وقعت القناة الأولى الروسية في خطأ كبير بعد نشرها مقاطع فيديو مع لعبة عسكرية شهيرة على أنها وقعت في الأراضي السورية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الإثنين 26 فبراير/شباط 2018 إن القناة الأولى الروسية، الذراع الدعائي للحكومة، في برنامجٍ يوم الأحد 25 فبراير/شباط نشرت تقريراً عن تكريم الرئيس الروسي فلاديمر بوتين لأحد القتلى في سوريا، والذي بحسب الصحف الروسي طلب من قيادته قصف مقرات داعش بعد وقعه في الأسر.
"بطل روسيا الاتحادية"
وبحسب الصحيفة الأميركية اتخذ بروخورينكو قراراً منحه لقب بطل روسيا الاتحادية عندما أمر المقاتلات بقصف موقعه بعدما وجد نفسه محاطاً بعناصر داعش فجأة، مطالباً عملياً بموته حتى لا يُمنَح داعش الفرصة للتفاخر بالتمثيل بجندي روسي أسير.
وبثَّت القناة الأولى الفيديو التكريمي مصاحباً بلقطاتٍ قتالية للضربات الجوية الروسية بغرض توضيح ما حدث، وتضمَّن ذلك طائرات سوخوي 25 للدعم البري، ولمحة سريعة من خلال عدسة القناصة للمركبات العسكرية وهي تنفجر، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويعود هذا المشهد إلى ساحة معركةٍ فُقِد فيها عددٌ لا يحصى من الأرواح، باستثناء أنَّ ذلك لم يحدث على الأراضي السورية حقاً، إنَّما في العالم الرقمي فقط. إذ كانت اللقطات من لعبة المحاكاة العسكرية الشهيرة آرما 3، التي طورتها شركة بوهيميا إنترأكتيف التشيكية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها الحكومة الروسية لقطات فيديو بزعم إظهار القتال في سوريا.
وقال أوتا فرتاتكو المتحدث باسم الشركة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية إنَّ شركة بوهيميا إنترأكتيف تؤكد أنَّ اللقطات استُقطِعت فعلاً من لعبتهم.
وأضاف فرتاتكو: "لم نقدم أي تفويض لاستخدام لقطات من لعبتنا بهذه الطريقة". جدير بالذكر أنَّ اللعبة هي محاكاة عسكرية يتقاتل فيها فريقان متعارضان باستخدام أسلحةٍ مخصصة في بيئاتٍ "يُحدِّد اللاعبون خصائها"، بحسب الصحيفة الأميركية.
وتأتى هذه الحلقة بعد مرور 3 شهور على إعلان وزير الخارجية الروسي أنَّ لدى بلاده "أدلة دامغة" على أنَّ القوات الأميركية تمنح مقاتلي داعش خروجاً آمناً بعدما شنت روسيا عملية كبيرة ضد المتشددين. وكدليلٍ على ذلك، قدَّمت روسيا صوراً التُقِطت من طائرات بدون طيار، استقطعتها من لعبة للهواتف الذكية يهاجم فيها اللاعبون قوافل هائلة بطائرةٍ حربية أميركية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد وصفت في ذلك الوقت الادعاء والأدلة المزعومة بأنَّها نمطٌ متكرر من "التشهير والتشويه والإلهاء".
الشخص تعرض للعقاب
ورداً على الواقعة التي حدثت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنَّ "الأخطاء واردة الحدوث"، وإنَّ الشخص المعني قد تعرض للعقاب، بحسب الصحيفة الأميركية.
ولا يزال السبب وراء بث وسائل الإعلام الروسية المحلية لقطات من لعبة محاكاة عسكرية باعتبارها لقطات حقيقية غير واضح. قال فرتاتكو إنَّ شركته باعت نحو 12 مليون نسخة من سلسلة آرما منذ عام 2006، ما يجعلها لعبةً بارزة ومن ثَمَّ يسهل التعرف عليها في جميع أنحاء العالم. ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب التعليق، ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية كذلك التعليق على ما حدث، بحسب واشنطن بوست.
تعرَّف الناس على اللعبة بسرعة على موقع بيكابو، النسخة الروسية من الموقع الشهير ريديت، وظهرت تكهنات حول كيف انتهى بهم المطاف بالاستعانة بلعبة فيديو في مقطعٍ تكريمي حقيقي. افترض أحد المستخدمين أنَّها "ربما تكون رسالة خفية من الموظفين"، بينما اقترح شخص آخر أنَّ اللقطات هي بيضة عيد الفصح قد دُسَّت في البث ليعثر عليها المشاهدون الفضوليون.
لكنَّ شعبية لعبة آرما وتفاصيلها الدقيقة هي السبب على الأرجح في اختيار هذه اللعبة على وجه التحديد.
وقال فرتاتكو: "نسعى دائماً إلى صنع لعبة محاكاة واقعية للغاية".