أكد نشطاء سوريون لـ "عربي بوست" خروج زوجين باكستانيَّين من حصار الغوطة، بعد أن عاشا في دمشق أكثر من 40 عاماً، بينها أكثر من 5 سنوات بالغوطة، المحاصرة من قِبل قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها.
ونشرت صفحة "وكالة كميت للأنباء" المقربة من فصيل "جيش الإسلام" بالغوطة صوراً للزوجين بعد إجلائهما الأربعاء 28 فبراير/شباط 2018، عبر الممر الإنساني من قِبل الهلال الأحمر.
#كميت
برعاية جيش الإسلام إجلاء عائلة باكستانية من الغوطة الشرقية عن طريق الهلال الأحمر. pic.twitter.com/ATK2K7bhOb— وكالة كُميت للأنباء (@Kumait_Agency) February 28, 2018
هجرة قديمة ونزوح جديد للزوجين الباكستانيَّين
ويعيش محمود فاضل أكرم (72 عاماً)، وزوجته صغرال بي بي (62 عاماً)، في سوريا منذ أكثر من 40 عاماً، منها أكثر من 5 سنوات من الحصار على المنطقة، التي كان يعيش فيها أكثر من مليوني نسمة مع بداية الثورة، وانخفض العدد لنحو 400 ألف نسمة حالياً.
ووجَّه أكرم، الذي يعاني مشاكل صحية، نداء للحكومة الباكستانية في ديسمبر/كانون الأول 2017؛ لمساعدتهما في الخروج من الغوطة، قائلاً: "نحن تحت الحصار، ووضعنا سيئ للغاية، نطلب من الحكومة الباكستانية مساعدتنا في الخروج من هنا".
وعلى الرغم من تبنِّي مجلس الأمن الدولي، يوم السبت 24 فبراير/شباط 2018، قراراً يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا من دون تأخير، وإعلان روسيا هدنة إنسانية يومية بالغوطة الشرقية ابتداء من الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2018، تستمر بين الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي والثانية من بعد الظهر وفتح ممر إنساني- فإن القصف لم يتوقف، كما تؤكد الناشطة أسماء صفصاف.
ويُفتح خلال مدة الهدنة اليومية، ممر إنساني عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرقي مدينة دوما، لخروج المدنيين. ولكن لليوم الثاني، يرفضون الخروج من مدينتهم رغم معاناتهم في الأقبية، وتبادل النظام السوري وروسيا من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى الاتهامات باستهداف المدنيين في أثناء خروجهم من المعبر الإنساني في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وخرق النظام الهدنة، مما تسبب في قتلى وجرحى، بينهم أطفال.
ما الذي كان يفعله زوجان باكستانيان في الغوطة أكثر من 40 عاماً؟
وفي عام 1975، انتقل محمود فاضل أكرم، وعقيلته صغرال بي بي، من إسلام آباد إلى دمشق؛ للبحث عن عمل والعيش في الغوطة الشرقية، ولا يزالان يواصلان العيش فيها منذ 42 عاماً.
وفي حديثه لمراسل "الأناضول"، قال أكرم إنه يربي الماشية والدجاج، ويستخدم روثها في التدفئة والوقاية من برد الشتاء القارس. أشار إلى أنهما يعيشيان في ظروف قاسية وسط الحصار المفروض على الغوطة، وتمنى أن تنتهي محنتهما هذه بأقرب وقت.
ولفت إلى أنهما في حالة نزوح مستمر؛ جراء هجمات النظام السوري على الغوطة.
وأضاف: "أطحن كمية قليلة من الشعير، أحصل عليها بصعوبة، وأستخدم دقيقه في صناعة الخبز، وأستفيد من حليب الماشية وبيض الدجاج الذي نربيه كي نطعم أنفسنا؛ لذا ننتظر المساعدة من الآخرين ونواصل حياتنا بفضل المساعدات التي نحصل عليها".
وأوضح أنه لم يُرزق بأولاد من زوجته الباكستانية؛ ما دفعه للزواج بفتاة سورية، ورُزقا بـ6 أطفال، ولفت إلى أن عقيلته السورية توفيت قبل فترة قصيرة.
وقام مراسل قناة "أورينت" السورية في الغوطة، يمان السيد، بعمل مقابلة قصيرة معهما في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017.
وعن أسرته في باكستان، قال أكرم: "لديّ شقيقان في باكستان؛ الأول محمود شرف، والثاني محمود علي، هما على علم بوجودي هنا، غير أنهما لا يعلمان ببقائي على قيد الحياة. لا يوجد تواصل بيننا. أريد إيصال رسالتي لهما، على أمل أن تقدِّم الحكومة الباكستانية المساعدة لي وإيصالي لأسرتي".
ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية؛ جراء حصار قوات النظام السوري على المنطقة، منذ قرابة 5 سنوات.
وشدّد النظام السوري، بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية، الحصار على الغوطة الشرقية؛ وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عن المنطقة.
يشار إلى أن سكان الغوطة كانوا يُدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتى أبريل/نيسان 2017، قبل إحكام النظام حصاره على المدينة.