بالصور.. حملة دعائية “غريبة” من مؤيدي بن سلمان للرد على احتجاجات بلندن مناهضة للحرب في اليمن

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/07 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/07 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مؤيدي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أطلقوا حملةً دعائية "غريبة" في لندن لتحسين صورته أمام العالم؛ إذ إنه يواجه اتهاماتٍ بشنِّ حرب دموية في اليمن قبل أن يصل إلى المملكة المتحدة.

والتقى بن سلمان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والملكة إليزابيث. لكن من ناحية أخرى، هناك من سيستقبلونه بالغضب والاحتجاجات، التي قالت عنها إيميلي ثورنبيري، عضو حزب العمال البريطاني ووزيرة الخارجية في حكومة الظل، إنها بسبب الغارات الجوية التي تشنها المملكة العربية السعودية على المدنيين اليمنيين و"التي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى"، وفقاً لما جاء بصحيفة الإندبندنت البريطانية.

ولأن أنصار نظام الحكم في المملكة العربية السعودية يتوقَّعون مثل هذه الدعاية السيئة، فقد قرَّروا الرد عليها، بأن أطلقوا عرباتٍ تحمل ملصقاتٍ دعائية رقمية في شوارع العاصمة البريطانية لندن، حتى إنهم اشتروا المساحات الإعلانية الملاصقة لمقال إيميلي ثورنبيري الهجومي المنشور في الصحف، بحسب الصحيفة البريطانية.

ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها تزمع مناقشة قضية "المخاوف العميقة" إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن مع الأمير محمد بن سلمان خلال مناقشاتهما. مع ذلك، فإن استقبال المملكة المتحدة للأمير محمد بن سلمان، والذي يتسم بالحفاوة والترحاب الشديدَين، يشير إلى أن المملكة المتحدة تولي اهتماماً أكبر لاسترضاء الأمير محمد بن سلمان؛ خشية خسارة استثماراته التي تُقدَّر بمليارات الجنيهات الإسترلينية في بورصة بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب "الإندبندنت".

تجدر الإشارة إلى أن إيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية، كانت قد نشرت مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية، قالت فيه إن زيارة الأمير محمد بن سلمان للمملكة المتحدة، والتي من المُزمَع أن تستمر 3 أيام، قد برهنت على أن الحكومة البريطانية "لا تبالي بتاتاً بحقوق الإنسان".

واستطردت قائلةً: "اليوم، سيزور العقل المُدبِّر للتدخل السعودي في اليمن، الأمير محمد بن سلمان، بريطانيا، وسيُستَقبَل بكل حفاوةٍ وترحيب من جانب حكومة حزب المحافظين كما لو كان نيلسون مانديلا"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وأضافت: "مع أنه العقل المُدبِّر للحصار المتواصل على الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة المتمردين؛ مما أدى إلى منع وصول المساعدات الأساسية من غذاءٍ ودواءٍ ووقود للمدنيين اليمنيين، ويُعَد خرقاً للقانون الدولي -بناءً على الأدلة المتاحة- لأنه يستخدم التجويع كسلاح حرب".

دعاية مضادة


هذا وينوي النشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان تنظيم احتجاجات خارج مكتب رئيسة الوزراء البريطانية ومقر إقامتها الرئيسي في شارع داونينغ ستريت، ولمواجهة هذه الدعاية السيئة، انتشرت شاحناتٌ تُروِّج لرسائل إعلانية إيجابية مؤيدة للقائد السعودي في جميع شوارع لندن.

وغرَّد سام والتون، قائلاً: "يوم الأربعاء (7 مارس/آذار 2018)، يصل أكثر شخص مسؤول عن قصف اليمن إلى المملكة المتحدة. يتعين على تيريزا ماي ألا ترحب بمجرمي الحرب. مظاهرة احتجاجية: الساعة 5 مساء يوم 7 مارس/آذار، داونينغ ستريت".

وقال بيتر هيكس: "لست سعيداً بأنَّ الحكومة البريطانية ستستقبل منتهِكاً لحقوق الإنسان، ينشب الحرب ويتسبب في مجاعة باليمن. محمد بن سلمان، أنت غير مرحَّب بك".

وغرَّد كينيث روث، قائلاً: "يَعد ولي العهد السعودي بنسخة معتدلة للإسلام، غير أنَّ قصفه وتجويعه المدنيين اليمنيين يُظهر أنَّ نسخته في الحكم لا تزال تتسع للوحشية والعنف".

وتقول راتشيل سويندون: "من المثير للقلق أنَّ الكثير من الناس ينزعجون من زيارة دونالد ترامب لنا، ولكنهم لا يعترضون كثيراً على ترحيب ماي بالأمير السعودي. تحدثت عن محاربة التطرُّف، لكنها تُموِّل وتسلِّح المُتشدِّدين. هل هذا ما يسمونه التحكم مجدداً في زمام الأمور؟".

وأخيراً، غرَّد مصطفى فيلد قائلاً: "يجب أن تتوقف السعودية عن التدخل في الشرق الأوسط.. لا تدعونا ننخدع بحِيَل بن سلمان".

حملت تلك الشاحنات المُستخدَمَة في حملة الدعاية صورةً للأمير محمد بن سلمان، ذُيِّلت بوسم بعنوان "مرحباً بولي العهد السعودي". كذلك، فقد وُضِعَت لوحات إعلانية رقمية على الطريق الدائري السريع البريطاني "M4" من مطار هيثرو -حيث سيجري استقبال ولي العهد السعودي- حملت رسالةً تقول: "هو من يحمل رياح التغيير إلى المملكة العربية السعودية"، بحسب الصحيفة البريطانية.

