قالت مصادر مطلعة، إن خلافات حول كيفية التعامل مع ملف كوريا الشمالية النووي كانت عاملاً أساسياً في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون.
وعلى الرغم من كثير من التقارير التي كانت تفيد بأن تيلرسون كان مخالفاً لرأي ترامب بشأن "تمزيق" الاتفاق النووي"، ويريد الإبقاء عليه، قالت مصادر لوكالة رويترز، إن تأييد تيلرسون لإجراء محادثات مع كوريا الشمالية هو ما أثار حنق ترامب.
وأضافت المصادر أن ترامب أراد مواصلة أقصى درجات الضغط على بيونغ يانغ قبل الاستجابة لدعوة للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
مخاوف ترامب
وذكرت المصادر أن الأمر أثار مخاوف من أن تيلرسون ربما يميل أكثر من اللازم لتقديم تنازلات لكوريا الشمالية.
وقال مسؤول أميركي كبير "يجب أن يكون من يشغل هذا المنصب محل ثقته التامة".
وقال المصدر إن ترامب قضى وقتاً خلال الأسابيع الماضية، في وضع خطة لتغيير تيلرسون، ليأتي بمدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو لتولي وزارة الخارجية، فيما ستحل جينا هاسبل نائبة مدير الوكالة محل بومبيو.
وعلى الرغم من نفي كثير من الشائعات التي كانت تفيد بقرب إقالة ترامب لوزير خارجية منذ بداية العام الماضي، كانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذير ناويرت قد اعترفت، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن ترامب وتيلرسون لديهما "بعض الخلافات حينما يدور الحديث عن السياسة الخارجية"، إلا أنها شدَّدت -حينها- على غياب أي مخططات لتنحية وزير الخارجية الحالي من منصبه.
وبرز الانشقاق السياسي بشكل حاد عندما قال ترامب في أكتوبر/تشرين الأول، إن تيلرسون "يضيع وقته"، في محاولة التفاوض مع كوريا الشمالية لإنهاء برامجها النووية والصاروخية. وكتب ترامب حينها "ريكس: حافظ على طاقتك، سنفعل ما يجب القيام به"، لكن ترامب عاد وخفف لهجته مع كوريا الشمالية مؤخراً.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ذكرت أن بي سي نيوز، أن تيلرسون اقترب بالفعل من الاستقالة الصيف الماضي، ولكن تم حثه على البقاء في العمل حتى نهاية العام. وأشار تيلرسون إلى ترامب على أنه "معتوه"، في يوليو/تموز، بعد اجتماع مع فريق الأمن القومي للرئيس، وفقاً لشبكة إن بي سي، التي أشارت إلى عدة مصادر إدارية رفيعة المستوى.
ولم ينفِ تيلرسون أبداً استخدام "معتوه" لوصف الرئيس.
تيلرسون آخر من يعلم
وكان تشكيل الفريق قبل المضي قدماً في المفاوضات مع كوريا الشمالية هدفاً أساسياً.
وتعهَّد ترامب وكيم بعقد اجتماع في وقت ومكان سيجري تحديدهما، قبل نهاية مايو/أيار، لمناقشة برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي. وفي علامة على التجاهل، لم يعلم تيلرسون بأمر الدعوة للاجتماع بين ترامب وكيم، وكان يقوم بأول جولة له في إفريقيا عندما التقى ترامب في البيت الأبيض بوفد زائر من كوريا الجنوبية في وقت متأخر يوم الخميس، ووافق على لقاء الزعيم الكوري الشمالي.
وقال مسؤلون بالبيت الأبيض، إن ترامب أبلغ كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي في اليوم التالي، أن يخبر تيلرسون بأن عليه الاستقالة.
وقال مصدر إن كيلي حاول الإبقاء على تيلرسون لأطول فترة ممكنة، لكن ترامب كان قد ضاق ذرعا بميل تيلرسون لمعارضته في عدد من القضايا، وأبلغ أصدقاء أنه على وشك الاستغناء عنه.
وطلب تيلرسون، الذي كان في نيروبي حينئذ، وتبقَّت له زيارة تشاد ونيجيريا، أن يعود أولاً إلى الولايات المتحدة قبل إعلان إقالته.
وقبل ساعات على عودة تيلرسون إلى واشنطن، يوم الثلاثاء، أعلن ترامب على تويتر تغيير تيلرسون وأن بومبيو سيحل محله.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية، إن تيلرسون لا يعلم سبب الإطاحة به. وأقيل أحدهم وهو ستيف جولدستاين في وقت لاحق يوم الثلاثاء، بعدما ناقض رواية البيت الأبيض.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية، إن تيلرسون، الذي ستنتهي فترة عمله يوم 31 مارس/آذار، عاد إلى وزارة الخارجية يوم الأربعاء ليسلم المسؤولية إلى نائبه جون سوليفان، والاجتماع بكبار المسؤولين.
وقال المسؤول إن مارجريت بيترلين كبيرة موظفي تيلرسون ونائبتها كريستين شيكوني استقالتا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان برايان هوك كبير مسؤولي السياسات في فريق تيلرسون سيستمر في منصبه بعد يوم 31 مارس/آذار. وأعلنت وزارة الخارجية أن هوك سيسافر إلى فيينا للمشاركة في اجتماع يوم الجمعة، بشأن الاتفاق النووي الإيراني.