تُوفي عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ عن عمرٍ يُناهز 76 عاماً. وكانت عائلته قد أصدرت بياناً في وقتٍ مبكر من صباح اليوم، الأربعاء 14 مارس/آذار، تؤكد فيه أنَّ ستيفن وافته المنية في منزله بمدينة كامبريدج شرقي إنكلترا. وقال أبناؤه في البيان: "نشعرُ بحزنٍ عميق لأنَّ والدنا الحبيب قد وافته المنية اليوم".
وعندما شخَّص الأطباء حالة ستيفن بمرض التصلب الجانبي الضموري وسنه 21 عاماً، توقَّعوا أنَّه لن يبقى على قيد الحياة سوى عامين فحسب. ومع ذلك تحدَّى هذا التوقَّع، وواصل حياته ليُقدِّم بعضاً من أكثر الاكتشافات ثوريةً في التاريخ العلمي.
عُرِفَ الأكاديمي الشهير بأعماله في ما يتعلَّق بالثقوب السوداء والنسبية. وكان أول شخص يقترح نظريةً في علم الكونيات عبر الجمع بين النظرية العامة للنسبية وميكانيكا الكم.
وإليك بعض المعلومات عن عائلة ستيفن هوكينغ، نقلاً عن موقع Heavy الأميركي:
ترك 3 أبناء
ترك ستيفن ثلاثة أبناء وهم: روبرت، الذي وُلد في مايو/أيار 1967، وابنته لوسي التي وُلدت عام 1970، وابنه الثالث تيموثي الذي وُلد عام 1979.
وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، قال أبناء هوكينغ عن والدهم بعد رحيله: "كان عالِماً عظيماً ورجلاً استثنائياً، وستبقى أعماله وإرثه لسنواتٍ عديدة. لقد ألهمت شجاعته ومثابرته وذكاؤه ومرحه الناس في جميع أنحاء العالم".
وأضافوا: "قال ذات مرة (لن يكون هناك الكثير في هذا الكون إذا لم يكن موطناً للناس الذين نُحبهم)".
روبرت هو ابنه الأكبر، وهو مهندس برمجيات بريطاني يعمل في شركة مايكروسوفت وفقاً لموقع أرتيكل بيو. ومع أنَّه بريطاني، يُعتقد أنَّه يعيش في مدينة سياتل بولاية واشنطن الأميركية.
في حين درس تيموثي اللغة الإسبانية في جامعة إكسيتر البريطانية. وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية أنَّ تيموثي تحدَّث عن حالة والده في مقابلةٍ نادرةٍ عام 2015. ونقلت الصحيفة عنه قوله: "كان والدي قادراً على التحدُّث بصوته الطبيعي خلال سنوات عمري الأولي، لكن كان من الصعب للغاية فهم ما يقول -خصوصاً بالنسبة لي إذ كنتُ في سنٍ مبكرة.. ففي الثالثة من عمري، لم أكن أفهم ما كان يقول. ولم يكن بيننا تواصل خلال الخمس أعوام الأولى من حياتي".
ابنته لوسي كاتبة وموجهة تربوية
تعد ابنته لوسي التي تبلغ من العمر حالياً 47 عاماً صحفيةً ناجحة، وروائية، وموجهة تربوية، وإنسانةً محبة للأعمال الخيرية. خلال دراستها بجامعة أكسفورد البريطانية، قضت لوسي أوقاتها في دراسة اللغة الفرنسية والروسية. وبعد التخرج، واصلت تعليمها لتدرس الصحافة الدولية في جامعة سيتي لندن البريطانية. كتبت لوسي لمجلة نيويورك الأميركية، ولصحيفة ديلي ميل البريطانية، والتلغراف، والتايمز، والغارديان.
هناك القليل فحسب من الأشياء التي لا تستطيع فعله. خلال نشأتها، ساعدت لوسي في العناية بوالدها. ونشرت روايتها الأولى "Jaded" عام 2004، وتبعتها برواية "Run for Your Life" عام 2005.
ركَّزت الكثير من كتبها على تعليم الأطفال الاهتمام بالعلوم. وفي عالم الأعمال الخيرية، تعمل لوسي نائباً لرئيس كلية ستار الوطنية، إلى جانب كونها أميناً لصندوق أبحاث التوحد.
