مدرب ناد بريطاني عريق يتعرض للإحراج بسبب الإمارات.. الشيخ منصور بن زايد السبب!

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/27 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/27 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش

تعرض بيب غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي لاتهاماتٍ بازدواجية المعايير بعدما ارتدى شارة صفراء لدعم المعتقلين السياسيين الكتالونيين بينما رفض التعليق على انتهاكات حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبحسب تقرير لموقع ميدل إيست أي البريطاني الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2018، تعهَّد غوارديولا، الذي تعود ملكية النادي الذي يدربه إلى شقيق ولي عهد أبوظبي، أول أمس الأحد 25 فبراير/شباط بمواصلة ارتداء الشارة "من أجل الإنسانية" بالرغم من فرض الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غرامة عليه الأسبوع الماضي على أساس أنَّ الشارة تحمل "رسالة سياسية".

وقال غوارديولا في مؤتمرٍ صحفي عقب فوز ناديه على نادي آرسنال في نهائي كأس الرابطة الإنكليزية الأحد: "أنا إنسانٌ قبل أن أكون مديراً فنياً، وهذا من أجل الإنسانية. فهناك أربعة أشخاص معتقلين وأشخاص آخرون سيُسجَنون، وهم لم يحملوا أسلحةً بل أوراقاً للاستفتاء".

وكان غوارديولا -صاحب الأصول الكتالونية واللاعب والمدير الفني الأسبق في صفوف نادي برشلونة الذي يُعَد من أشهر رموز الهوية الكتالونية- يشير بكلامه إلى اعتقال الحكومة الإسبانية ناشطين وساسة مؤيدين لاستقلال كتالونيا منذ إجراء استفتاء متنازع عليه في الإقليم العام الماضي 2017، بحسب الموقع البريطاني.

وأضاف: "لا يتعلق الأمر بشخصيات سياسية بل بالديمقراطية، بأشخاص مستعدين لبذل كل شيء من أجل الديمقراطية".

المدرب شكر الشيخ منصور


وأستهل غوارديولا المؤتمر الصحفي بتوجيه الشكر إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي، ورفض لاحقاً استدراجه حين طُلِب منه التعليق وضع حقوق الإنسان في الإمارات، بحسب الموقع البريطاني.

يُذكَر أنَّ الشيخ منصور -شقيق ولي عهد إمارة أبوظبي محمد بن زايد- يشغل كذلك منصب نائب رئيس الوزراء الإماراتي ووزير شؤون الرئاسة.

وكتب روب هاريس الصحفي والمراسل الرياضي في وكالة أنباء أسوشيتد برس الأميركية تغريدةً على موقع تويتر قال فيها: "غوارديولا يستخدم المؤتمر الصحفي المخصص للفائز بالكأس كمنصة لدعم الساسة الكتالونيين المعتقلين والدفاع عن الحرية والديمقراطية رداً على عدة أسئلة عن شارته الصفراء".

وأضاف هاريس: "نظراً إلى أنَّ غوارديولا استهلَّ مؤتمره الصحفي بالثناء على الشيخ منصور قبل الدخول في مناقشة مطولة عن الحريات الديمقراطية في إقليم كتالونيا، فكان من الطبيعي أن يُسأل عن حقوق الإنسان في دولة الإمارات في ظل ارتباط بعض وسائل الإعلام الرياضية التي غطت المؤتمر بدولة قطر. (لستُ أنا من أصدر أحكاماً)".

وقال غوارديولا رداً على أحد الأسئلة التي وجهها له هاريس: "من حق كل دولة أن تقرر لنفسها الطريقة التي تريد العيش بها"، بحسب الموقع البريطاني.

وأضاف: "إذا قرر المرء العيش في هذه الدولة، فهذا ما سيكون الوضع عليه. أنا أعيش في بلد يتمتع بديمقراطيةٍ مؤسَّسةٍ منذ سنوات وأحاول حماية هذا الوضع".

موظف لدى حكومة أبوظبي


ورد نيكولاس ماكغيهان الباحث السابق في منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان على تصريحات غوارديولا عبر تغريدةٍ على موقع تويتر قال فيها: "غوارديولا أنت موظَّف لدى حكومة أبوظبي التي تُكمِّم أفواه المعارضين وتعذبهم، ومن بينهم ناشطون مدافعون عن الديمقراطية، أو كما وصفتهم بلسانك: "أشخاص لم يفعلوا أي شيء سوى تبني رأيٍ آخر".

ولفت ماكغيهان الانتباه أيضاً إلى قضية أحمد منصور المُعارِض الإماراتي البارز القابع في السجن منذ شهر مارس/آذار من العام الماضي.

فأضاف ماكغيهان على تويتر: "لذا، فإذا كنت تدافع عن المبادئ التي تحدثت عنها أمس بحماس (إلَّا إذا كنت تريد تحقيقها لشعب إقليم كتالونيا فقط)، فأظهِر شيئاً من الرجولة الحقيقية وطالِب الأمير البلطجي غير المُنتَخب الذي موَّل نجاحك في مانشستر سيتي يوم أمس بالإفراج عن هذا الرجل".

تبييض صورة الإمارات بالرياضة


وحول استثمار أبوظبي في نادي مانشستر سيتي من نادٍ إنكليزي لطالما كان مُخيِّباً إلى أحد أغنى أندية كرة القدم في العالم بالإضافة إلى سير غوارديولا بخطى ثابتة نحو الفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم ووجوده بين أبرز المرشحين للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بحسب الموقع البريطاني.

لكنَّ منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت الإمارات في عام 2013 باستخدام نادي مانشستر سيتي لتبييض صورتها، مشيرةً إلى أنَّ امتلاك النادي كان جزءاً من استراتيجية تهدف لـ"بناء صورة خارجية عن كون الإمارات دولة خليجية تقدمية ديناميكية لتشتيت الانتباه عمَّا يجري بالفعل داخل البلاد".

جديرٌ بالذكر أنَّ بعض المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش انتقدت الإمارات كثيراً لعدم تسامحها في التعامل مع المعارضة السياسية وانتهاكها حقوق الإنسان بطريقة وحشية.

فقالت منظمة هيومن رايتس ووتش على موقعها الإلكتروني: "كثيراً ما تستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة ثراءها لإخفاء مشكلات الحكومة الخطرة في مجال حقوق الإنسان. فالحكومة تعتقل الأشخاص الذين ينتقدون السلطات اعتقالات تعسُّفية وتخفيهم قسراً في بعض الحالات، وتواجه قوات الأمن ادِّعاءات بتعذيب المحتجزين".

علامات:
تحميل المزيد