“لا يمكنك ارتداء الجينز في مكة أو برلين لكن الوضع في دمشق مختلف”.. صور ورسائل ينشرها وفد ألماني من شوارع العاصمة السورية

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/06 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/06 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش

توجه سياسيون في حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف، أعضاء في البرلمان الاتحادي "بوندستاغ" وبرلمان ولاية شمال الراين فستفاليا، إلى سوريا، في رحلة خاص" غير رسمية، من المنتظر أن يتجولوا في 3 من مدنها، مع احتمال لقائهم مع رئيس النظام بشار الأسد، وذلك ضمن مسعاهم للترويج لسوريا "آمنة"، عادت الحياة إلى طبيعتها فيها، رغم القصف والمعارك الجارية على أشدها في الغوطة الشرقية ومنطقة عفرين شمال البلاد حالياً، التي تودي بعشرات القتلى يومياً.

ووصل الوفد المكون من 7 سياسيين يوم الإثنين 5 مارس/آذار إلى سوريا، عبر لبنان فيما يبدو، كما تظهر صورهم في معبر حدودي بين البلدين.

ويضم الوفد أعضاء برلمان الولاية المذكورة كرستيان بليكس وتوماس روكمان وأعضاء البرلمان الألماني الاتحادي أودو هيملغارن ويورغن بوهل وهارالد فييل وفرانك باسمان، ومسؤولاً سياسياً في الحزب بمدينة مونستر يدعى شتيفن كريست.

الوفد اعتبر الصورة "غير قاتمة"

وقال وفد الحزب في بيان إنه توجه إلى سوريا للإطلاع بشكل موسع على الوضع الإنساني هناك، وعملية "إعادة الإعمار" في المناطق "المحررة من الإرهابيين"، على حد قوله.

وكشأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشكك في وسائل الإعلام، يعتبر حزب "البديل" أنه لا يتم تقديم تغطية دقيقة للوضع في سوريا.

وحتى قبل توجههم لسوريا، تحدث أحد أعضاء الوفد "روكمان" لموقع "كومباكت" ذي التوجهات اليمينية عن عدم ثقته بما تنشره وسائل الإعلام عن "صورة قاتمة" للوضع في سوريا، معتبراً أن الوضع في سوريا أقل توتراً مما يعتقد المرء، حيث يتوجب "قتال العصابات الإرهابية في بعض المناطق فقط"، لافتاً إلى أنه يود الاطلاع بنفسه على الوضع لذلك سيسافر.

تأتي هذه الزيارة ضمن جهود هذا الحزب لإعادة العلاقات مع النظام السوري والدعوة للتنسيق معه لأجل إعادة اللاجئين المتواجدين في ألمانيا، الأمر الذي طالب به في البرلمان منذ العام الماضي، وتم رفضه بشدة من بقية الكتل البرلمانية. ووصفت نائبة من حزب الخضر برلمانيي"البديل" بمتحدثين باسم نظام الأسد في البوندستاغ، حينذاك.

ويعمل الحزب على الترويج منذ أشهر لكون سوريا آمنة في مسعى لرفع حظر ترحيل السوريين المطبق منذ العام 2012. وتم أواخر العام الماضي تمديد منع ترحيل حتى السوريين الخطرين في ألمانيا حتى آخر العام 2018.

لذا ذكر الوفد في البيان أن الخبرات التي سيجمعها في الزيارة ستمكن الأعضاء من تقييم فيما إذا كانت سوريا بلداً آمناً بشكل عقلاني، وأن ذلك ينطبق على قرار حظر الترحيل لطالبي اللجوء المرفوضين.

لا يمكن لبس الجينز في مكة أو حي برليني كما هو الوضع في دمشق

ونشر أعضاء الوفد صوراً لهم طوال الوقت في المطار ولشوارع دمشق وللقاءاتهم.

وحاول أعضاء الوفد عقد مقارنة بين الحياة في مناطق سيطرة النظام السوري وتلك التي تسيطر عليها المعارضة لانتقاد سياسة الحكومة الألمانية الاتحادية الداعمة للمعارضة، فنشر عضو برلمان ولاية شمال الراين فستفاليا كرستيان بليكس، الذي قام بتنظيم الزيارة، صورة لفتاتين على حسابه بموقع تويتر قائلاً بناطيل جينز عوض الحجاب الأسود، النساء يجلسن في الحانات".

