لفت ارتداء الرئيس عبدالفتاح السيسي الزي العسكري قبل 30 يوماً من الانتخابات الرئاسية المصرية الانتباه. وجاء ذلك خلال افتتاحه قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب الأحد 25 فبراير/شباط 2018.
ولم يرتدِ السيسي الزي العسكري منذ صعوده إلى سدة الحكم سوى مرة واحدة.
ويرى اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، أن ظهور السيسي بالزي العسكري باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسط قادة الجيش المصري له دلالتان، الأولى أنه يقاتل معهم في ميدان المعركة، والثانية رسالة للخارج أنه مستمر في مكافحة الإرهاب.
#المتحدث_العسكرى : إفتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى عدد من المنشآت بالقيادة الموحدة لقوات شرق القناة .. pic.twitter.com/iGZwzqxmyO
— المتحدث العسكري (@EgyArmySpox) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨
لكن آخرين قالوا على منصة تويتر، إن السيسي يؤكد بارتدائه الزي العسكري أنه عسكري، وليس له في السياسة.
السيسى لبس البدلة العسكرية مع بداية الدعاية الانتخابية لما يسميها انتخابات .. هو يكرس أنه عسكري وملوش في السياسة …
— abdelmoneim Mahmoud (@moneimpress) ٢٥ فبراير، ٢٠١٨
وكان للأزمة التي خلَّفها اعتقال رئيس الأركان السابق سامي عنان، المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية ربما كان لها أثر داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
وظهور السيسي بالزي العسكري قد تكون رسالة منه لكافة أفراد المؤسسة الأمنية، أنه مع الجيش ومن الجيش، وذلك بعد بوادر تعاطف من داخل المؤسسة العسكرية مع الفريق سامي عنان الذي تعرض لما يمكن وصفه بالإهانة من قبل السيسي الذي اعتقله وأخفاه داخل السجن.
واستاء أفراد داخل الجيش من الصراع المتصاعد بين أجنحة داخل القوات المسلحة، وعلى وجه الخصوص بين مجموعة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمخابرات الحربية، وبين رئيس الأركان السابق وأنصاره داخل القوات المسلحة.
من ناحية أخرى أشار مصدر عسكري، رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية منصبه، إلى أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لمصر يومي الأحد والإثنين، 11 و12 فبراير/شباط 2018، كانت تتضمن سعيه للصلح بين الطرفين، الفريق سامي عنان من جهة، والسيسي وقيادات الجيش من جهة أخرى.
وأوضح المصدر أن المشكلة الرئيسية التي تعوق عملية الصلح هي أن كلا الطرفين "رافض الالتقاء في المنتصف"، وهو ما يعقّد الأمور. وذكر أن عنان متمسك برأيه بصورة كبيرة، وطلب "ترضية كبيرة" لا يستطيع الطرف الآخر الموافقة عليها.
وكان هشام المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات كشف في حوار خاص مع "عربي بوست"، عن تلك الخلافات وامتلاك الفريق سامي عنان لمستندات وصفها بـ"بئر الأسرار"، التي تضمن وثائق وأدلة تدين الكثير من قيادات الحكم بمصر الآن، وهي متعلقة بكافة الأحداث الجسيمة التي وقعت عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني.
وعبَّر جنينة عن تخوّفه على حياة الفريق عنان داخل السجن، وأنه من الممكن أن يتعرض لمحاولة اغتيال وتصفية، كما حدث مع الفريق عبدالحكيم عامر، محذراً في الوقت ذاته أنه في حال المساس به فسوف تظهر الوثائق الخطيرة التي يمتلكها عنان، وحفظها عنان مع أشخاص خارج مصر.