كسبت سيدة بريطانية أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني كتعويض عن الإزعاج الذي تسبب فيه جيرانها لها، لأن أرضية منزلهم دون سجّاد!
وقالت صحيفة تليغراف البريطانية، 5 مارس/آذار 2018، إن سارفيناز فولادي، البالغة من العمر 38 عاماً وتعيش في شقّة فاخرة يبلغ ثمنها 2.6 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 3.6 مليون دولار أميركي) بحي كينسينغتون في العاصمة البريطانية لندن، تقدمت بدعوى قضائية ضد كلٍ من سارة وأحمد الكرامي، الساكنين بالطابق الذي يعلو منزلها بسبب ضوضاء عائلتهما الصغيرة التي "لا يمكن تحمّلها" على الأرضية الخشبية فوق سقف شقتها.
وقالت سارفيناز إن ضوضاء الحياة اليومية التي يُحدثونها- بدءاً من الأطفال الذين يلعبون وصولاً إلى غسيل الأطباق- قد دمّر راحتها في النهار وأبقاها مستيقظة في الليل.
وأضافت السيدة التي تعيش بصحبة والدتها أن أطفال الجيران يتعاملون مع شقّتهم كما لو أنها "ملعبٌ"، ويجرون في أنحائها على مدار الساعة، بحسب الصحيفة البريطانية.
المفارش هي السبب!
وقال القاضي نيكولاس بارفيت للصحيفة البريطانية إن ضوضاء "الحياة اليومية" هي التي أحدثت مشكلات في المبنى السكني الواقع قبالة شارع هاي ستريت في كينسينغتون.
وأضاف إن عائلة الكرامي والشركة المالكة للشقّة الشكنية كان عليهم وضع مفارش فوق الأرضية الخشبية بمناطق المعيشة.
وقال القاضي إنه عندما تم تغيير الأرضية قبل أن ينتقلوا إلى الشقة السكنية، لم يتم فعل شيء للحد من نقل الضوضاء بين الشقق.
وخلال القضية، قالت سارفيناز للمحكمة إنها كانت تعيش بسعادة في المبنى رقم 1920 المملوك لشركة إسكان سانت ماري أبوتس كورت، ويتمتع بخدمة حراسة 24 ساعة، لسنوات بدون ضوضاء آتية من فوقها. وأن الضوضاء بدأت فقط عندما أُجريت التعديلات قبل وصول العائلة في عام 2010، وحينها بدأت حياتها هي ووالدتها، فيريشانت سالامات، في المعاناة، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبحسب الصحيفة البريطانية بدأت الأصوات من فوقها مثل غلاية المياه، والثلاجة، والصنابير، والمدفأة في إزعاج نومها ليلاً وإعاقتها عن الراحة نهاراً.
وقد تقدمت الأم والابنة بمذكرة تشير إلى الضوضاء التي يرفضانها، بما في ذلك أصوات الأطباق عند غسيلها، وأصوات الأطفال و"الأنفاس الغاضبة"، وقالت في ما تقدّمت به للمحكمة من أدلّة إن الأطفال يجرون في أنحاء المنزل لساعات، ويسقطون لعبهم ويُحدِثون ضوضاء هائلة.
وقالت للقاضي "إنهم اعتادوا استخدام الشقة كأنها ملعب، فالأطفال يجرون ويُسقِطون أشياء على الأرض لسبع ساعات دون توقّف".
وتابعت أنه "قبل أن يتم تجديد الشقة وهدم كل الحوائط وإزالة الأرضيات، لم تكن هناك ضوضاء تُسمع من الشقة التي تعلو شقتنا".
"حساسية مفرطة"
وبحسب تلغراف اتهم دفاع العائلة المسلمة، المحامي غوردون ويغنال، السيدة العزباء، بأنها تتصرف "بحساسية مفرطة" تجاه أنشطة الحياة العادية.
وقال للمحكمة إن أصوات الأطفال يلعبون في الأعلى هي ببساطة "ضوضاء منزلية عادية تحدث من وقت لآخر".
وتقدّمت فولادي بالدعوى القضائية ضد الزوجين والشركة المالكة للعقار، الذي وصفها الكرامي بأنها تمتلك العقار كأحد الأصول المملوكة لعائلة.
وزعمت السيدة أنه قد تم خرق عقد إيجار شقتها بهذه التغيرات التي طرأت على الأرضيات دون تصريح، كما أنه لم تتم تغطية الكثير من الأرضيات مما يسفر عن تلك الضوضاء. وقالت إن الشركة وعائلة الكرامي تسببوا لها في "إزعاج" بالسماح لضوضاء حياتهم اليومية بالتأثير على منزلها، بحسب الصحيفة البريطانية.
"قرار محير للقاضي"
ورفض القاضي بارفيت أي اقتراح بأن العائلة كانت تُحدث الضوضاء عن عمد لمضايقة فولادي، وقال إن الإزعاج اليومي قد جعل السيدة ووالدتها تبالغان في بعض الأحيان، إلا أنه قال إن الضوضاء كانت "إزعاجاً حقيقياً" لحياة السيدة في المنزل، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقال القاضي إنه قد تم خرق عقد الإيجار بتركيب الأرضيات الجديدة في شقّة عائلة الكرامي دون تصريح بذلك، وبعدم استخدام سجاد للأرضيات في مناطق المعيشة. وقَبِلَ ادعاء السيدة بأن عائلة كرامي والشركة قد تسببوا لها في "إزعاج".
وأصدر القاضي إنذاراً قضائياً للشركة بالعمل على الأرضيات بشكل يحد من مستويات الضوضاء، وأمر أن يتم دفع تعويض قدره 107.397.37 جنيه إسترليني (ما يعادل 148.605.74 دولار أميركي)، على أن يرتفع 40 جنيهاً إسترلينياً في اليوم الواحد إلى أن يتم إنهاء العمل.
ورفض القاضي ادعاء الإزعاج وخرق عقد الإيجار ضد شركة سانت ماري أبوتس كورت المحدودة للإسكان المالكة للعقار.