يرتكبون فعلتهم ثم يخرجون في مقاطع مصورة لتبرير جريمتهم.. ليبية من أصل فلسطيني تنجو من الموت بعدما طعنها شقيقها ثم بث فيديو تهديد في ألمانيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/07 الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/07 الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش

في نفس الأسبوع الذي شهد تداول فيديو البث المباشر للاجئ السوري، الذي قتل زوجته ثم خرج ليبرر جريمته رفقة طفله، نشرت الصحف الألمانية حادثة مشابهة كان ضحيتها هذه المرة فتاة فلسطينية.

وكانت الشبكات الاجتماعية شهدت صدمة كبيرة بعد انتشار فيديو خروج رجل سوري يكنى بـ"أبو مروان" رفقة طفله، على الهواء مباشرة بعد وقت قصير من قتله زوجته في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية، والدماء تغطي وجهه ويديه، يقر فيه بما فعله ويشرح ما الذي دفعه لذلك إلى جانب توجيه إساءات للضحية.

وكان من الملاحظ كيف كان يدعو وهو في خضم شرحه ارتكاب الجريمة إلى وضع إعجابات والتفاعل مع البث المباشر ومشاركته، وحفظ الفيديو وإرساله للجميع. لتصبح خدمات البث المباشر أداة يستغلها منفذو الجرائم في مختلف أنحاء العالم بشكل متزايد لتبرير أفعالهم أو تبيان دوافعهم.


في يوم الجمعة 2 مارس/آذار 2018، وهو ذات اليوم الذي شهد تداول الفيديو المذكور، نشر موقع "بيلد" الألماني فيديو آخر حصل عليه لجريمة ثانية وقعت يوم الثلاثاء 27 مارس/آذار في بلدة لاوبهايم بولاية بادن فورتمبرغ أيضاً، كانت ضحيتها فتاة ليبية، فلسطينية الأصل.

ونجت الفتاة (17 عاماً)، التي كانت قد وصلت قبل أعوام إلى ألمانيا قادمة من ليبيا مع عائلتها، من محاولة قتل من قبل شقيقها وزوجها، وفق ما تعتقد الشرطة، بعد محاولتها الانفصال عن زوجها اللاجئ السوري (34 عاماً)، الذي تزوجته عندما كان عمرها 15 عاماً زواجاً شرعياً، لكن لا يعتد به لدى السلطات الألمانية، وأنجبت منه في أبريل/نيسان الماضي، وهي في الـ16 من العمر، ولداً.

وفي نهاية العام الماضي أرادت الانفصال عن زوجها، بعد أن دخلت في علاقة مع شاب لاجئ يدعى جمال (27 عاماً) يسكن في بلدة بيبراخ المجاورة، وباتت حاملاً مرة أخرى، بحسب "بيلد".

واجتمع أفراد عائلتها وزوجها، وفقاً للموقع المذكور، مساء الثلاثاء، بغرض قتل الفتاة التي تعيش في غرفتها في بيت والديها مع طفلها. وقام شقيقها عبدالرحمن، وفقاً للشرطة، بطعنها في صدرها بسكين وشق شدقيها، مصيباً إياها بجراح خطيرة على حياتها، قبل أن يفر رفقة زوجها، إلا أن الشرطة قبضت عليهما في اليوم التالي في محطة قطارات على مسافة 300 كيلومتر تقريباً، وتم إيداعهما السجن الاحتياطي بتهمة محاولة القتل.

ولم يتضح فيما إذا كان زوجها قد شارك في الجريمة أو طالب عائلتها بتنفيذ "جريمة الشرف"، إذ لم يدل بأية أقوال في هذا الشأن، فيما اعترف شقيقها للشرطة بالمشاركة في الجريمة.

فيديو يوثق الحادثة


وكان يظهر في الفيديو الذي نشره الموقع في البداية، وحذفه لاحقاً بناء على طلب النيابة العامة، شقيق الضحية وهو يوجه تهديداً، تم إرساله للشاب جمال وعائلته بعد هجوم السكين مباشرة، فيما كانت تتوسل الفتاة الجريحة الممددة على السرير الاتصال بسيارة إسعاف، وتحاول إقناع الزوج فيما يبدو بذلك بالقول "لأجل ابنك .. فكّر في ابنك.. أفعلها لأجل ابنك".

