إدارة أوقاف القدس تهاجم بيان مؤتمرٍ تركي.. هل وقعت ضحية الترجمة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/23 الساعة 15:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/23 الساعة 15:31 بتوقيت غرينتش

رغم العلاقات المميزة التي شهدت تبادل زيارات رفيعة المستوى بين الأردن وتركيا، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس، فقد صدر بيان عن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هاجم فيه مؤتمراً عقدته هيئة الأوقاف التركية في مدينة أسطنبول.

المؤتمر الذي عُقد بعنوان "القدس.. المدينة التي قدسها الوحي"، في الفترة من 29 إلى 31 يناير/كانون الثاني 2018، أثار موجة من الغضب لدى الإدارة الوقفية..

واعتبر البيان أن هناك أخطاء مشبوهة في المؤتمر التركي ومخالفة "لكل قواعد النضال الإسلامي والوطني"، بينما أرجع معلِّقون الأمر إلى أخطاء في الترجمة، دفعت الإدارة الوقفية لاتخاذ موقف متسرع.

وكانت رئاسة الشؤون الدينية التركية عقدت المؤتمر للدفاع عن قضية القدس، وشارك فيه شخصيات من 20 دولة مختلفة، بينهم أكثر من 70 باحثاً، ووزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية يوسف أدعيس، إلى جانب نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، ورئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش.

الشيخ عزام الخطيب، المدير العام لأوقاف القدس وشؤون الـمسجد الأقصى، استهجن ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر إسطنبول الذي انعقد في الفترة من 29 إلى 31 يناير/كانون الثاني 2018.

وأشار الخطيب، في بيان توضيحي، إلى نقاط اعتبرها "تخالف الإجماع الوطني، وتخالف كل قواعد النضال الإسلامي والوطني"، مثل ما اعتبره وصف "مدينة المعبد الثاني" وتعبير "المدينة التي باركها الوحي"، وغيرها من التعبيرات التي اعتبرها "مشبوهة" ومستهجنة.

هل المشكلة في الترجمة؟


الأكاديمي الفلسطيني بجامعة 29 مايو التركية عبد الله معروف، شكك في مدى معرفة كاتب البيان الذي صدر من هيئة أوقاف القدس، باللغة التركية، مرجعاً المشكلة إلى الترجمة من التركية للعربية.

فتعبير مثل "المعبد الثاني" والذي قصد به -حسب معروف- "المسجد بيت العبادة"، وكذلك فقرة أخرى دعت اليهود لعدم السكوت عن الممارسات الإسرائيلية تجاه القدس، فُسّرت أو فُهمت خطئاً بكونها دعوة لليهود للارتباط بالقدس، بطريقة معاكسة للمعنى المقصود في البيان الختامي للمؤتمر باللغة التركية.

وأضاف معروف أن "رئيس شؤون الديانة -التركية- كان الشخصية الإسلامية الوحيدة التي أكرمها الله تعالى بخطبة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وإن أهل القدس يعرفون تماماً قيمتهم عند تركيا الرسمية والشعبية"، منتقداً غياب الدقة في بيان إدارة الأوقاف.

واعتبر معروف أن تركيا تقف إلى جانب الأردن ضد قرار الرئيس الأميركي، وتدعم "الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى"، مستشهداً بموقف وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، بمؤتمر الأمن في ميونيخ، والذي انتقد فيه بعض الجهات التي تحاول إنهاء الوصاية الأردنية وتضع العراقيل أمامها.

الوصاية الأردنية على القدس


وتشرف وزارة الأوقاف الأردنية على شؤون وموظفي المسجد الأقصى، ومنها الجامع القبلي وقبة الصخرة، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله.

ولا يعد هذا الوضع جديداً؛ فقد بدأت الوصاية الأردنية على أوقاف القدس منذ عام 1924، وظلت كذلك بعد حرب 48، عندما أصبحت الضفة الغربية، ومن ضمنها القدس، تابعة للحكم الأردني.

وفي عام 1950، تم توحيد الضفتين الشرقية والغربية لنهر الأردن رسمياً، وظلت السيادة الأردنية على الضفة الغربية والقدس حتى عام 1967، عندما احتلت إسرائيل القدس الشرقية، لكن إدارة الحرم القدسي سرعان ما عادت إلى الأردن وظلت كذلك حتى الآن.

وتؤكد اتفاقية السلام الموقعة بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل على وصاية الهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

علاقات أردنية – تركية مميزة


وتمر العلاقات التركية-الأردنية بفترة ازدهار، خاصة بعد القرار الأميركي بشأن القدس؛ ففي زيارته للأردن قبل أيام، قال وزير الخارجية التركي إن "الأردن وتركيا لديهما إرادة مشتركة للدفاع عن القدس، والقرار الأميركي خاطئ".

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، ما أشعل غضباً في الأراضي الفلسطينية، وتنديداً عربياً وإسلامياً ودولياً.

وقال السفير التركي لدى الأردن مراد قرة غوز، لوكالة الأناضول، إن بلاده تدعم جهود عمّان في سبيل الحفاظ على الأماكن المقدسة، وحماية الحقوق العربية والإسلامية.

وأكد وزيرا الخارجية التركي والأردني أن البلدين متفقان على موقف موحَّد للأردن وتركيا بخصوص القدس ورفض الاعتراف بها عاصمةً لإسرائيل، ودعوا لحل سياسي وفق مبدأ حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

علامات:
تحميل المزيد