خلال مقابلةٍ مع برنامج ذا توداي شو الأميركي، سُئِلَت لوسي عمَّا إذا كانت قد أحبت نشأتها ابنةً لأشهر الفيزيائيين في العالم، فأجابت: "لم تأتِ الشهرة حتى نُشِرَ كتاب (تاريخ موجز للزمن)، وكنتُ آنذاك في أواخر مرحلة المراهقة.. كان أكثر شيء مدهش آنذاك هو القدر الكبير من الاهتمام الذي حظي به كرسيه المُتحرك. لقد كان يُعتقد أنَّه في السبعينيات، من غير المُعتاد تماماً رؤية شخصٍ يُعاني من إعاقة يتحرَّك بنفسه في كرسي متحرك. لقد توقَّف الناس عند ذلك حقاً وحدَّقوا فيه.. وكان أحد أعظم الإسهامات التي قدَّمها والدي هو إظهار أنَّ وجود إعاقة لا تمنعك من عيش حياةٍ كاملة وحافلة بالأحداث. وتجربته الأخيرة مع انعدام الجاذبية وخططه للذهاب إلى الفضاء توضح أنَّ السماء هي الحدود بالنسبة له".
له شقيقتان أصغر منه وشقيق بالتبني
وُلد ستيفن هوكينغ في 8 يناير/كانون الثاني عام 1942 بمدينة أكسفورد بمقاطعة أكسفوردشاير جنوب شرقي إنكلترا. والده هو فرانك هوكينغ، ووالدته هي إيزوبيل هوكينغ، وكلاهما تخرَّج في جامعة أكسفورد. التقى الاثنان في معهد للأبحاث الطبيّة في بداية الحرب العالمية الثانية؛ إذ كانت إيزوبيل تعمل سكرتيرة، في حين كان فرانك يعمل باحثاً طبياً. وفي عام 1950، أصبح والد ستيفن رئيساً لقسم الطفيليات في المعهد القومي للأبحاث، وانتقلت العائلة بأكملها إلى مدينة سانت ألبانز جنوب مقاطعة هيرتفوردشاير الإنكليزية.
لدى ستيفن شقيقتان صغيرتان هما فيليبا وماري، وشقيقٌ آخر بالتبني يُدعَى إدوارد. وُلدت ماري بعد 18 شهراً من ولادة ستيفن. بينما وُلدت فيليبا عندما كان في الخامسة من عمره، وتبنى والد ستيفن إدوارد عندما كان سن ستيفن 14 عاماً.
تحدَّث ستيفن عن شقيقه في كتابه "My Brief History" قائلاً: تبنى والدي شقيقي إدوارد في وقتٍ متأخر كثيراً، عندما كنتُ في عمر 14 عاماً، لذلك فهو بالكاد قد شاركني طفولتي. لقد كان مختلفاً جداً عن الأطفال الثلاثة الآخرين، إذ كان لا يُحب التعليم وغير مثقف تماماً، الأمر الذي ربما كان جيداً بالنسبة لنا".
وفي هذا الكتاب كتب ستيفن أنَّ والده كان يُعارض تخصصه في الرياضيات والفيزياء؛ لأنَّه اعتقد أنَّه لن تكون هناك وظائف مناسبة له. ولحسن الحظ، فاز ستيفن بمنحةٍ إلى جامعة أكسفورد لدراسة الفيزياء.
زوجته الأولى ألفت الكتاب الذي استُوحي منه فيلم The Theory of Everything
تزوج ستيفن من جين وايلد في الفترة من 1965 إلى 1995. وكانت جين صديقةً لشقيقته، والتقيا قبل شهرٍ من تشخيص حالته بمرض التصلب الجانبي الضموري في سن 21 عاماً. خطب ستيفن جين عام 1964 وتزوجا في 14 يوليو/تموز 1965.
وفي كتابه "My Brief History" كتب ستيفن: "وجدتُ لدهشتي أنَّي كنتُ أستمتع بحياتي. والأمر الذي أحدث فارقاً أنَّي خطبت فتاةً تُدعى جين وايلد، قابلتها عندما شخَّص الأطباء حالتي بمرض التصلب الجانبي الضموري. لقد أعطاني ذلك شيئاً أحيا من أجله".
