وكأن القيامة قامت في الغوطة الشرقية.. صرخات أطفال يبحثون عن أمهاتهم بين عشرات القتلى ومئات الجرحى

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/20 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/20 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش

بين الغبار والأنقاض، تخرج صرخات لأطفال: "بدي أمي.. بدي أطلع مع أمي كرمال الله ياعمو"، بعد استهداف قوات النظام السوري، أمس الاثنين 19 فبراير/شباط 2018، لمنطقة الغوطة الشرقية، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين.

وارتفع عدد القتلى جراء الغارات والقصف المدفعي لقوات النظام على الغوطة الشرقية إلى 100 مدني، في حصيلة يومية هي الأعلى منذ 3 سنوات في هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

واكتظَّت مستشفيات الغوطة الشرقية بالمصابين، وبينهم كثير من الأطفال، في منطقة تعاني نقصاً حاداً في المواد والمعدات الطبية، جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تجربة مدينة حلب، التي جرى فيها إخلاء المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة لصالح النظام السوري، يمكن أن تستخدم في الغوطة الشرقية.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن لافروف قوله: "إن تجربة حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية".

الوضع الإنساني يخرج عن السيطرة


وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس، الإثنين، إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية "يجب أن يتوقف حالاً"، في وقت "يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة". وأبدى قلقه "العميق إزاء التصعيد الأخير لأعمال العنف" في الغوطة الشرقية.

ومنذ صباح الإثنين، واصلت حصيلة القصف العنيف بالغارات والصواريخ والقذائف الارتفاع تدريجياً لتصل إلى "77 قتيلاً مدنياً بينهم ما لا يقل عن 20 طفلاً"، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأوقع القصف أيضاً أكثر من 300 جريح، ولا يزال كثير من المصابين تحت أنقاض المباني المهدمة.

وكان المرصد أفاد في حصيلة أولية، صباح الإثنين، بسقوط 18 قتيلاً، إلا أن القصف استمر طوال اليوم، ما أسفر عن سقوط مزيد من القتلى.

مشاهد مؤلمة


وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية في الغوطة باستمرار القصف الجوي والصاروخي مساء الإثنين.

واكتظَّ مستشفى في مدينة دوما بالمصابين القادمين من مدن وبلدات عدة. وشوهد طفلان يجلسان على أحد أسرّة المستشفى، الأول لفَّ وجهه وعينيه بضمادات، والثاني لف جبينه بقطعة قماش.

وانهمك عدد من الممرضين في علاج طفل كان يصرخ من شدة الألم، ولم يكن بالإمكان رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء عليه.

وفي مشرحة المستشفى، شاهد مراسل فرانس برس 11 جثة ممددة أرضاً، وقد لفت بأقمشة سوداء.

وشهدت الغوطة الشرقية، في الأسبوع الثاني من فبراير/شباط الحالي، وطوال أيامه تصعيداً عنيفاً، تمثل في عشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً.

وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين حين وآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل أن يستأنف مساء الأحد باستهداف قوات النظام الغوطة مجدداً، ما أودى بحياة 17 مدنياً.

"حرب الإبادة"


واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومقره إسطنبول، روسيا بأنها "تريد دفن العملية السياسية" من خلال هذا التصعيد.

وأضاف في بيان "لم تكن حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي ليقعا على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق".

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام" بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة.

وتترافق الاستعدادات مع مفاوضات "بين قوات النظام والفصائل المعارضة" هدفها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة، وفق عبدالرحمن الذي اعتبر أن بدء الهجوم مرتبط بفشل هذه المفاوضات.

ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.

لكن "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات حالياً مع النظام. وقال مدير مكتبه السياسي ياسر دلوان لفرانس برس "إذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية".

وشارك "جيش الإسلام" في مفاوضات برعاية روسية وإيرانية وتركية جرت في أستانا مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق "خفض توتر" في سوريا، بينها الغوطة.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بسقوط قذائف عدة مساء الأحد على دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص.

ويثير احتمال بدء هجوم لقوات النظام، خشيةً لدى المدنيين في دمشق من القذائف التي تستهدفهم منذ سنوات على وقع التصعيد في ريف دمشق.

تحميل المزيد