تداول ناشطون على فيسبوك صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية للعاصمة السورية دمشق وغوطتها التي تمتد على مساحة 110 كم مربع، وعلى الرغم أن المسافة التي تفصل قلب العاصمة بالغوطة الشرقية لا تتجاوز بضعة كيلومترات إلا أن حجم الدمار واضح.
الغوطة الشرقية التي تظهر في القسم الأيمن من الصورة، تبدو وكأنما أحدٌ قام بمحو أبنيتها من الخريطة، بينما معالم دمشق لا تزال واضحة بشوارعها وأبنيتها، باختصار مخطط المدينة لا يزال على حاله بعكس المنطقة التي تتعرض على مدار الأيام الستة الماضية لقصف عنيف.
ففي 18 شباط/فبراير أطلقت قوات النظام السوري أكثر من 260 صاروخاً فيما شن الطيران غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية.
وفي 20 شباط/فبراير أعلن المرصد السوري عن قصف الطيران الروسي الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ ثلاثة اشهر واصاب مستشفى في عربين بات خارج الخدمة.
كما استهدف القصف ستة مستشفيات أخرى في غضون 48 ساعة، بات ثلاثة منها خارج الخدمة بحسب الأمم المتحدة.
تجددت غارات النظام السوري صباح الأحد على الغوطة الشرقية، رغم قرار تبناه مجلس الأمن الدولي مساء السبت يطلب هدنة "من دون تأخير" في معقل فصائل المعارضة المحاصر، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استؤنفت عند الساعة السابعة والنصف صباحاً الغارات الجوية بغارتين على منطقة الشيفونية في ضواحي دوما" في الغوطة الشرقية حيث قتل نحو 519 مدنياً خلال سبعة أيام من القصف، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان مسعفون بمنطقة الغوطة الشرقية السورية، قد أكدوا مساء السبت أن القصف لا يهدأ لفترة من الوقت تسمح لهم بإحصاء الجثث، وذلك في واحدة من أكثر حملات القصف فتكاً في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات، في الوقت الذي دعا فيه مجلس الأمن الدولي لهدنة إنسانية مدتها 30 يوماً.
هذا الأمر أكده أيضاً مراسل قناة الجزيرة، الذي قال إن المدينة قصفت بالبراميل المتفجرة، وأن طائرات روسية وسورية شنت غارات على مدن وبلدات في الغوطة الشرقية المحاصرة بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن، بينما وصل عدد قتلى الغوطة أمس السبت إلى 54 مدنياً.
إلا أن مواقع موالية للنظام في المقابل قالت إن القصف استهدف مواقع لجبهة النصرة.