في عام 2015، تحدَّثت جين حول زواجها من ستيفن لـ26 عاماً. وقالت لصحيفة التليغراف البريطانية: "عندما شُخِّصَت حالة ستيفن لأول مرة، لم نكن قد ارتبطنا في الواقع، لكن كنتُ قد وقعتُ في حبه بالفعل. كانت لديه عينان جميلتان وحِسٌ فكاهيٌّ مدهش، لذلك كنا دائماً نضحك. وأيضاً، كنت شابةً ولديّ طاقةٌ كبيرة وتفاؤل، وهذا ما أحدث فارقاً. لكنَّ الأهم من ذلك أنَّي أحببتُ ستيفن، وأردت أنَّ أقدَّم أفضل ما لدي من أجله. لذلك اعتقدتُ أنَّه بإمكاني تكريس سنتين من حياتي لمساعدة شخصٍ أحببته –شخصٌ لديه الكثير من الإمكانات- لتحقيق طموحاته".
اعترفت جين بأنَّ الشهرة أصبحت عبئاً على مر السنوات، ليس بالنسبة لها فحسب بل أيضاً بالنسبة لكامل عائلة ستيفن. وأضافت لصحيفة التليغراف أنَّه بعد نشر ستيفن كتاب "تاريخ موجز للزمن" أصبحت الأمور أكثر سوءاً. وتابعت: "لقد جذب ذلك جميع الناس إلى دائرتنا، وجعل حياتنا المنزلية لا تحتمل".
ومع أنَّه تركها ليتزوج الممرضة إيلين ميسون، ظل كلٌ من جين وستيفن صديقين جيدين. وقالت عن زواجهما: "كان زواجنا نجاحاً عظيماً. فقد حقَّق ستيفن ما أراد تحقيقه، واستمرت علاقتنا لفترةٍ كبيرةٍ للغاية، ورُزِقنا معاً بثلاثة أطفال رائعين. أشعرُ بقدرٍ كبير من الفخر، والكثير من الحب تجاهه أيضاً. ليس نفس الحب العاطفي الذي كان من قبل، لكن أجل، لا أزال أحبه".
كان كتاب جين الذي يحمل عنوان "Travelling to Infinity: My Life with Stephen" مُلهماً لفيلم The Theory of Everything.
زوجته الثانية كانت إحدى ممرضاته
Elaine Mason, Stephen Hawking (1995) pic.twitter.com/idmVOOUHwk
— Çok Afedersiniz Rum (@lokumdakiboncuk) June 18, 2014
في أواخر الثمانينيات، أصبح ستيفن مقرباً من إحدى ممرضاته، وهي إيلين ميسون. وفي فبراير/شباط 1990، ترك عائلته ليتزوج من إيلين. انفصل ستيفن وجين رسمياً في ربيع عام 1995، وتزوج إيلين في سبتمبر/أيلول التالي.
كانت جين قد التقت في منتصف الثمانينيات عازفاً يُدعى جوناثان هيلير جونز، وتزوجته بعد عامٍ من زواج ستيفن وإيلين.
في كتابه "My Brief History"، كتب ستيفن: "بدأتُ أصبح أكثر حزناً بسبب العلاقة القوية والمتزايدة بين جين وجوناثان. وفي النهاية، لم أستطع تحمل الوضع كثيراً، وفي 1990 انتقلتُ إلى شقةٍ مع إحدى ممرضاتي، وهي إيلين ميسون. وتزوجنا أنا وإيلين عام 1995. وبعد ذلك بتسعة أشهرٍ تزوجت جين من جوناثان جونز".
وفي ما يتعلَّق بما إذا كان يعتقد أنَّه قد عاش حياةً جيدة، كتب ستيفن: "عندما كان سني 21 عاماً وارتبطت حياتي بمرض التصلب الجانبي الضموري، شعرتُ أنَّ ذلك كان ظالماً للغاية. فلماذا ينبغي أن يحدث ذلك معي؟ في هذا الوقت، اعتقدت أنَّ حياتي قد انتهت وأنَّي لن أدرك الإمكانيات التي أشعر أنَّها لديّ".
وأضاف: "لكنَّ الآن، بعد 50 عاماً، فأنا راضٍ بحياتي إلى حدٍ كبير. لقد تزوجتُ مرتين، ولديّ ثلاثة أبناءٍ فاتنين وبارعين. وكنتُ ناجحاً خلال مسيرتي المهنية: إذ أعتقد أن معظم علماء الفيزياء النظرية قد يتفقون مع فكرة أنَّ توقعاتي للانبعاثات الكمية من الثقوب السوداء صحيحة، مع أنَّها لم تُحقِّق لي فوزاً بجائزة نوبل حتى الآن. لقد كان وقتاً عظيماً عشته. سأكون سعيداً إذا أضفتُ شيئاً لفهمنا للكون".