في هذا الصدد، نشر مستخدمٌ -يُدعى جاك ستيورات- صورةً للشاحنات التابعة للحملة المؤيدة لولي العهد السعودي، في تغريدةٍ له على موقع تويتر، وعقَّبَ عليها بقوله: "يبدو أن هناك عدداً من الشاحنات الترويجية تجوب شوارع لندن أيضاً لمساعدتنا على الترحيب به".

وقال أندرياس كريغ في تغريدة له على "تويتر": "أشعر كأنني وصلت للرياض عندما دخلت لندن من طريق (إم 4)، و(إم 40)، التي تستعد لاستقبال (الزعيم المحبوب)، ويحاول اللوبي السعودي الالتفاف حول صورة المملكة بطريقة ليست دقيقة للغاية".

وفي مفارقةٍ جديدة، ظهر إعلان يقول: "بفضله، نالت المرأة السعودية حقوقها"، على الموقع الرسمي لصحيفة الغارديان البريطانية، ملاصقاً للمقال الهجومي الذي كتبته وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية، إيميلي ثورنبيري.

أُزيل ذلك الإعلان فيما بعد على ما يبدو، وإن كان إعلانٌ آخر مشابه يغطي نصف صفحة، قد نُشِرَ في النسخة المطبوعة من الصحيفة ذاتها، وصحف أخرى هي: "التايمز"، و"التلغراف"، و"الفايناشيال تايمز"، و"ذي إيفننغ ستاندرد"، بحسب "الإندبندنت".

على صعيد آخر، نشرت زعيمة حزب الخضر البريطاني، كارولين لوكاس، تغريدةً على موقع تويتر، قالت فيها: "لا أستطيع استيعاب مدى غرابة وجود تلك الشاحنات التي تجوب شوارع لندن للترحيب بزعيم يُعذِّب مواطنيه ويرتكب جرائم الحرب!".

وأضافت قائلة: "عار على الشركات التي تدير تلك الحملات الدعائية! ما كان يجب عليكم أن توافقوا عليها!".

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الأمير محمد بن سلمان كان بمثابة القوة المُحرِّكة لبرنامج التجديد السعودي "رؤية 2030″، وإن كان النشطاء قد رفضوا الإصلاحات التي تجلبها الرؤية باعتبارها مجرد "سراب".

ومن المُقرَّر أن يتوجَّه الأمير الخميس 8 مارس/آذار 2018، إلى قصر تشيكرز التاريخي، مقر إقامة رئيسة الوزراء البريطانية الريفي؛ لإجراء محادثات ثم حضور مأدبة عشاء خاصة برفقتها. ومن المزمع أن ينصبَّ تركيز محادثاتهما على قضايا السياسة الخارجية، وضمنها اليمن وإيران. بعد ذلك، سوف يلتقي الأمير، يوم الجمعة 9 مارس/آذار 2018، وزير الدفاع البريطاني، غافن ويليامسون؛ لإجراء محادثات.

فيما يلي، صورة للوحة الإعلانية الرقمية المؤيدة للأمير محمد بن سلمان على الطريق الدائري السريع "M4″، نشرها أحد مستخدمي موقع تويتر في تغريدة:

وغرَّد مُستخدمٌ على "تويتر" -يُدعى سعيد آل خيار- كاتباً هاشتاغ: #مرحباً_ولي_العهد_ السعودي.
#welcomesaudicrownprince

وتقول لطيفة الجماز: "كامرأة سعودية، فخورة بأنَّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يقود قوة الشباب لإصلاح السعودية. أطلق سلمان رؤية السعودية 2030 لخلق دولة سعودية جديدة".

إدراج "أرامكو"


ويأتي ذلك في الوقت الذي تتنافس فيه بورصة لندن أيضاً من أجل إدراج شركة نفط أرامكو السعودية في رأس المال، وهو ما يُوصف بأنَّه أكبر حركة للتعويم بالتاريخ.

وقال المُتحدِّث باسم رئيسة الوزراء، للصحيفة البريطانية، إنَّها "ستوضح أنَّنا بحاجة ماسة إلى أن نرى تقدماً على المسار السياسي، الذي هو في النهاية السبيل الوحيد لإنهاء النزاع والمعاناة الإنسانية في اليمن".

وفي حين أنَّ ماي "ستُقدِّر الخطوات" التي اتخذتها المملكة السعودية مؤخراً لمعالجة الأزمة، فإنَّها "ستُشدِّد أيضاً على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والنشاط التجاري بشكلٍ كامل ومفتوح" من خلال الموانئ التي تأثَّرَت بالحصار.

وأضاف: "ستكرر أيضاً مدى خطورة تعرُّضنا لمزاعم الانتهاكات ضد القانون الإنساني الدولي، وستؤكد ضرورة ضمان التحقيق في هذه الانتهاكات بسرعةٍ ودقة".

لكن منظمة العفو الدولية قالت إنَّ الإصلاحات في المملكة السعودية "سرابٌ إلى حدٍّ كبير" مع وضع "منتقدي الحكومة السلميين" في السجون، واعتماد النساء على إذن الرجل إذا أرَدن السفر أو التعليم أو الحصول على وظيفة، بحسب الصحيفة البريطانية.

ومن جانبها، قالت مديرة منظمة العفو الدولية في بريطانيا، كيت ألن: "نود أن نرى تيريزا ماي تُظهِر أخيراً بعض الجرأة والشجاعة في علاقة المملكة المتحدة مع المملكة السعودية. يجب على ماي ووزرائها الاعتراض على السلطات السعودية فيما يتعلَّق بسجلّهم الفظيع في مجال حقوق الإنسان، وعدم الإيمان بوجهات النظر والتبريرات غير المقنعة من الرياض".

تحميل المزيد