زاعماً أنه لا يمكن تصور حدوث ذلك في مكة أو "للأسف" ليس حتى في حي نويكولن ببرلين، الذي يسكنه الكثير من المهاجرين، معتبراً أنه من العار أن تدعم الحكومة الألمانية "المتمردين" الذين يريدون الضغط على النساء ليقمن بارتداء البرقع.

ساسة البديل يلتقون مفتي سوريا

واجتمع أعضاء الوفد في اليوم الأول مع مفتي الجمهورية السوري أحمد حسون. وتسابق أعضاء الوفد على نشر صورهم معه على حساباتهم بموقع تويتر، دون أن يدروا فيما يبدو أن "حسون" شخصية مثيرة للجدل.

ونقلوا عن حسون دعوته السوريين في ألمانيا للعودة، وتأكيده على الفصل بين الكنيسة والدين، والعبارة التي أثارت سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي لغرابتها، وعدم منطقية فصل الدين عن الكنيسة. ودعا منظم الجولة الترويجية هذه، بليكس،على حسابه بموقع تويتر المستشارة أنغيلا ميركل إلى دعوة أحمد حسون لزيارتها في ألمانيا.

وتحدثت النسخة الألمانية من هاف بوست عن ضجة أحدثها هذا اللقاء مع حسون، خلال جولة "البروبغاندا" التي نظمها الحزب في سوريا.

وأشارت إلى أن حسون، الذي كان يعتبر سابقاً كليبرالي، ويقدم نفسه على أنه علماني، وقف إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية، لافتة إلى أنه كان لديه مواقف معادية لليهود للترويج للخدمة العسكرية عند النظام السوري، وإلى دعوته سابقاً إلى تنفيذ هجمات انتحارية في أوروبا، كما يُظهر فيديو متداول في العام 2011.

الخارجية الألمانية لم تكن على علم بالزيارة

وتأتي هذه الزيارة رغم تحذير الخارجية الألمانية المواطنين من زيارة سوريا وطلبها على موقعها من كل الألمان الذين لم يغادروا بعد سوريا بتركها، مشيرة إلى أن السفارة الألمانية في دمشق مغلقة ولا يمكن تقديم أية مساعدة قنصلية هناك.

ونقل موقع "تيليكوم أونلاين" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية تأكيده عدم علم الجهة المختصة بزيارة مجموعة سياسي حزب "البديل" لسوريا. وقال الموقع إن كتلة حزب "البديل" في ولاية شمال الراين فستفاليا أكدت له أن الزيارة خاصة، لم تكن المبادرة فيها من قبل الكتلة، ولن يتم دعمهما من قبلها.

إلا أن المتحدث باسم الحزب كرستيان لوت قال لموقع شبيغل أونلاين، أمس الإثنين إن الزيارة التي قد تمتد حتى ٧ أيام، تمت بالاتفاق مع رئاسة كتلة الحزب في البوندستاغ وزعيمي الحزب الكسندر غاولاند ويورغ مويتن.

ويظهر أعضاء الوفد في صورة على موقع "كومباكت" ذي التوجهات اليمينية، وهم واقفون إلى جانب أشخاص يرتدون لباساً عسكرياً، دون ذكر مكان التصوير أو هوياتهم هؤلاء. ولم يتضح من دعم الزيارة مالياً ومن سيتكفل بحمايتهم أمنياً خلالها.

وقال عضوا الوفد في مقابلة مع "كومباكت" إنهم يريدون التحدث مع الكثير من الناس في سوريا، وليس لديهم مانع من إجراء حوار مع بشار الأسد.

وعبرا عن نيتهم زيارة دمشق وحمص وحلب، والمرافق التعليمية والتحدث مع ممثلي المجتمعات الدينية، وممثلين عن "الحكومة".

زيارة سابقة مثيرة للجدل لجزيرة القرم

وسبق هذه الزيارة، توجه كرستيان بليكس منظم الزيارة لسوريا، مع بعض أصدقائه في الحزب إلى جزيرة القرم التي احتلتها روسيا في العام 2014، وأثارت حينذاك غضب دول الاتحاد الأوروبي ودفعها لفرض عقوبات اقتصادية على موسكو مذاك.

وقال موقع "تيليكوم" إن الرسالة التي نشرها خلال زيارة القرم هي أن الناس سعداء بكونهم جزءاً من روسيا مجدداً، وأنه يجب رفع العقوبات الأوروبية على روسيا.

ووصف الحزب تلك الزيارة، التي أثارت غضب الأوكرانيين، أيضاً بأنها خاصة وليست رسمية.

تحميل المزيد