حثَّت على نزع الحجاب والقتل وتفجير المساجد.. رسائل بريدية تثير الذعر في بريطانيا وتتوعّد المسلمين بيوم للعقاب

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/12 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/12 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش

في مظاريف بيضاء عادية عليها طوابع من الدرجة الثانية وصلت مطلع هذا الأسبوع رسائل مجهولة المصدر إلى أشخاصٍ في 6 مجتمعات على الأقل داخل إنكلترا.

انطوت المظاريف على رسالةٍ تحضّ على كراهيةٍ أثارت موجاتٍ من القلق وتسبَّبَت في إجراء تحقيق وطني لمكافحة الإرهاب.

ونصّت الرسالة على أن الثالث من أبريل/نيسان المقبل سيكون "يوم عقاب المسلمين"، وأن نقاطاً ستُمنَح لمن يرتكب أعمال العنف ضد المسلمين وفقاً لما يلي: 25 نقطة مقابل نزع حجاب امرأة، و500 نقطة مقابل قتل مسلم، و1000 نقطة مقابل تفجير مسجد، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وقال رياض أحمد، عضو حزب الديمقراطيين الأحرار في برادفورد، بمقاطعة غرب يوركشير شمالي إنكلترا، إنه تلقى أحد هذه الخطابات في محل عمله.

إذ قال لصحيفة ذا ميرور البريطانية يوم السبت الماضي 10 مارس/آذار: " يبدو لي غريباً أن يقدم أي شخص على إرسال شيء كهذا على عنوانٍ في منطقة يغلب فيها المسلمون. تملَّكني الرعب عندما فتحت الخطاب ورأيت محتواه".

وأفاد أشخاصٌ في مدن برمنغهام وكارديف وليستر ولندن وشيفيلد بتلقيهم الرسائل ذاتها، وفقاً لما أفادت السلطات البريطانية، وكذلك عضو في البرلمان، ومنظمة Tell Mama، وهي منظمةٌ معنيَّةٌ برصد النشاط المناهض للمسلمين.

وقد أعربت إيمان عطا، مديرة منظمة Tell Mama لوكالة الأنباء المحلية عن الذعر الذي أحدثته تلك الرسائل قائلةً: "تسبَّبَت تلك الرسائل في بثِّ الكثير من الخوف داخل المجتمع. يتساءل الناس عما إذا كانوا آمنين، إذا ما كان أطفالهم في أمانٍ يسمح لهم باللعب خارج المنزل. من جانبنا، نصحناهم بضرورة الحفاظ على هدوئهم".

وقال حسابٌ على موقع تويتر يحمل اسم رويدة عبدالعزيز: "تُرسَل خطابات (يوم معاقبة المسلمين) للعائلات في شرق لندن. تُفصِّل الخطابات نظام نقاط ومكافأة مقابل كل نشاط. على سبيل المثال فإن نزع حجاب امرأة يمنح مُنَفِّذه 25 نقطة، وإلقاء الحمض على مسلمٍ 50 نقطة، وحرق أو تفجير مسجد 1000 نقطة كاملة".

من جانبها، أنذرت شرطة العاصمة ومسؤولون آخرون البريطانيين بضرورة توخِّي الحذر، في حين فتح مسؤولو مكافحة الإرهاب تحقيقاً في الأمر.

على جانب آخر، علَّقَت ناز شاه، العضوة البرلمانية عن منطقة برادفورد الغربية، على موقع تويتر وفي منشور على موقع فيسبوك قائلةً إن أفراد مجتمعها قد تلقّوا رسائل الكراهية تلك، وذكرت أن الوضع قد أصبح "مُحزِناً للغاية، ليس فقط بالنسبة لأولئك الذين تلقّوا التهديدات، ولكن للمجتمعات الأوسع".

وقالت ناز إن وحدة مكافحة الإرهاب في الشمال الشرقي للبلاد، التي تقوم بتنسيق التحقيق، أبلغتها بأن الرسائل تبدو وكأنها مرتبطةٌ ببعضها بعضاً وليست عشوائية، وأن "تحقيقاً مهنياً وشاملاً يجري على قدمٍ وساق".

وأضافت: "أناشد المجتمع ككل أن يظل يقظاً ويقوم بإبلاغ الشرطة بأي نشاطٍ مشبوه".

ولم يتضح الغرض من تحديد يوم الثالث من أبريل/نيسان بالذات، لكن على سبيل المثال تستخدم بعض مجموعات النازيين الجُدد الرقم 18 للدلالة على أحرف الأسماء الأولى والأخيرة لهتلر في الأبجدية.

وقالت منظمة Tell Mama البريطانية على موقع تويتر إنَّ رسائل الكراهية المرسلة في بريطانيا مرقمة بـ"أرقامٍ مزدوجة"، وإنَّها تعمل مع الشرطة للتحقيق في هذه "الحملة الكيدية".

"يوم معاقبة المسلمين – ما زلنا نتلقى تقارير عن رسائل وردت في جميع أنحاء البلاد. وتأتي الآن في هيئة أرقام مزدوجة. يُرجى الإبلاغ عنها إلينا في Tell Mama أو الاتصال بـ 101. نحن نعمل مع قوات الشرطة للتعامل مع هذه الحملة الكيدية".

وأضافت المنظمة أن بعض الرسائل -التي تُروِّج أيضاً للاعتداءات بالأحماض الكاوية والتعذيب- أُرسَلَت في ما يبدو إلى القائمين خارج مدينة شيفيلد بالمملكة المتحدة على أقل تقدير.

وقالت مساعدة رئيس الشرطة أنجيلا وليامز من شرطة غرب يوركشِر في بيانٍ لها: "نريد طمأنة مجتمعاتنا بأنَّ هذه الرسائل تؤخذ على محمل الجد للغاية".

وأضافت: "أود أن أحث مجتمعاتنا على أن تكون متيقظة لا أن تكون خائفة. نصير أقوى عندما نقف معاً ككيانٍ واحد، ولن يفرقنا أحد. #نحن نقف معاً".

تظهر هذه الرسائل في بريطانيا ودول أخرى في أوروبا تضم أعداد من المهاجرين والأقليات والمسلمين.

وتقول إحدى الرسائل: "هل أنت غنم مثل الغالبية العظمى من السكان؟ فالأغنام هي ما تتبع الأوامر وتُقتاد بسهولة. إنَّهم يسمحون للأمم ذات الأغلبية البيضاء في أوروبا وأميركا الشمالية بأن يغزوها أولئك الذين لا يريدون شيئاً أكثر من إيذائنا وتحويل ديمقراطياتنا إلى دول تديرها قوات الشريعة".

ووفقاً لإحصاء أجري عام 2011، يشكّل المسلمون أكثر بقليل من 4.4% من سكان المملكة المتحدة، أي نحو 2.7 مليون شخص -مقارنةً بـ1.55 مليون شخص فقط عام 2001- ويعيش معظمهم في إنكلترا وويلز، بينما وجد استطلاع رأي أجراه مركز إيبسوس موري البريطاني في 2016 أنَّ البريطانيين بالغوا في تقدير عدد المسلمين في البلاد.

تحميل المزيد