وقال الأخ وهو يدخن موجهاً كلامه لحبيبها: "الدور عليك يا ابن ** هل ترى أين أقف أنا استمتع بالمنظر وهي تموت".

وأكدت النيابة العامة في شتوتغارت صحة الفيديو، الذي تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي باللغة العربية أيضاً، وقالت إنه سيصبح جزءاً من الأدلة في التحقيق.

وحالف الحظ الضحية إذ لم تصب الطعنة قلبها، وباتت خارج مرحلة الخطر، وما زال جنينها سليماً. وقالت الشرطة إنها تنطلق من كون الجريمة ذات صلة بالعلاقة الزوجية، وأنها تتحقق فيما إذا كانت الخلفية الدينية للعائلة قد لعبت دوراً فيها.

وكان شقيق الفتاة الذي طعنها قد خرج قبل ساعات فقط من تنفيذ الجريمة من الحبس الاحتياطي في شتوتغارت. إذ يعد عبدالرحمن، إسلاموياً خطيراً بحسب النيابة العامة، كان مشتبهاً بتعاونه مع شاب سوري (21 عاماً) مدان بالتخطيط لعمل إرهابي في الدنمارك في نهاية العام 2016.

وطلبت النيابة العامة في شتوتغارت، وفقاً لتلفزيون "إس في إر"، من المحكمة إيقاف التحقيق بشأنه مساعدته في التحضير للعمل الإرهابي، لكي يتم التفرغ للتحقيق ضده بشأن محاولته قتل شقيقته، علماً أن الأدلة ضده لم تكن كافية لإدانته.

ووصفت والدة الفتاة الضحية آلاء، الرجل الذي أحبته ابنتها بالوقح، مدعية أنه كان يزعم مراراً وتكراراً أن ابنتها زوجته ونشر صورة عارية لها على الإنترنت.
وقالت إنها كانت تطبخ عندما حدثت الواقعة، وأنه كان شجاراً عائلياً شهد تصعيداً، مضيفة أن ابنتها تزوجت الرجل السوري طوعاً.

بدوره اعتبر جمال في حديث مع صحيفة "بيلد" أن حبيبته آلاء منفصلة عن زوجها، كاشفاً عن أن الجنين الذي تحمله، هو طفلهما، معبراً عن خشيتها عليهما.

وقال إن عائلتيهما تعرفان بعضها البعض منذ وجودهما في ليبيا، مبيناً أنه كان على تواصل عبر فيسبوك مع آلاء منذ أن فرت إلى ألمانيا منذ أعوام، وظل هو في ليبيا، مضيفاً أنه التقى آلاء سراً منذ 8 أشهر للمرة الأولى في ألمانيا، مدعياً أن حبيبته انفصلت عن زوجها منذ 5 أشهر.

وزعم جمال، الذي وصل لألمانيا ربيع العام الماضي، ويعيش حالياً في شقته الخاصة، أن آلاء باتت تعيش في منزل عائلتها بعد انفصالها، وأنها اتخذت قرارها بالعيش معه، وأصبحت حاملة بطفلهما.

وأكد أنه على خلاف فيديو التهديد بعد الجريمة، سبق لشقيقها سبه وتهديده بالقتل، وأن تهديدات العائلة متواصلة. وبين أنه ليس على تواصل حالياً مع آلاء رغم أنه مشتاق إليها، لأن الوضع خطر جداً حالياً.

شاب صدم الألمان بجريمتي قتل ورسائل تفصيلية عنهما عبر الإنترنت


يأتي هذا بعد قرابة عام من استخدام مجرم آخر شبكة الإنترنت في ترويع الناس والتباهي بجرائمه، إذ أثار شاب ألماني يدعى مارسيل (20 عاماً) صدمة مواطنيه على نطاق البلاد، عندما نشر صوراً وفيديو فيما يُسمى "الشبكة المظلمة" يظهره يضحك مستهزئاً بعد قتله صبياً (9 أعوام)، يسكن في الجوار بمدينة هيرنه غربي البلاد، ويحمل سكيناً ويداه ملطختان بالدماء.

