أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس 22 مارس/آذار 2018 إقالته مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، هربرت رايموند مكماستر من منصبه، وتعيين سفير بلاده السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون خلفاً له.
وجاء ذلك في تغريدة نشرها ترامب على حسابه في موقع "تويتر"، وقال فيها: "أنا سعيد أن أعلن أنه ابتداء من التاسع من أبريل/نيسان 2018 سيكون جون بولتون مستشاري الجديد للأمن القومي".
كما أعرب الرئيس الأميركي عن شكره لمكماستر على الخدمات التي قدمها، مشيراً أن الولايات المتحدة أحرزت نجاحات اقتصادية وعسكرية بفضل جهوده.
وفي ذات السياق صدر بيان عن البيت الأبيض، ذكر أن مكماستر سيستقيل من منصبه بناء على اتفاق متبادل مع ترامب، وأشار البيان إلى أن ترامب طلب من مكماستر الاستمرار في منصبه حتى منتصف أبريل المقبل، وأن الأخير قبل بذلك.
ومنذ أسابيع عدة، بات مكماستر في موقع ضعيف بسبب غياب دعم واضح له من الرئيس الأميركي وشائعات حول إمكان الاستغناء عنه.
من هو المستشار الجديد؟
معروف عن بولتون الذي كان أحد قادة "الصقور" في إدارة جورج دبليو بوش قبل أن يصبح معلقاً على شبكة فوكس نيوز، أسلوبه العدواني.
ويُعد المستشار الجديد للأمن القومي من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته القوى الكبرى في تموز/يوليو العام 2015 لمنع ايران من حيازة قنبلة نووية.
كما أن بولتون يُعرف بأنه أيد غزو العراق، وساعد بوصفه أحد المحافظين الجدد المتحمسين في بناء ملف امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، والذي كُشف لاحقا أنه كان خاطئاً، وفقاً لما ذكره موقع "بي بي سي".
وأشار الموقع إلى أنه لا يبدو أن بولتون قد عدل كثيراً من أرائه ووجهات نظره منذ آخر منصب تولاه في الحكومة، حيث وقف بقوة مع غزو العراق، كما دافع في مقالات رأي صحفية كتبها عن استخدام القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران.
آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي المخضرم الذي عمل في إدارات ديمقراطية وجمهورية، قال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إنه "مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تحفظاً وإيديولوجية والأقل براغماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم ولكن أيضاً مرونة وبراغماتية".
تغييرات مستمرة
وقالت وكالة رويترز إن هذا التغيير الجديد، يعني أن ترامب يستعين بمستشارين يُرجح أنهم متفقون مع رؤاه، مع اقتراب لقاء قمة متوقع بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. والذي من المفترض أن يحدث بحلول نهاية مايو/أيار المقبل.
وتأتي إقالة مكماستر بعد عشرة أيام من إقالة وزيرة الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي سيحل مكانه المدير الحالي لـ سي آي إيه مايك بومبيو "الصقر" الجمهوري.
وتجدر الإشارة أن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، قد نفت الأسبوع الماضي، صحة تقارير إعلامية تحدثت حينها عن نية ترامب، إقالة ماكماستر.
وقالت ساندرز آنذاك: "لا يوجد أي تغيير في موظفي البيت الأبيض، ولا داعي ليشعر أحد يعمل هنا بالقلق".
وكان ماكماستر قد عُيّن مستشاراً للأمن القومي بالبيت الأبيض خلفاً لسلفه مايكل فلين أول من تولى هذا المنصب بعهد ترامب الذي تولى مقاليد الحكم في 20 يناير/كانون الثاني 2017.
وفي 13 فبراير/شباط 2017 أقال ترامب، فلين بدعوى "كذبه" في التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة.
أما بولتون الذي سيخلف ماكماستر فقد عمل ممثلاً دائماً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بين عامي 2005-2006.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن هناك لقاءات مكثفة تجري حالياً بين ترامب وبولتون من أجل تناول الموضوعات السياسية الخارجية، كان آخرها لقاء عقداه بالبيت الأبيض مساء الأربعاء الفائت.