أثار إعلان "جمعية مغرب المبادرات" غير الحكومية عن مؤتمر بعنوان "محمد رسول الله" في بداية شهر أبريل/نيسان في مدينة الدار البيضاء، جدلاً واسعاً في صفوف الناشطين المغاربة على الشبكات الاجتماعية.
الجدل جاء على خلفية أن المؤتمر الذي يستضيف الداعية المصري عمر عبد الكافي والذي سيلقي محاضرة للحاضرين، ليس مجانياً.
وقد حدّدت الجمعية المنظمة، لحضور محاضرة عبد الكافي خلال المؤتمر بعنوان "فشرب صلى الله عليه وسلم حتى رضيت"، مبالغ تراوحت ما بين 300 درهم (حوالي 30 دولاراً) لتذكرة الشخص الواحد، و3600 درهم (حوالي 350 دولاراً) لحجز مائدة لـ 12 فرداً.
ليست المرة الأولى
يوضح بدر بوزوبع، أمين المال جمعية مغرب المبادرات، أن المؤتمر الذي ينعقد في نسخته الثانية، لن يحاضر فيه الداعية عمر عبد الكافي لوحده، بل سيعرف مشاركة محاضرين آخرين من المغرب وخارجه.
وأكد على أنهم اختاروا الداعية المصري لأن "وقته مناسب، وسيحاضر بشكل مجاني، ونحن من يتكفّل بمصاريف تنقله وإقامته فقط".
لكن المؤتمر، بحسب ما أكد المصدر نفسه، في تصريح لـ"عربي بوست"، يتطلب تكاليف مالية مهمة، خصوصاً وأنه تم التعاقد مع متعّهد حفلات، لكي يتكلّف بوجبة الغداء للحاضرين وباستراحة الشاي أيضاً، "ولكي لا يضطّر الحاضرون للتنقل خارج فضاء المؤتمر الذي ستستمر أنشطته المكثفة على مدار 12 ساعة تقريباً".
كما أشار، عضو جمعية مغرب المبادرات، إلى أنه في النسخة الماضية من المؤتمر، "استضفنا فيها الشيخ النابلسي، وكانت التذاكر بنفس الثمن، وشهدت إقبالاً منقطع النظير، فنفذت التذاكر قبل أسابيع من المؤتمر الذي شهد حضور نحو ألف شخص، لذلك نتوقع حضور ضعف هذا العدد في المؤتمر المقبل".
آراء متباينة
لكن على فيسبوك، تباينت ردود الفعل، فهناك من اعتبرها مبادرة خاصة يجب احترامها وأنها تهدف إلى أعمال خيرية.
لكن في المقابل، هناك من يرى أن المؤتمر برمته يستغل الدين لأغراض مالية.
كما أن التدوينات المتداولة بخصوص الموضوع، انتقدت أسعار تذاكر المحاضرة، ووصفت الأمر بـ"التجارة"، إذ اعتبر أحد المدونين أن الدين "مجرد عملية تسويق"، منتقداً من أسماهم بـ "نجوم الدعوة المليارديرات".
بروباغندا دينية
بالنسبة لمحمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الشأن الديني، يؤكد أنه "لا يمكنه التدخل في أي شكل تراه جهة معينة في تنظيمها للمؤتمر ما دام موافقاً للقانون"، لكنه يرى "أن العمل الخيري لا يكون بمثل هذه البروباغندا الدينية، والتي يتم فيها استدعاء أسماء مشرقية"، على حد وصفه.
وأضاف أنه لهذه الأسماء "نمط التدين الذي تسوق له، بعيد جداً عن نموذج التدين المغربي المرتبط ببيئته وخصوصياته: طبقاً لما ذكره في تسريح لـ"عربي بوست".
وأوضح "عانينا من غزو الفضائيات الدينية مدة من الزمن، وكان من المفروض القطع مع هذا الاستيراد سواء تعلق الأمر بنشاط خيري أو ديني".
كما أشار، رئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، إلى أنه مع مبدأ الحرية في أن يتحدث الناس عما شاؤوا وأن يحاضروا فيما شاؤوا بالظروف التي يريدون ويرون، لكن بشرط ألا يأخذ ذلك جانب القداسة، وألا يعتبر ما يقوله أي كان مقدساً غير قابل للنقاش، وألا تستغل هذه القداسة المزعومة للاتجار والربح".