في خطوة هي الأولى من نوعها، قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بزيارة المقر البابوي وسط القاهرة، أمس الإثنين 5 مارس/آذار 2018، والتقى بابا أقباط مصر، موجهاً له دعوة هي الأولى من نوعها لزيارة المملكة.
وقالت الكنيسة الأرثوذكسية بمصر، إن زيارة بن سلمان تعد "أول زيارة لولي عهد سعودي للكنيسة القبطية، منذ نشأة المملكة العربية السعودية عام 1932".
تفاصيل الحوار الذي جرى باللقاء
وعن تفاصيل ما دار من حوار بين بن سلمان والبابا تواضروس، قالت الكنيسة، إن ولي العهد السعودي أكد للبابا أن "الأقباط عزيزون على كل العالم وليس مصر فقط، والمسلمون يجب أن يعرفوا الدور الوطني الذي لعبته الكنيسة وما تحمّلته من أذى".
كما عزَّى بن سلمان البابا بالقتلى المسحيين الذي سقطوا نتيجة عدد من الهجمات التي استهدفت كنائس بمصر، وقال: نشهد لكم بموقفكم تجاه العنف الذي حدث لكم، وعدم رد الأذى بأذى، ذلك الموقف الذي كان مميزاً جداً ومضرب المثل".
وأضاف بن سلمان: "الرسول يقول لكم دينكم ولي ديني، وكانت زوجته مسيحية، وعمرو بن الخطاب صلَّى بجانب الكنيسة حتى لا تتحول مسجداً، وكل هذه شواهد تاريخية للتعايش والتراحم والتآزر".
وقال ولي العهد السعودي: "نؤكد تعاوننا الدائم معكم، التعامل الإسلامي المسيحي بقيادة الأقباط بمصر للمسيحيين في المنطقة نظراً لمكانتكم التاريخية".
من جانبه رحب البابا تواضروس الثاني بزيارة ولي العهد السعودي لمصر، ووصفها بالغالية على الكنيسة، وقال: "باسم الكنيسة القبطية المصرية وباسم الآباء الحاضرين وباسم المجمع المقدس وكل الهيئات الكنسية والأوقاف والمجلس والمعاهد التعليمية وكل جموع الأقباط، نرحب بكم في هذه الزيارة الطيبة".
وتابع البابا: "زيارة سموّك سعادة لكل المصريين، والعلاقات الطيبة بين مصر والسعودية هي علاقات لها جذور، وسلامة هذه العلاقات هي سلامة لكل المنطقة العربية".
وأضاف قائلاً: "نسعى للحياة والسلام، ونريد أن تكون هذه المناطق في قمة التقدم الدائم، والنهضة التي نراها في السعودية الآن نهضة عظيمة، ونفرح بما يتم بها خطوة بخطوة، حتى تكون بلادنا الأولى على مستوى العالم".
وأشاد البابا بالعلاقة الطيبة بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأضاف: "سموك شاب، وكذلك الرئيس السيسي يهتم بالشباب، الشباب هم الحلقة الذهبية، التي على أساسها تنمو وتتقدم البلاد". واختتم قائلاً "أهلاً بك في بلدك، نحن فرحون وسعداء بك، ونسجل كتابة صفحة جديدة في التاريخ".
وأوضح بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة المصرية، أن الأمير بن سلمان قال للبابا: "أدعوك وأدعو الحاضرين كلهم لزيارة السعودية".
ولم يتسن الحصول على تفاصيل من السفارة السعودية بالقاهرة حول تلك المقابلة.
وتشهد الرياض تغييرات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية متسارعة خلال الآونة الأخيرة، ضمن رؤية يقودها ويدفع بها ولي العهد محمد بن سلمان.