ربطت صحيفة صحيفة The Times البريطانية بين القرارات الملكية السعودية التي طالت أبرز القادة العسكريين، مساء الإثنين 26 فبراير/شباط 2018، وبين زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بريطانيا، حيث من المتوقع أن يجذب سلوكه في حرب اليمن احتجاجاتٍ قوية.
وذكر المرسوم أنَّ الفريق أول عبدالرحمن البنيان سيُحال إلى التقاعد إلى جانب قادة القوات البرية والدفاع الجوي. ولم تذكر أسباب لذلك التقاعد. وقد أعلنت هذه التغييرات بصفتها جزءاً من تعديل أوسع في المناصب الاستشارية الملكية ومناصب أمراء المناطق.
تحول عسكري في السعودية
وذكرت صحيفة الغارديان أنَّ فصل البنيان جاء بعد افتتاحه معرضاً كبيراً هذا الأسبوع في الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، وهي شركة دفاعية مملوكة للدولة، وهو ما يوضح الجهود المبذولة لإصلاح هذا القطاع.
ونقلت الغارديان عن ثيودور كاراسيك، وهو مستشار كبير بشركة غالف ستيتس أناليتكس للاستشارات: "الأوامر الملكية السعودية تبدو جزءاً من استراتيجية المملكة للدفاع القومي. فثمة تحوُّل عسكري يجري الآن في السعودية. وتأتي هذه التغييرات في أعقاب معرض الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وهي جزء محوري من خطة إصلاح الأمير محمد لإيجاد برنامج دفاعي وطني".
والجيش السعودي متعثر الآن في حرب اليمن، التي وصلت إلى الحدود الجنوبية للسعودية، إلى جانب كونها لا تحظى بالتأييد الداخلي، وتشوه الصورة الخارجية لولي العهد محمد بن سلمان، بحسب الغارديان البريطانية.
زيارة الأمير لبريطانيا
ومن المقرر أن يزور الأمير بريطانيا، الأسبوع القادم، وهي أكبر جولة زيارات خارجية طموحة للأمير في عواصم أجنبية، منذ تولّى منصبه في شهر يوليو/تموز العام الماضي، إلا أن صداها كان منتشراً في بريطانيا قبل موعدها بأشهر، فقد جابت شوارع لندن شاحنات تحمل لافتات تندد ببن سلمان، في إطار حملة لرفض زيارته المزمعة إلى بريطانيا.
وبحسب الغارديان فإن مستشاري الأمير السعودي يشعرون بالقلق من الاستقبال الذي سيحظى به بسبب هذه الاحتجاجات، حيث من المفترض أن يلتقي الأمير في بريطانيا برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير الخارجية بوريس جونسون، ومسؤولين بارزين من العائلة المالكة البريطانية لم تتم تسميتهم، ومن المحتمل أن يجري ذلك في قلعة ويندسور.
ويريد الوزراء في بريطانيا أن تختار السعودية لندن لطرح أسهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو)، وهي شركة النفط المملوكة للسعودية، على حساب محاولات نيويورك وطوكيو وهونغ كونغ.
وترى الصحيفة البريطانية أن فصل الجنرالات كان مقصوداً به تعزيز وضع الأمير داخلياً، وهو الوضع الذي تعرَّض لخطرٍ كبير منذ أصدر الأمر بإلقاء القبض على عددٍ من الأمراء بمزاعم الفساد، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقد أُطلِق سراح معظم هؤلاء الأمراء بعد الموافقة على تسوية النزاع مع الحكومة مقابل مليارات الدولارات، لكنَّ هذه الخطوة غير المسبوقة التي شملت أغنى رجل في البلاد والأمير الذي يقود قوة الأمن الداخلي، الحرس الوطني، من المحتمل أن تكون قد زادت من الاستياء تجاهه. وقد يحصل الأمير على ثقةٍ إضافية قبل مغادرة البلاد إذا ما حصل على موالين جدد له على رأس القوات المسلحة.
وجرى تعيين عددٍ من نواب الوزراء، بما في ذلك تماضر بنت يوسف الرماح، كنائبة لوزير العمل، وهو منصب بارز ندر أن تتولاه امرأة في المملكة شديدة المحافظة.
كما كان من أبرز التغييرات التي شهدتها السعودية أمس تعيين الأمير تركي بن طلال، أخي الملياردير الأمير الوليد بن طلال، نائب محافظ عسير الجنوبية.
وكان الأمير الوليد، الملقب بـ"وارن بافيت" السعودية، من بين الأمراء والوزراء والتجار الكبار الذين احتجزوا في فندق ريتز كارلتون الفاخر بالرياض، في حملة غير مسبوقة، على ما سمته الحكومة فساد النخبة. وأعيد فتح فندق الريتز كارلتون للعمل في الـ11 من شهر فبراير/شباط، بعد أكثر من 3 شهور من استخدمه كسجنٍ ذهبي للنخب السعودية.