قال محافظ القاهرة، عاطف عبدالحميد، الأحد 11 مارس/آذار 2018، إن العاصمة المصرية تُهدر يومياً نحو مليون متر مكعب من المياه، وتوعَّد المسرفين بعقوبات فورية.
وجاء ذلك في كلمة للمحافظ، خلال اجتماع مع مسؤولين محليين بمقر المحافظة وسط العاصمة، بحسب ما ذكرته الوكالة الرسمية المصرية للأنباء.
ودعا محافظ القاهرة إلى مواجهة ظاهرة إهدار المياة في العاصمة بـ"حزم شديد"، وقال إن "الحفاظ على المياه أمن قومي، ولا بد من تكاتف الجميع لوقف إهدارها".
وحذَّر عبدالحميد المصريين من "استهلاك المياه بالمعدلات القديمة"، واعتبر أنه من الضروري إيقاف مظاهر الإسراف في المياه، كغسل السيارات، والسيارات التي تجوب الشوارع لغسلها، وإسراف بعض المتاجر والمقاهي في استخدام المياه.
وأمر عبدالحميد "باتخاذ إجراءات قانونية فورية ضد كل من يستهلك المياه بإسراف"، وذلك بتكليفه لرؤساء الأحياء بـ"تحرير محاضر بيئة بغرامة 10 آلاف جنيه (نحو 550 دولاراً أميركياً) ضد كل من يستخدم المياه في غسل السيارات أو رشها بالشوارع".
كما أمر المحافظ "هيئة النظافة في القاهرة (حكومية)، بالمنع الفوري لسيارات رش المياه في الشوارع".
ومن وقت إلى آخر في الصيف ترش هيئة النظافة بالقاهرة (حكومية) شوارع العاصمة الرئيسية، بواسطة سيارات معبأة بالمياه؛ للمساعدة في تنظيف الشوارع، وتخفيف درجة الحرارة.
أزمة سد النهضة
وتأتي تصريحات المحافظ في وقت تتخوف فيه مصر من تأثير سلبي محتمل لسد "النهضة" الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل؛ مصدر المياه الرئيسي لها.
فيما تقول أديس أبابا إن السد سيمثل نفعاً لها، خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية، ولن يمثل ضرراً على دولتي مصبِّ النيل؛ السودان ومصر.
ويضم حوض نهر النيل 11 دولة، هي: إريتريا، أوغندا، إثيوبيا، السودان، جنوب السودان، مصر، الكونغو الديمقراطية، بوروندي، تنزانيا، رواندا، وكينيا.
وفي فبراير/شباط 1999، وقَّعت دول الحوض مبادرة في تنزانيا، بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي.
وفي 2010، علّقت كلٌّ من القاهرة والخرطوم أنشطتهما في المبادرة، عقب توقيع باقي الدول على اتّفاقية إطارية في مدينة عنتيبي الأوغندية، باعتبارها "تقلّص حصصهما التاريخية من مياه النيل".
وتنص اتفاقية عنتيبي، على أن "مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تعتمد على الانتفاع المنصف والمعقول من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل"، وسط مفاوضات جارية لإيجاد توافق بين الأطراف.
وتبلغ حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، بينما تحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال في شهر أغسطس/آب 2017، إن مياه نهر النيل "مسألة موت أو حياة" بالنسبة لبلاده.