قال ناشطون في الغوطة الشرقية بسوريا، الأحد 25 فبراير/شباط 2018، إن طيران النظام استهدف البلدة بغاز الكلور السام، ما أدى لحالات اختناق في صفوف المدنيين.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على الهدنة التي أعلن عنها مجلس الأمن.
وأصيب 14 مدنياً على الأقل بعوارض اختناق أدت الى مقتل أحدهم وهو طفل بعد قصف على احدى بلدات الغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. واتهم فصيل معارض دمشق قوات النظام باستخدام غازات سامة.
ونشر الناشطون صوراً من داخل المستشفى للمصابين.
صور: بعد أقل من 24 ساعة من تصويت مجلس الأمن على هدنة في #الغوطة_الشرقية .. حالات اختناق في صفوف المدنيين نتيجة استهداف نظام الأسد بلدة الشيفونية بالغوطة الشرقية بغاز الكلور السام pic.twitter.com/lVhob5wZU1
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨
أيها الفأر الجبان
عندما تعجز عن مواجهة الرجال في الجبهات تلجأ إلى سلاح الكيماوي
نظام بشار الكيماوي يستخدم الغازات الكيماوية من جدي ويقصف قرية #الشيفونية بغاز الكلورين مرتين وهذا الطفل أول شهيد #كيماوي_الغوطة #UN #Syria pic.twitter.com/X9h5EoWaHI— محمد مصطفى علوش (@Mohammed_Aloush) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨
وبدأ جيش النظام السوري، في 18 شباط/فبراير، حملةً عسكرية جوية دامية على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، التي يسعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادتها.
خلال 8 أيام أوقع القصف المدفعي والغارات الجوية 529 قتيلاً من المدنيين، بينهم 130 طفلاً، في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013، التي تعد حوالي 400 ألف نسمة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
موت وخراب
وفي 18 شباط/فبراير، أطلقت قوات النظام السوري أكثر من 260 صاروخاً، فيما شنَّ الطيران غاراتٍ كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية.
كما عزَّز النظام مواقعه المحيطة بالمنطقة، واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أن "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام"، على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
في 19 فبراير/شباط، أدى القصف الكثيف للجيش السوري على الغوطةالشرقية إلى مقتل 127 مدنياً، في حصيلة هي الأسوأ في يوم واحد، منذ 2013، في هذا المعقل المعارض.
وشدَّد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة على ضرورة "الوقف الفوري" لقصف المدنيين، وتابع أن "الوضع الإنساني للمدنيين (…) خرج عن السيطرة بالكامل. من الضروري أن تتوقف هذه المعاناة البشرية العبثية على الفور".
لا كلام
في 20 فبراير/شباط، أعلن المرصد السوري عن قصف الطيران الروسي الغوطة الشرقية، للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وأصاب مستشفى في عربين بات خارج الخدمة. كما استهدف القصف ستة مستشفيات أخرى في غضون 48 ساعة، باتت ثلاثة منها خارج الخدمة، بحسب الأمم المتحدة.
وتوافد مئات الجرحى إلى مراكز إسعاف ميدانية في الغوطة الشرقية، وسط نقص حاد في الأسرّة، أدى إلى معالجة البعض أرضاً.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن خشيته من "كارثة إنسانية"، فيما عبَّرت الخارجية الأميركية عن "القلق الشديد"، مندِّدة بـ"أساليب" النظام القائمة على "المحاصرة والتجويع".
من جهتها، اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، أنه "لا كلام ينصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم".
جحيم على الأرض
في 21 فبراير/شباط، استهدفت الغارات عدة بلدات، ولا سيما حمورية وكفربطنا. وألقت الطائرات القنابل، وكذلك البراميل المتفجرة التي تقتل عشوائياً، ويثير استخدامها إدانة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
كما دمَّر القصف الكثيرَ من المباني السكنية، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس في حمورية، تحدَّث عن احتماء السكان في ملاجئ وأقبية تحت الأرض.
من جهته نفى الكرملين مشاركة روسيا في القصف.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، بدخول المنطقة، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف القتال فوراً، مُشبِّها وضع الغوطة الشرقية بـ"جحيم على الأرض".
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"هدنة"، متهماً النظامَ السوري بمهاجمة "مدنيين".
حلب جديدة
في 22 فبراير/شباط، أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أنه "لا توافق" في مجلس الأمن الدولي، لفرض وقف إنساني لإطلاق النار، يجري التفاوض عليه منذ أكثر من أسبوعين.
وكرَّر السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، تصميمَ النظام على استعادة كل الأراضي، بما يشمل الغوطة الشرقية، قائلاً: "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلباً أخرى".
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 13 مستشفى وعيادة تعمل فيها المنظمة "تعرضت لقصف وأضرار أو دُمرت".
<عار/h4>
في 23 فبراير/شباط، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي "لا يجد الكلمات لوصف الرعب، المجزرة يجب أن تتوقف الآن".
وأكدت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، في رسالة إلى الأمم المتحدة رفضَ أيِّ "تهجير للمدنيين أو ترحيلهم".
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفَ روسيا وإيران في سوريا بأنه "عار".
معارك وغارات رغم إعلان هدنة
في 24 فبراير/شباط، أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يُطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في سوريا لثلاثين يوماً "من دون تأخير"، بعد 15 يوماً من المفاوضات الشاقة مع موسكو.
ولكن في 25 منه، خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة، وشنَّت غاراتٍ جويةً وقصفاً مدفعياً، بحسب المرصد السوري.
وأكَّدت إيران، حليفة النظام، أن الهجوم على من وصفتهم بالمجموعات "الإرهابية" سيتواصل في الغوطة الشرقية.