كان المصريون المقيمون بالخارج، أمس السبت 17 مارس/آذار، في منتصف الأيام الثلاثة المُخصَّصة للتصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية.
ومن المتوقع أن يهزم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي منافسه الوحيد موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد الجديد، الذي كان سابقاً قد أيَّد ترشُّح السيسي، وفق تقرير لشبكة Voice of America الأميركية.
وجذبت الانتخابات المقرر عقدها داخل مصر بين 26-28 مارس/آذار انتباه أعضاء الكونغرس الأميركي وكذلك المغتربين المصريين. إذ قال جيم ماكغفرن، النائب الديمقراطي بمجلس النواب الأميركي عن ولاية ماساتشوستس، إنَّه وبعض زملائه بدأوا بالفعل في صياغة مشروع قانون لمعالجة مخاوفهم بشأن ما قال إنها انتخابات تفتقر إلى النزاهة والحرية في مصر.
وأضاف ماكغفرن الرئيس المشارك بلجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان إنَّه في حين تُعَد مصر شريكاً استراتيجياً مقرباً للولايات المتحدة، فإنَّ هناك مخاوف لدى كلا الحزبين في الكونغرس حيال الأحداث التي سبقت الانتخابات.
الترهيب والاعتقال
قال ماكغفرن: "التطورات الأخيرة، بما في ذلك ترهيب واحتجاز كافة مرشحي المعارضة الموثوقين وفرض القيود على الجماعات غير الحكومية ووسائل الإعلام، تُقوِّض شرعية ومصداقية تلك الانتخابات".
وأضاف: "لا يمكننا، ولا يجب علينا، التغاضي عن الإجراءات والسياسات التي تُعزِّز التوجهات السلطوية في مصر وتؤدي لمزيدٍ من إضعاف سيادة القانون".
كان السيسي قد انتُخِب رئيساً في عام 2014، بعدما قاد انقلاباً عسكرياً أطاح الرئيس السابق محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب.
مخاوف بشأن الانتهاكات
ذهبت هذا الأسبوع مجموعة من الأميركيين-المصريين المنتمين إلى خلفياتٍ سياسية مختلفة إلى مبنى الكونغرس، وذلك لمناقشة المشكلات التي يرونها بخصوص الانتخابات.
وكان من بين هؤلاء آية حجازي، الناشطة الاجتماعية الأميركية-المصرية التي تعرَّضت للسجن في مصر بسبب اتهاماتٍ زائفة تتعلَّق بإساءة معاملة الأطفال. مكثت آية في السجن لما يقارب 3 سنوات، قبل أن يتفاوض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإطلاق سراحها أثناء زيارة السيسي لواشنطن العام الماضي.
قالت آية إنَّ الأميركيين-المصريين لديهم التزامٌ أخلاقي بالوقوف مع أقرانهم المصريين، وإبلاغ الكونغرس والإدارة الأميركية بشأن جهود الحكومة المصرية لخنق المجال السياسي في مصر.
وأضافت: "أعتقد أنَّ الرئيس (ترامب) يظن أنَّ السيسي يجعل مصر أكثر أمناً. وأعلم أنَّ الرئيس كان متعاطفاً حقاً مع قضيتي بصورة شخصية، غير أنَّ هناك الآلاف مثلي في نفس الوضع، ولا أحد يتكلم دفاعاً عنهم".
لن تُدلي آية بصوتها في السفارة المصرية بواشنطن رغم أهليتها للتصويت. وقالت إنَّها من واقع خبرتها الشخصية تعلم أنَّ السيسي يقود حملة قمعٍ وحشية على المجتمع المدني.
وستقاطع سحر عزيز، أستاذة القانون في جامعة روتجرز الأميركية بولاية نيوجيرسي، هي الأخرى الانتخابات المصرية.
وقالت: "أشعر أنِّي غير ملزمة بالمشاركة في تلك الانتخابات؛ لأنَّها سُتضفي الشرعية على عملية لم تمنح على نحوٍ غير مسبوق أي أحد فرصة عادلة للترشُّح للمنصب".
حماية الأقلية القبطية
مع ذلك، قال الطبيب مايكل مورغان -الذي يُقدِّم أيضاً برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً حول القضايا المصرية- إنَّه يميل للتصويت لصالح السيسي باعتباره حامياً للأقلية المسيحية في البلاد.
وأضاف مورغان: "بصفتي مسيحياً قبطياً، أعتقد أنَّ لدينا أخيراً رئيساً يرغب في جعل المسيحيين يشعرون أنَّهم جزءٌ من البلاد، وأن يُعاملوا كمصريين". وكانت العديد من الهجمات الإرهابية قد استهدفت المسيحيين في مصر على مدار السنوات القليلة الماضية.
واعترف مورغان بأنَّ هناك مشكلات تتعلق بحقوق الإنسان، لكنَّه قال إنَّ حكومة السيسي تواجه الكثير من التحديات، بما في ذلك التهديدات الأمنية من المجموعات المسلحة، والاقتصاد الضعيف.
لكنَّ مختار كامل، المؤسس المشارك لمجموعة تُسمَّى "تحالف المصريين الأميركيين"، قال إنَّ ذلك لا يُبرِّر إرغام مرشحين موثوقين على الخروج من السباق الرئاسي.
وأضاف كامل: "لن أصوِّت لأنَّني لا أعتقد أنَّ هناك انتخابات. هناك عملية جارية، لكنَّني لا آخذها على محمل الجد، ولا أحد يأخذها على محمل الجد".
سؤال الحد الأقصى لفترات الرئاسة
يقول كامل ومصوِّتون آخرون إنَّهم يخشون أن تكون الخطوة المقبلة بعد هذه الانتخابات هي تصويتٌ في البرلمان المصري لإزالة القيد الدستوري على فترات الرئاسة، الأمر الذي يسمح للسيسي بأن يصبح رئيساً مدى الحياة.
في وقتٍ سابق من هذا الشهر مارس/آذار، بعث 10 أعضاء نافذين في مجلس الشيوخ الأميركي خطاباً إلى وزارة الخارجية الأميركية يطلبون فيه تقييماً لحقوق الإنسان في مصر، بما في ذلك حرية تكوين الجمعيات والتجمُّع السلمي والتعبير.
وعبَّر الأعضاء عن قلقهم حيال البيئة المُقيِّدة للإعلام، التي قالوا إنَّها قد تجعل من المستحيل على الشعب المصري المشاركة في ممارسةٍ ديمقراطية مشروعة.