اتهمت عائلة الطالبة المصرية مريم مصطفى التي تعرضت لهجوم عنصري في بريطانيا وتُوفيت متأثرةً بجراحها السلطات البريطانية باللامبالاة والإهمال والعنصرية.
إذ قال عمرو حريري عم مريم في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك مساء الأربعاء 14 مارس/آذار: "كانت السلطات البريطانية لا مبالية ومُهملة. بعد أن تعرضت مريم للضرب ونُقلت إلى المستشفى، سُرعان ما أُعيدت إلى المنزل بعد خمس ساعات، رغم الإصرار على أنَّها لم تكن على ما يرام".
#حق_مريم_لن_يضيع: ماذا حدث للطالبة المصرية مريم مصطفى التي توفت أمس في بريطانيا؟ أحد أقاربها يروي لبي بي سي ما حدث لمريم، بينما تقول الشرطة البريطانية إن التحقيقات الجارية في حادثة الاعتداء لا تشير حتى اللحظة إلى دوافع كراهية. pic.twitter.com/7vcuLzCV3c
— BBC Arabic بي بي سي (@BBCArabic) March 15, 2018
وبعد الهجوم، نُقلت مريم إلى مركز الملكة الطبي في نوتنغهام، حيثُ انضمت إليها والدتها وشقيقتها -تعيش الأسرة منذ سنوات في المملكة المتحدة- ، ثم سُرِّحَت من المستشفى، ولكنَّها عانت نزيفاً في المخ لاحقاً، ووُضعت في غيبوبة اصطناعية.
وفقاً لما قالته صفية عبد السلام ابنة عم مريم لموقع Middle East Eye، شكت مريم من ألمٍ شديد عندما عادت إلى المنزل، وأُعيدت إلى المستشفى حيثُ "عانت سكتةً دماغية، ونزيفاً، وجلطاتٍ دموية في دماغها، ونزيفاً في رئتيها، ودخلت في غيبوبة، وخضعت لتسع عمليات جراحية".
السلطات البريطانية كانت عنصرية!
في غضون ذلك لم تقدم الشرطة البريطانية أي دعم للأسرة، إذ قال حاتم عبد السلام والد مريم لموقع Middle East Eye البريطاني: "لم نحصل على أي دعم من السلطات أو الشرطة البريطانية".
وقال والد مريم للموقع البريطاني: "مر 20 يوماً تقريباً، ولم يتم القبض على الفتيات اللواتي شاركن في الاعتداء. لم تُعطني الشرطة البريطانية أي تفاصيل حول ما حدث، ولم يقدم لنا المستشفى تقريراً واحداً، طلبنا تسجيلات كاميرات المراقبة، ولكن أُخبِرنا بأنَّ الكاميرات كانت مُغلقة".
وتعتقد عائلة مريم أنَّ رد فعل الحكومة البريطانية تأثَّر بالتمييز العنصري، إذ قال حاتم: "اسمها مريم مصطفى، وليس كاثي جونسون. لو كانت ابنتي إنكليزية، لم تكن لتتعامل السلطات البريطانية معها بهذه الطريقة".
وأضاف حاتم للموقع البريطاني أنَّه كان يتوقع دعماً أكبر بكثير من السلطات البريطانية. وتابع: "كنتُ أتوقع رعايةً صحية أفضل في المستشفى. بدلاً من إعادتها إلى المنزل، كان من المفترض أن يعتنوا بها".
وأكمل: "توقعتُ كذلك أن يأتي شخصٌ من السلطات المحلية إلينا ويُظهر للعائلة بعض الدعم، حتى إنني عندما اتصلتُ بعضونا البرلماني المحلي، لم يرد حتى على مكالماتي".
فيما أدلى حريري عم مريم بمزاعم مماثلة فى مقطع الفيديو الخاص به، وقال: "لو كانت مريم وصديقاتها هنَّ المُعتديات، لكان هناك غضبٌ شعبي عارم ضد العرب والمسلمين، وإذا تعرض مواطن بريطاني للضرب من قِبل مصريين، لكان السفير البريطاني والسلطات اتخذوا برد فعل".
كيف ردت السلطات البريطانية؟
صدر بيانٌ من شرطة نوتنغهامشاير البريطانية، الأربعاء 14 مارس/آذار 2018، قالت فيه إنَّ مريم توفيت مُتأثرة بجراحها بعد غيبوبة استمرت قرابة الشهر. وأضافت: "قلوبنا مع أسرة المرأة التي نقدم لها الدعم في هذا الوقت العصيب".
وتابعت: "تحقيقاتنا مُستمرة، وانتهينا من التحقيقات المكثفة، ولكنَّنا نحث أي شخص لديه أي معلومات قد تساعدنا في تحقيقاتنا على الاتصال بنا في أقرب وقتٍ ممكن. نعلم أنَّه كان هناك الكثير من الناس يقفون في موقف الحافلات عندما وقع الهجوم، ونحثهم على الإدلاء بأي معلومات قد تساعدنا".
