وَعَدَ الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون- بعدم إيقاظ نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن من النوم بعد الآن على إنذارات متعلقة بإطلاق صواريخ، بحسب ما ذكرته سيول الجمعة 9 مارس/آذار 2018.
وأجرت بيونغ يانغ، العام الماضي (2017)، 20 تجربة للصواريخ الباليستية، معظمها في ساعات مبكرة صباحاً.
ودائماً ما دعا مون، إثر تلك التجارب، مجلس الأمن القومي للانعقاد فوراً، في أوقات تم فيها إيقاظ مسؤولين ودبلوماسيين وصحفيين من نومهم.
لكن عندما التقى موفدي سيول هذا الأسبوع، تعهَّد كيم المَرِح بعدم إيقاظ مون من النوم بعد الآن.
ونقل مسؤول كوري جنوبي، من القصر الرئاسي، عن الزعيم الكوري الشمالي، القول: "اتخذت قراري اليوم، لن يتم إيقاظ الرئيس مون من النوم بعد الآن باتصالات في ساعة مبكرة صباحاً".
وفي الاجتماع، الذي استمر 4 ساعات، الإثنين 5 مارس/آذار 2018، وافق كيم على عقد قمة مع مون في أبريل/نيسان 2018، وأعرب عن رغبته في لقاء الرئيس دونالد ترامب في موعد قريب، وعرضَ مناقشة نزع السلاح النووي، ووعدَ بعدم إجراء تجارب نووية خلال فترة المفاوضات.
خط ساخن بين الزعيمين
واتفقت الكوريتان على إقامة خط ساخن بين الزعيمين.
وقال كيم: "إذا لم تجرِ محادثات المسؤولين بشكل جيد وتصرفوا بغطرسة، فيمكننا -أنا والسيد الرئيس- أن نتكلم مباشرة على الهاتف وترتيب الأمور بسهولة"، وسط ضحك الموفدين من الجانبين.
ونقلت تقارير عن مسؤول آخر بالقصر الرئاسي في سيول، إن كيم الذي تتحدث وسائل الإعلام بانتظام عن وزنه، مدرك لصورته في الخارج، وأطلق مزاحاً أشبه بالنقد الذاتي.
ولم ترِدْ تفاصيل أخرى عن ذلك، لكن ترامب وصفه مرة بـ"القصير والسمين".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء 7 مارس/آذار 2018، أنه عند وصول وفدٍ من المسؤولين الكوريين الجنوبيين لزيارة كيم، لم يكن أيٌّ منهم يعرف ما يجدر بهم توقُّعه بالضبط.
وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية إنَّ المبعوثين الذين كانوا يبلغون من العمر ما يكفي ليكونوا في سن والد كيم، قد فوجئوا بوُدّيته وردوده "الصريحة والجريئة"، في أثناء اجتماعٍ عُقِدَ يوم الإثنين 5 مارس/آذار 2018 في بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، وتجاوز 4 ساعات، بحسب الصحيفة الأميركية.
وكانوا قلقين من أنَّ كيم قد يُهدِّد بحدوث انفراج "هش" إذا استأنفت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة المناورات العسكرية المشتركة الشهر المقبل (أبريل/نيسان 2018). في السابق، ردَّت كوريا الشمالية على مثل هذه التدريبات باختبارات صاروخية وتهديدات شديدة اللهجة بشن ضربةٍ نووية على أميركا.
وبحسب "نيويورك تايمز"، جاء في رسالةٍ مكتوبة بخط اليد، سلَّمها تشونغ يوي يونغ، رئيس الوفد الكوري الجنوبي، بنفسه إلى كيم: "نتمنى أن تتمكَّنوا من اتخاذ قرارٍ جريء آخر؛ حتى نستطيع التغلُّب على هذه الأزمة"، بينما التقطت القنوات، التي تديرها حكومة كوريا الشمالية، صورةً لهذه الرسالة.
وقد فاجأ كيم دبلوماسيي جارته الجنوبية، ليس فقط بقبول التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة باعتبارها حقيقةً واقعة؛ بل أيضاً بالإعراب عن استعداده لبدء المفاوضات مع واشنطن بشأن إنهاء برنامجه للأسلحة النووية. وأخبرهم بأنَّه سيُعلِّق كل تجاربه على الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية ريثما تجري مثل هذه المحادثات.