بعد نحو 9 أشهر من بدء الأزمة تدرس دول الخليج خطط كسر الجمود المحيط بالحصار الذي تتزعمه السعودية ودول عربية أخرى على قطر من خلال إقناع الجانبين بالاتفاق على تخفيف القيود على انتقال المدنيين كخطوة أولى نحو اتفاق أوسع نطاقاً، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء 6 مارس/ آذار 2018.
وأضافت الصحيفة البريطانية من الأرجح أن يكون الخلاف مع قطر أحد الموضوعات الرئيسية التي سوف يناقشها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حينما يلتقي الزعيمان في لندن يوم الأربعاء 7 مارس/آذار.
وحثت بريطانيا المملكة العربية السعودية على رفع الحصار الذي أضر بالاقتصاديات في أنحاء بلدان الخليج ولكنه لم يُرضخ قطر أو يؤدي إلى تغيير نظامها الحاكم.
إثبات حسن النية
وفيما قد يبدو إشارة متبادلة لإثبات حسن النية، تستهدف الخطة إنهاء مقاطعة قطر المستمرة منذ تسعة شهور (من قبل المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية السعودية)، إذ سيسمح طرفا النزاع لمواطني بلدانهما بالانتقال بحرية فيما بينها، بحسب الغارديان.
وتتطلب مثل هذه الخطوة من الدول المجاورة لقطر إنهاء الحصار الجوي الذي يحول دون هبوط رحلات الطيران القطرية على أرضها واستخدام مجالها الجوي. وقد تأثر حوالي 10 آلاف مواطنٍ خليجي بالقيود البرية والبحرية والجوية المفروضة على قطر.
وطلب زعماء السعودية والإمارات من الغرب عدم اعتبار حصار قطر بمثابة عداء عائلي بين بلدان الخليج، بل خطوة جادة ضد تأييد قطر المزعوم للحركات السياسية المتطرفة في الشرق الأوسط، ومن بينها حزب الله والإخوان المسلمين وحركة حماس، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال إن المملكة لا تريد تدخل أي أطراف سوى بلدان الخليج في تسوية النزاع وان ضغط الحصار يستهدف إرغام قطر على تغيير نهجها تجاه تمويل الإرهاب، كما يقول الجبير.
وقد أنكرت قطر تلك الاتهامات نهائياً واتهمت التحالف الذي تتزعمه المملكة بمحاولة زعزعة سيادتها.
وتخوض قطر وبلدان الحصار منافسة كسب النفوذ في الغرب وتنفق تلك البلدان المليارات على شراء الأسلحة وإقامة العلاقات وإجراء الزيارات الدولية في محاولة لكسب التأييد.
هدف أميركا من حل الأزمة
وبحسب الغارديان تريد الولايات المتحدة إنهاء الخلاف؛ ويرجع ذلك بصفة جزئية إلى خشيتها من أن يؤدي إلى حدوث تقارب بين الدولة بالغة الثراء وإيران. وتفضل الولايات المتحدة توحد بلدان الخليج حول تحدي إيران جراء طموحاتها النووية وسياستها الخارجية. وتمتلك الولايات المتحدة أكبر قاعدة عسكرية إقليمية في قطر؛ وقد غير وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون موقف الإدارة الأميركية المبدئي الداعم للحصار الذي تتزعمه السعودية.
وبحسب الغارديان سوف يحظى ترامب بفرصة اختبار مرونة المملكة حينما يلتقي ولي العهد بالرئيس الأميركي بعد انتهاء زيارته للمملكة المتحدة يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع.
وفي محاولة لإقناع الغرب بأن قطر تمتلك رؤية بديلة متماسكة لشرق أوسط متعاون ومستقر تنافس الرؤية المحفوفة بالمخاطر لولي العهد السعودي، استعرض أمير قطر تميم بن حمد آل ثان خططه حول اتفاقية أمنية شرق أوسطية لا تتضمن بلدان الخليج فحسب، بل الدول الأخرى بالمنطقة أيضاً. وتستهدف الخطة مواجهة ما تصفه قطر بالسياسة الخارجية الأحادية المحفوفة بالمخاطر التي تنتهجها المملكة العربية السعودية، بحسب الصحيفة البريطانية.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير الاتصالات لدى أمير قطر، قوله إن الاتفاقية "ستكون وسيلة لضمان عدم تكرار ما حدث لقطر مع أي دولة أخرى" وتمثل "خطاً أساسياً للتعايش تدعمه آليات تحكيم ملزمة ويفرضه التحالف الجماعي للمنطقة".