رأت الصحف الروسية الثلاثاء 27 مارس/آذار 2018 أن طرد أكثر من عشرين دولة بشكل منسق لدبلوماسيين روس رداً على قضية تسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا، يغرق العلاقات بين موسكو والغرب في "حقبة جديدة من الحرب الباردة".
وكتب المحلل فيودور لوكيانوف في صحيفة فيدوموستي إن "العلاقة بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرب باردة بشكل تام"، معتبراً أن عمليات الطرد "سيكون لها أثر مدمر تحديداً على العلاقات الروسية الأميركية".
وأضاف "إنها ليست نهاية التصعيد، من الواضح أن الأمر سيتفاقم ونتوقع تدابير أقسى مما اتخذ سابقاً، وعقوبات اقتصادية ضد روسيا".
اختارت صحيفة أزفستيا عنوان "تعبئة حاشدة معادية لروسيا"، وذكرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا أنه "لم تحدث أبداً في السابق حركة طرد منسقة" لدبلوماسيين.
وكتبت صحيفة كومرسنت إن هذه "التدابير غير المسبوقة من ناحية الشدة (..) ليست سوى تدهور جديد في العلاقات بين روسيا والغرب".
وقالت إذاعة "صدى موسكو" المستقلة إن "كل السياسة الروسية تركز طاقتها على تدمير الذات منذ 2014" وهي سنة ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا والذي أعقبه فرض عقوبات غربية على روسيا.
وقالت الإذاعة إنه "كلما ساءت العلاقات بين روسيا والغرب، تحسن وضع الرئيس (فلاديمير بوتين) فإذا كنتم في قلعة محاصرة عليكم على الدوام أن تقوموا بأعمال استفزاز للتسبب بشن هجمات عليكم وإلا فستخسرون شرعيتكم".
ونددت قناة بيرفي كنال الأكثر مشاهدة في روسيا من جهتها "بحرب معلومات تحولت إلى حرب دبلوماسية" ضد موسكو. وتساءلت "لماذا اتخذت مثل هذه الإجراءات في حين لم تسجل أي وفاة؟"
وقالت قناة إن تي في إن "الأمر السيء في كل هذا هو هذا الإحساس بأن الأمر غير عقلاني"، متهمة "النخبة الأميركية" بأنها السبب.
20 دولة تطرد السفراء
قررت أكثر من عشرين دولة بينها عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي طرد نحو 120 دبلوماسياً روسياً على الاقل تضامناً مع بريطانيا التي حملت روسيا مسؤولية تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال على أراضي بريطانيا في 4 آذار/مارس 2018.
وطردت واشنطن لوحدها 60 دبلوماسياً وصفتهم بأنهم "عملاء استخبارات" وأغلقت قنصلية روسيا في سياتل على الساحل الغربي.
ونددت موسكو على الإثر بما وصفته بأنه "إجراء استفزازي" وتوعدت بالرد. وأكد الكرملين مجدداً أن "روسيا لم تكن لها علاقة ولا صلة لها بهذه القضية".
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مساء الإثنين لندن وواشنطن إلى نشر ما لديهما من عناصر "تثبت تورط (روسيا) في الجريمة الرهيبة"، بحسب ما أفادت وكالة ريا نوفوستي.
من جهته قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي "آمل أن يعلو، آجلاً أو عاجلاً، صوت العقل الذي تحلى به بعض المسؤولين في الولايات المتحدة بشأن العلاقات مع روسيا".