وقال في شريط صوتي إنه قد قتل للتو أحد الجيران، وإن يده المجروحة هو الأمر الوحيد الذي يزعجه، وذلك في مشهد مشابه للذي ظهر عليه الرجل السوري "أبو مروان"، الذي كان يشكو من نزف أصبعه يوم الجمعة بعد قتل زوجته.

وقام مارسيل لاحقاً بقتل زميل مدرسة سابق كان يختبئ عنده، بعد أن علم بأن الأخير أحسَّ بأمر بحث الشرطة عنه. وعثرت الشرطة لاحقاً على جثة الصبي في قبو منزل المجرم.

وسلم مارسيل نفسه للشرطة في مطعم، وأخبرهم بوجود حريق في شقة، عثرت السلطات فيها لاحقاً على الجثة الأخرى. وكان الشاب قد طعن ضحيتيه 100 مرة على الأقل، وكان يواصل إرسال رسائل على الإنترنت، يعطي تفاصيل عن جريمتيه ويتوعد بتنفيذ أخرى.

وحكم عليه في شهر يناير/كانون الثاني 2018، بالسجن المؤبد، مع خيار إبقائه قيد الحجز الوقائي بعد مرور 15 عاماً من سجنه.

تركي يصور انتحاره لعدم أخذ رأيه في زواج ابنته


واتبع آخرون في أماكن أخرى من العالم ذات الأسلوب، حيث بث مواطن تركي العام الماضي على الهواء مباشرة بموقع فيسبوك، مشاهد انتحاره، مبرراً إقدامه على ذلك بزواج ابنته دون موافقته.

وظهر الأب أيحان أوزون، البالغ 54 عاماً من مدينة قيصري في وسط تركيا، وهو يتحدث إلى الكاميرا في الفيديو، ووجه كيلاً من السباب والتوبيخ إلى عائلته، قبل أن يُوجِّه المسدس إلى رأسه.

كما أقدم شاب ( 24 عاماً) في مدينة يوزغات التركية على قتل زوجته وحمويه، مبرراً ذلك برفضهم طلبه رؤيةَ طفله البالغ من العمر عاما ونصف العام، قبل أن يبدأ بعد لحظات قليلة بثاً حياً عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك؛ ليؤكد تنفيذه الجرائم معلناً شعوره بالندم. ثم عثرت الشرطة عليه منتحراً بعد انتهاء البث.

جريمة قتل مصورة في أميركا أحدثت ضجة


وفي الولايات المتحدة، صدم رجل يدعى ستيف ستيفينز السكان بقتل رجل مسن كان عائداً إلى بيته، بعد تناوله الغداء في عيد الفصح، في أحد شوارع مدينة كليفلاند، ثم تصويره جريمته ونشرها على موقع فيسبوك، قبل أن يخرج في بث مباشر على الموقع، معلناً قتله 13 شخصاً، مهدداً بقتل المزيد.

وبعد بحث على نطاق واسع، أعلنت الشرطة الأميركية عن انتحاره.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يبث فيها إطلاق نار وجرائم قتل على فيسبوك مباشرة، فقتل شخص وهو يصور نفسه على فيسبوك في أحد شوارع شيكاغو صيف العام 2016. وفي مارس/آذار العام 2017، تلقَّى رجل 16 رصاصة في جسمه، بينما كان يصور نفسه تصويراً حياً، وفقاً لبي بي سي.

وأطلق فيسبوك خاصية البث المباشر على الموقع، في شهر أغسطس/آب 2015للمشاهير والشخصيات العامة، لكنه أتاحه لجميع المستخدمين منذ مطلع العام 2016. ويكافح الموقع مذاك لأجل منع إساءة استخدام الخدمة في تصوير الجرائم.

علامات:
تحميل المزيد