على رأس القائمة، إذ أثبتت الإحصائيات أن هناك 197 ذكراً لكل 100 أنثى.
في المغرب، نسبة الذكور 49% مقابل 51% من الإناث من عدد السكان. إحصائيات 2018 كشفت عن هذه النسب. يتزايد عدد السكان في المغرب بمعدل متدنٍّ، لأن الناس يعيشون حياة أطول والنساء لديهن عدد أقل من الأطفال.
انخفض معدل الخصوبة الإجمالي من 5 في منتصف الثمانينات إلى 2.2 في عام 2010، نتيجة لزيادة تعليم المرأة، وزيادة استخدام وسائل منع الحمل.
وأيضاً إلى تأخر الزواج ورغبة في أسر أصغر، ويشكل الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة) حوالي 26% من إجمالي السكان.
https://www.indexmundi.com/morocco/demographics_profile.html
وبحسب إحصاء أجراه البنك الدولي في 2016، فإن نسبة الإناث في تونس هي 50.6%، أما في تركيا فهي 50.8%، وفي الجزائر 49.5%، وفي مصر لا تتعدى نسبة الإناث 49.4% من عدد السكان.