وأكدت الشرطة على عدم وجود معلومات تشير إلى أنَّ الهجوم كان بدافع الكراهية، مؤكدةً أنَّ وزارة الداخلية البريطانية سُتجري تشريحاً للجثة.
الفتيات ضربنها أكثر من مرة
وفقاً لوالد مريم، فإنَّ الشابة التي تبلغ من العمر 18 عاماً كانت قد تعرضت للاعتداء سابقاً من قِبل اثنتين من المُعتديات المزعومات في حديقةٍ في أغسطس/آب 2017، إذ قال حريري: "عندما غادرنا المستشفى، أخبرتنا مريم أنَّ اثنتين من الفتيات اللواتي اعتدين عليها بالضرب كانتا من بين من اعتدين عليها منذ بضعة أشهر".
وأكد أن الجُناة يُعتقد أنَّّهن من "أصلٍ إفريقي" كونهن من ذوات البشرة السوداء، مؤكداً أنهن قلن لها Black Rose أثناء مرورها، وعندما ردت بأن اسمها مريم، قمن بالاعتداء عليها بالضرب والسحل.
كما أكدت والدة مريم أنَّ الهجوم كان بدوافع عنصرية، وأنَّ النساء اللواتي قتلنها كن يُسئن إليها مراراً في الشارع.
غضب مجتمعي مصري.. ماذا عن الحكومة؟
على الصعيد المجتمعي المصري، فقد انتشر هاشتاغ "حق مريم لن يضيع" على تويتر، طالب فيه رواد الموقع بضرورة التدخل الرسمي لمحاسبة الجناة.
#حق_مريم_لن_يضيع
غيب الموت اليوم الطالبة المصرية مريم عبد السلام، متأثرةً بإصاباتها التي تعرضت عليها جراء السحل والضرب من قبل عشر فتيات في بريطانيا.في مدينة نوتنجهام،في أحد الشوارع المزدحمة بالمارة، ما تسبب لها في إصابات جسيمة مما أودت بحياتها اليوم. pic.twitter.com/nRU4ycK5Fy— Dr.Ahmed Kasim (@ahmedakasim) March 14, 2018
I think this paper is related some how to what happened.
#حق_مريم_لن_يضيع pic.twitter.com/oRtxRw4NW7— Mohamed. (@mhmdiibrahim) March 14, 2018
وقد استجاب الإعلام المصري والسياسيون المصريون بغضب لخبر موتها، زاعمين أيضاً أنَّ علاجها في المستشفى اتسم بالإهمال.
من جانبه، طلب المدعي العام المصري معلوماتٍ حول التحقيق في وفاتها من قِبل المسؤولين البريطانيين، وفقاً لقسم متابعة الإعلام بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
فيما قال أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيانٍ يوم 2 مارس/آذار 2018 إنَّ الحكومة المصرية حثت الشرطة البريطانية على اتخاذ خطواتٍ أكثر جدية في التحقيق في القضية، واتهمت المستشفى "بالإهمال".
وقالت وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم إنَّ الجُناة يجب أن يحصلن على عقوبة شديدة عند القبض عليهن، وأضافت: "زار الجنرال سمير طه مريم في المستشفى قبل وفاتها مُباشرةً، وسيُتابع القضية مع السفارة المصرية في لندن"، وفقاً لما ذكرته مجلة Egypt Today المصرية.
بينما اتخذ نواب البرلمان المصري عدة قرارات، منها طلب بضرورة فتح وزارة الخارجية تحقيقاً في الأمر، واستدعاء السفير البريطاني بالقاهرة، وإرسال وفد برلماني إلى لندن لمتابعة مجريات القضية مع القضاء البريطاني، بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية، الجمعة 16 مارس/آذار 2018.
وقد تعرضت مريم مصطفى عبد السلام طالبة الهندسة الحاملة للجنسيتين المصرية والإيطالية التي تعيش في بلدة بيستون في مدينة نوتنغهام للضرب في الشارع على أيدي مجموعة من النساء يوم 20 فبراير/شباط، وقد ماتت متأثرة بجراحها في المستشفى يوم الأربعاء 14 مارس/آذار 2018.
عقب الحادثة، علقت ملك شقيقة مريم بالقول: "ظننَّا أنَّ إنكلترا ستكون مستقبلنا، أن نكون مهندسات في يوم ما، أن نكون أي شيء نريد أن نكونه، لهذا السبب أحضرنا أبي إلى إنكلترا، ولكن يبدو أنَّ الأمر قد دمرنا، ولم نكن نعتقد أنَّ إنكلترا هكذا"، وذلك في حديثها إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).