جاءها قرار الطرد من عملها فتهورت خلال قيادتها السيارة.. وفاة أستاذة تشعل غضباً بين الجزائريين

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/26 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/26 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش

كانت تقف في الصف الأول مع المضربين المدافعين عن حقوق الأستاذ في الجزائر كونها تنتسب لنقابة أساتذة التعليم الثانوي المستقلة، ولكن وقع قرار فصلها عن العمل الذي تلقته مطلع هذا الأسبوع كان قوياً عليها وأودى بحياتها!

تعرضت بشرى دراجي "30 عاماً" أستاذة الأدب العربي في ثانوية محمد قيرواني بولاية سطيف لحادث سير أودى بحياتها وزوجها الذي كان برفقتها، "لقد كانت في حالة هستيريا عندما سمعت القرار بحسب تفاصيل آخر مكالمة هاتفية أجرتها" يقول ابن عمها مراد دراجي.

ويضيف لـ"عربي بوست" لا أريد أن أربط حادث المرور بقرار الفصل، لكن "بشرى تواصلت مع أهلها قبل الحادث، كانت منهارة بسبب قرار الفصل والطرد من مقاعد التدريس".

مطالبات بتحسين الأوضاع

تعرضت بشرى إلى وابل من الضغوطات كغيرها من أساتذة التعليم الثانوي الذين رفضوا العودة إلى مقاعد التدريس، وواصلت الإضراب مع زملائها دفاعاً عن حقوق الأساتذة.

فهي بحسب رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي مسعود بوذيبة، لم تكن تطالب سوى بالوفاء بالعهود التي قدمتها وزارة القطاع قبل زهاء 4 سنوات من الآن، كملف الخدمات الاجتماعية، وتحسين الأجور، وملف الترقيات.

وكل الأساتذة بمن فيهم بشرى كما قال بوذيبة لعربي بوست "كانوا يطالبون بتلك النقاط، والتي ستنعكس إيجاباً على مردودية الأستاذ، وبالتالي تحسين واقع التعليم في الجزائر الذي يعاني مشاكل كبيرة".

يقول في 22 فبراير/شباط 2018، يوم وفاة بشرى تلقت "إشعاراً من قبل إدارة الثانوية التي تعمل بها بولاية سطيف 300 كلم شرق العاصمة الجزائر، يؤكد قرار فصلها، بسبب عدم امتثالها لقوانين الجمهورية والعودة إلى التدريس".

الوزارة تعزي وتصمت

وزارة التربية الوطنية في الجزائر، ممثلة في مديرتها بولاية سطيف والتي تنتمي إليها الأستاذة بشرى دراجي، نشرت على صفحتها على فيسبوك، دون تقديم أية توضيحات بشأن الفصل.

واكتفت المديرية بتأكيد خبر وفاة بشرى دراجي رفقة زوجها في حادث مرور، وقالت في التعزية "إن الفقيدة هي أستاذة في مادة الأدب العربي وتعمل بثانوية محمد قيرواني بعاصمة ولاية سطيف، وتوفيت بسبب حادث مرور رفقة زوجها".

الفصل قرار تعسفي

رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي مسعود بوذيبة انتقد بشدة إرغام وزارة التربية الوطنية مدراء المؤسسات على فصل كل الأساتذة المضربين.

محمد ناجي زروقي مفتش سابق في قطاع التربية والتعليم، وفي منشور على صفحته الرسمية بفيسبوك، تأسف لوفاة بشرى دراجي، وهي متأثرة لقرار عزلها عن العمل، على حد وصفه.

ونوه محمد ناجي "إلى أن قرار عزل الأساتذة المضربين هو قرار تعسفي غير قانوني".

هذا القرار في نظر زروقي "هو بمثابة إعدام للمعلمين والأساتذة وستتمخض عنه أضرار كبيرة وآثار وخيمة جداً على مستوى المنظومة الاجتماعية والسياسية والأمنية للبلاد، حتى ولو استند القرار إلى حكم قضائي".

وطالب وزارة التربية بإعلان تراجعها فوراً عن القرار والاعتذار لكل المعلمين والأساتذة على المباشر في الإعلام الرسمي.

كما تأسف الإعلامي الجزائري زوبير فاضل في تغريدة عبر التويتر، لوفاة الأستاذة بشرى دراجي بعد عزلها بساعات، وتساءل في آخر التغريدة "إلى أين؟".

عملاً بقوانين الجمهورية

طرد الأساتذة المضربين، والمنضوين تحت لواء نقابة أساتذة التعليم الثانوي المعروفة باسم الكناباست، بحسب وزارتي العمل والتربية الوطنية، جاء امتثالاً للحكم القضاء الذي اعتبر إضراب الأساتذة "غير شرعي".

ففي 24 فبراير/شباط 2018 قال وزير العمل مراد زمالي، إن الفصل الذي أقدمت عليه وزارة التربية، قانوني وعملاً بقوانين الدستور والقضاء، وطالب المضربين بالعودة إلى العمل عاجلاً.

وكانت وزيرة التربية نورية بن غبريت، وفي تصريح إعلامي سابق أكدت استعداد الوزارة لعزل 20 ألف أستاذ مضرب من بين 450 ألف أستاذ في الجزائر، تنفيذاً لقرار المحكمة بعدم شرعية الإضراب.

وقد بدأ مسلسل طرد الأساتذة من ولاية البليدة 100 كلم جنوب العاصمة الجزائر، وذلك بعزل أكثر من 500 أستاذ في الأطوار الثلاثة، قبل أن يمتد إلى باقي الولايات وبنسب مختلفة.

بشرى وما خفي أعظم

يرى رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي، أن قصة وفاة بشرى بعد فصلها بساعات، تأتي لتكشف حجم الضغوطات والمشاكل التي يتعرض لها الأستاذ في الجزائر، وأكد لعربي بوست "بأن هناك أستاذة ثانية توفيت قبل أيام وهي في مركز تصفية الدم، وهي من بين المضربات منذ بداية الاحتجاجات".

وكان موقع "في بلادي" الإخباري في الجزائر قد تطرق إلى جملة الضغوطات والأمراض التي يصارعها الأستاذ بسبب مشاكل القطاع.

إجراءات الفصل تسببت في وفاة أستاذة بولاية سطيف، فيما أصيب آخرون بداء السكري والضغط، وقد حمّلت نقابة "الكنابست" الوزيرة بن غبريت، مسؤولية التعفن الذي وصل إليه القطاع، والضرر الذي لحق بالأساتذة والتلاميذ.

وكشفت الموقع "أن العديد من الأستاذات نقلن إلى المستشفى وآخريات أصبن بالسكري والضغط من شدة الضغط النفسي الذي يعشنه بسبب إجراءات الفصل التي تعد قطعاً لأرزاقهن.

وقال مسعود بوديبة، ممثل النقابة تعليقاً على ذلك، إن الأستاذ المضرب يعيش ضغوطات كبيرة خصوصاً عندما يجتمع عديد الأطراف ضده لتشويه سمعته والمساس بكرامته".

علامات:
تحميل المزيد