قال مسعفون بمنطقة الغوطة الشرقية السورية، السبت 24 فبراير/شباط 2018، إن القصف لا يهدأ لفترة من الوقت تسمح لهم بإحصاء الجثث، وذلك في واحدة من أكثر حملات القصف فتكاً في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات، في الوقت الذي دعا فيه مجلس الأمن الدولي لهدنة إنسانية مدتها 30 يوماً.
ووافق مجلس الأمن الدولي اليوم على قرار يدعو لهدنة 30 يوماً في سوريا، للسماح بدخول المساعدات والإجلاء الطبي. وأيدت روسيا الحليفة لسوريا القرار بعد سلسلة مفاوضات في اللحظة الأخيرة.
وندَّدت جمعيات خيرية طبية بالهجوم على 12 مستشفى، والنظام السوري وحلفاؤه إنما يستهدفان المتشددين فحسب، ويسعيان لوقف هجمات المورتر التي يشنها مقاتلو المعارضة على العاصمة، كما يتهمان المعارضين في الغوطة باستخدام السكان دروعاً بشرية.
ولم يصدر تعليق من جيش النظام السوري حتى الآن.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تصعيد نيران الصواريخ والقصف والغارات الجوية أودى بحياة قرابة 500 شخص منذ مساء يوم الأحد. ومن بين القتلى أكثر من 120 طفلاً.
وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن الغارات أصابت دوما وحمورية وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية، السبت، مما أسفر عن مقتل 31 شخصاً.
وقال الدفاع المدني السوري في الغوطة الشرقية، إن مسعفين هرعوا للبحث عن ناجين، بعد ضربات في كفر بطنا ودوما وحرستا. وأضافت منظمة الإنقاذ التي تعمل في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، أنها وثقت 350 حالة وفاة على الأقل خلال أربعة أيام الأسبوع الماضي.
ولا تغطي الهدنة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وجبهة النصرة.
وانهارت بسرعة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا، منذ نشوب الصراع الذي راح ضحيته مئات الآلاف، وأجبر 11 مليون شخص على ترك منازلهم.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، إن فصائل معارضة في الغوطة الشرقية أطلقت قذائف مورتر على أحياء في مدينة دمشق، السبت، وإن الأهداف شملت موقعاً قريباً من مدرسة. وأضافت أن القصف الذي نفذه المسلحون تسبب في إصابة ستة أشخاص، وأن الجيش رد بقصف أهداف في الضواحي.
وصار جيب الغوطة أحدث نقطة بارزة في الحرب، بعد سلسلة من الهزائم التي منيت بها المعارضة، والتفاوض على عمليات انسحاب. واستعادت قوات النظام السيطرة على المدن الرئيسية في غربي سوريا، بمساعدة جماعات مسلحة مدعومة من إيران تحت إسناد من الطائرات الروسية.
وتعهَّدت المعارضة في الغوطة الشرقية بعدم القبول بمثل هذا المصير، مستبعدة نوعاً من الإجلاء الذي أنهى وجود المعارضة في حلب وحمص بعد حصار مرير.
وتُلقي روسيا باللوم على مقاتلي النصرة، المنتمين إلى الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، فيما آل إليه الوضع في الغوطة. في المقابل، يتهم الفصيلان الإسلاميان الرئيسيان أعداءهما باستخدام وجود عدد قليل من المسلحين المتشددين، يقدر ببضع مئات، ذريعة للهجمات.