تراجع أعداد السائحين الأجانب الزائرين للولايات المتحدة منذ تولى دونالد ترامب منصبه، ما تسبَّب في فقدان آلاف الوظائف وإهدار مليارات الدولارات التي أُنفقِت دون طائل.
وتراجعت أعداد السائحين القادمين من كافة أنحاء العالم (باستثناء كندا والمكسيك) بنسبة 3.8% في الأرباع الثلاثة الأولى من العام 2017 مقارنةً بالعام الذي سبقه حسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية. ويلقي خبراءٌ باللوم على كل شيء، بدايةً من حظر الرئيس الأميركي "سفر المسلمين"، ومروراً بخطابه التحريضي، وصولاً إلى التحسن الطفيف في سعر الدولار الذي لم يدُم طويلاً.
تأثير ترامب
ويأتي هذا الانخفاض في مقابل زيادةٍ عالميةٍ في أعداد السياح في كافة أنحاء العالم وصلت إلى 7%، وكان أكثر ما لفت النظر هو أعداد السائحين القادمين من المكسيك، حيث انخفضت أعدادهم بنسبة 7.5% ليصل العدد إلى 12.5 مليون سائح.
وحمَّل روجر دو، الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد شركات السفر الأميركية، مسؤولية إبعاد السياح لـ"تأثير ترامب".
وصرَّح لصحيفة سان ستيفانو إكسبرس نيوز الأميركية قائلاً: "إنَّنا كصناعةٍ ضخمة نحتاج إلى متطلباتٍ أمنية، لكنَّني أعتقد أنَّ الرسالة ينبغي أن تكون أنَّ أميركا مغلقةٌ أمام الإرهابيين، ومفتوحةٌ أمام أي شخصٍ آخر يريد القدوم إلى هنا. لكنَّ هذا الجزء الثاني لم يُوضَّح".
أدَّى حظر ترامب للسفر إلى دعواتٍ عالمية لمقاطعة الولايات المتحدة كوجهةٍ للسفر، وتسبَّب في انخفاضٍ بلغ 6.5% في عدد حجوزات الرحلات الجوية المتجهة من كل العالم إلى الولايات المتحدة.
السياح القادمون من الدول السبع انخفض عددهم بمقدار 80%
ووفقاً للمعلومات المُقدمة من التطبيقات التي تتتبّع معدلات البحث عن الرحلات وحجزها عبر الإنترنت، انخفض عدد المسافرين الباحثين عن رحلاتٍ إلى الولايات المتحدة في الأسبوع التالي لقرار ترامب التنفيذي المثير للجدل في 27 يناير/كانون الثاني 2017.
وليس من المستغرب ربما أنَّ السياح القادمين إلى الولايات المتحدة من الدول السبع المشمولة بقائمة حظر السفر التي أصدرها ترامب -وهي سوريا والسودان والعراق وإيران وليبيا واليمن والصومال- قد انخفض بنسبة 80% عقب إعلان الحظر.
إلا أنَّ آخرين حريصين على تقليل "أثر ترامب" على أعداد السياح قد صرَّحوا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية أنَّه على الرغم من تسارع وتيرة تراجع أعداد السياح الزائرين في 2017، إلا أنَّ منحى التراجع بشكلٍ عام كان قد بدأ قبل ذلك بعامين.
وأضافوا أنَّ ارتفاع قيمة الدولار الأميركي في النصف الأول من 2017 جعل زيارة أميركا أكثر كُلفةً بالنسبة للعديد من الزائرين.
وكان لهذا التراجع أثره على صناعة السياحة التي تبلغ قيمتها 1.54 تريليون دولار أميركي سنوياً، فتسبَّب في فقدان 40 ألف وظيفة و4.6 مليار دولار في صورة إنفاق مُهدَر في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مقارنةً بالعام الذي سبقه.
وتراجعت أعداد السائحين من دول العالم من مختلف المناطق، لكن لُوحِظ ارتفاعٌ في أعداد القادمين من بلدٍ واحدٍ هو كندا.
وارتفعت الرحلات قصيرة المدة من أقرب جيران أميركا بنسبة 4.8%، ليصل العدد إلى 20.2 مليون في 2017 بعد 3 سنواتٍ من الانخفاض، ويمكن أن يُمثِّل تراجع الدولار الكندي مقابل نظيره الأميركي تفسيراً لذلك.