شهد المتحف الوطني الإيراني يوم الإثنين 5 مارس/آذار وصول أكثر من 50 عملاً فنياً من متحف اللوفر، فيما يعد أول عرض كبير لمتحف غربي في تاريخ البلاد.
ويعكس هذا العرض استخدام فرنسا الثابت للـ"دبلوماسية الثقافية" في سعيها لإعادة بناء العلاقات التقليدية مع إيران، حتى في وقت إجراء مسؤوليها محادثات متوترة حول القضايا السياسية والأمنية.
وتم إغلاق الأبواب للصحفيين فى المتحف الوطني بوسط طهران، الذي يحتفل حالياً بالذكرى الـ 80 لتأسيسه، قبل يوم الافتتاح الرسمي للجمهور الثلاثاء.
وكان من بين أبرز القطع الفنية التي تم شحنها عبر الطائرة، تمثال "أبو الهول" المصري البالغ من العمر 2400 سنة.
وقال جوديث هينون، أحد الخبراء الذين أرسلهم متحف اللوفر "شركاؤنا الإيرانيون يحبون حقاً أبو الهول، لكنه يزن طناً تقريباً، وكانت عملية نقله معقدة للغاية".
وتصدر تمثال "أبو الهول" المشهد عن طريق وضع صورة التمثال على اللافتات الدعائية للمعرض، وتصدرت صورته فعاليات المعرض، حيث وضعت صورة كبيرة له في مدخل المعرض، ووضعت واحدة في خلفية منصة ندوة الافتتاح، مثلما توضح الصور التي نشرتها وكالة أنباء "إيسنا" خلال تغطيتها من داخل المتحف.
ويبلغ عدد القطع الفنية المشاركة به 56 قطعة، من بينها لوحات ومنحوتات وآثار من مصر والعراق واليونان وروما، ويتم عرضها لمدة 3 شهور في المتحف الوطني الإيراني بطهران، وقال دبلوماسي فرنسي: "المعرض يعكس الرغبة المشتركة لتعزيز العلاقات".
ويمثل المعرض تتويجاً لعامين من العمل، منذ توقيع اتفاق التبادل الثقافي خلال زيارة قام بها الرئيس حسن روحاني إلى باريس في يناير/كانون الثاني 2016.
وقال جان لوك مارتينيز رئيس اللوفر لوكالة فرانس برس إن "العلاقات بين فرنسا وإيران قديمة وعميقة لأن فرنسا كانت رائداً في الاستكشاف الأثري".
وأضاف "هذا المعرض غير مسبوق.. وهو يسمح لنا لجعل الصلة بين هذه اللحظة المجيدة والعلاقات التي يعود تاريخها إلى القرن الـ 19".
من جهته، قال جان لوك مارتينيز رئيس متحف اللوفر لوكالة فرانس برس، إن العلاقات بين فرنسا وإيران قديمة وراسخة لأن فرنسا كانت من رواد عمليات استكشاف الآثار هنا.
وتابع أن "هذا المعرض الذي لم يسبق له مثيل يسمح لنا بإقامة رابط بين هذه اللحظة المجيدة والعلاقات التي تعود إلى القرن التاسع عشر".