أعلن كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، الجمعة 16 فبراير/شباط 2018، أنه بدءاً من الأسبوع المقبل لن يسمح البيت الأبيض لبعض الموظفين من أصحاب التصريحات الأمنية المُؤقَّتة بالاطلاع على المعلومات السرية للغاية.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post الأميركية، فإن هذه الخطوة قد تُهدِّد موقف غاريد كوشنر، صهر الرئيس الذي يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس، والذي كان قادراً على الاطلاع على بعض أكثر أسرار البلاد حساسية، على الرغم من أنَّ التحقيقات حوله قد استغرقت أكثر من عام.
وكان مسؤولو البيت الأبيض قد ناقشوا، سراً، مخاوف من أنَّ تصريح كوشنر يواجه عقبات، من بينها: التعديلات المتكررة التي كان ينبغي له القيام بها لإصدار استمارة تفصل اتصالاته مع المسؤولين الأجانب، وذلك بحسب مطلعين على هذه المحادثات الداخلية، والذين تكلموا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست، الأسبوع الماضي، عن مسؤولَين أميركيَّين أنهما لا يتوقَّعان حصول كوشنر على تصريح أمني دائم في المستقبل القريب.
تحت دائرة الضوء
وفي غضون ذلك، بقي لكوشنر تصريح مُؤقَّت يسمح له بالوصول إلى المعلومات السرية للغاية والحساسة والمجزأة، وهو تصريح يندر الحصول عليه فترة طويلة من الوقت، بحسب الخبراء. وقد سَمَحَ له منصبه الرفيع بالتقاء مسؤولين أجانب من العالم وقراءة التقارير الاستخباراتية السرية التي تُعَد يومياً للرئيس.
هذا الأمر أكدته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، في مقال للكاتبة الصحفية كارين تمولتي، تساءلت في بدايته عمّا قد يكون أكثر إثارة للقلق: حقيقة أنَّ القائد الأعلى للقوات المسلحة لا يكلف نفسه عناء قراءة موجزه اليومي الذي ترسله له الاستخبارات الأميركية، أم حقيقة أنَّ صهره، الذي لم يحصل على تصريحٍ أمني بعد، هو مَن يطّلع على هذا التقرير ويقرأه؟
وقال مسؤولٌ إداري كبير على اطلاعٍ على تفكير كيلي، إنَّ رئيس الموظفين يشعر بالإحباط من الوصول عالي المستوى لكوشنر من دون تصريح نهائي، وإنه كان يعرف أنَّ السياسات الجديدة التي أعلن عنها يوم الجمعة، من شأنها أن تضر بقدرة كوشنر على تنفيذ واجباته في الجناح الغربي من الأبيض. وقال المسؤول إنَّ هذه الخطوة تضعه كوشنر تحت دائرة الضوء.
ولم يستجب المتحدث باسم كوشنر فوراً لطلب التعليق.
وقد تتغير قدرة كوشنر على ممارسة مهامه الحالية، التي تشمل الاجتماعات السرية، بدءاً من الأسبوع المقبل. وهو الموعد الذي قال كيلي إنه ينوي فيه إيقاف الوصول عالي المستوى لموظفي البيت الأبيض الذين علّقت تصاريحهم الأمنية منذ الأول من شهر يونيو/حزيران 2017، أو قبل ذلك، وذلك بحسب مذكرة حصلت عليها "الواشنطن بوست".
وقال كيلي إنَّ البيت الأبيض قد راجع، ضمن حركة تعديل للتصريحات الأمنية، حالة التحقيقات الأمنية البارزة مع مكتب التحقيقات الفيدرالية، وحضَّهم على الانتهاء منها في الوقت المناسب. ووضع سياسات جديدة لتبسيط العملية ولتحقيق مزيد من الإشراك للمكتب الاستشاري للبيت الأبيض.
ويعمل عشرات من موظفي البيت الأبيض أيضاً بموجب هذه التصريحات المُؤقَّتة، على الرغم من أنهم ليسوا جميعاً في مستوى سري للغاية.
مدى واسع لكوشنر
وليس من الواضح كيف سيتمكَّن كوشنر من أداء وظيفته دون تصريحٍ أمني رفيع المستوى.
ويحمل كوشنر مدىً واسعاً من المسؤوليات، بدءاً من الإشراف على جهود السلام في الشرق الأوسط إلى تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية. وبالإضافة إلى ذلك، فكوشنر هو المُتحدِّث باسم الإدارة مع حلفاء أساسيين، وضمن ذلك الصين والسعودية، حيث طوَّر علاقةً شخصيةً مع ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان.
وحضر كوشنر اجتماعاتٍ مع الرئيس نوقشت فيها معلومات سرية، وبإمكانه الوصول إلى الموجز اليومي للرئيس، وهو ملخص للتحديثات الاستخباراتية المستندة إلى معلومات من جواسيس، وأقمار اصطناعية ومن تكنولوجيا المراقبة، وذلك بحسب مطلعين على سلطات كوشنر.
وإلى جانب كونه عضواً بمجلس الأمن القومي، فهو يصدر طلباتٍ أكثر للحصول على معلوماتٍ من المجتمع الاستخباراتي أكثر من أي موظف آخر من موظفي البيت الأبيض، وذلك بحسب شخصٍ مطلع على الموقف، تحدَّث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وقال الخبراء إنَّ من النادر الحصول على هذا المستوى من التصريح الأمني المُؤقَّت لمثل هذه الفترة الطويلة. فهذا وصولٌ مدهش بالنسبة لشخص مثل كوشنر، لم يخدم قط في الحكومة ولديه تاريخٌ مُعقَّد من الصفقات المالية، والملكية التجارية واتصالات وتعاملات مع أجانب.
ويُعد كوشنر فقط هو أبرز موظف في هيئة البيت الأبيض يعمل من دون تصريحٍ نهائي.