أضافت مواجهة نادرة بين إسرائيل والجيش السوري المدعوم إيرانياً تعقيدات غير متوقعة إلى الخطط التي وضعها وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، من أجل رحلته التي يزور خلالها 5 مدن في الشرق الأوسط، حيث كان ينتظر بالفعل مواجهة حالة من التوترات التي تنتشر في المنطقة، حسب تقرير صحيفة The Wall Street Journal الأميركية.
تحدَّث تيلرسون يوم السبت 10 فبراير/شباط 2018، قبل مغادرته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً له دعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حسبما قال ستيف غولدشتاين، وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية والشؤون العامة. وجاءت هذه المكالمة بعد إسقاط طائرة إسرائيلية في أعقاب مناوشة جوية، لتشن إسرائيل من جانبها هجوماً موسعاً ضد منظومة الدفاع الجوي السورية.
ويُنتظر أن يزور تيلرسون مصر والكويت والأردن ولبنان وتركيا. والسياسات العامة لبعض حكومات هذه البلاد بشأن الفلسطينيين وسوريا، تثير القلق فعلياً؛ إذ يلتقي تيلرسون مسؤولي الحكومة المصرية في القاهرة، التي تعتبرها واشنطن شريكةً في مكافحة الإرهاب. لكن حكومة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تواجه انتقادات دولية؛ بسبب قمعها الحريات المدنية وخصومها السياسيين.
فيما يشارك وزير الخارجية الأميركي في اجتماع يُعقد بالكويت لوزراء الخارجية بشأن مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما يشارك في مؤتمر يستهدف إعادة إعمار العراق.
مؤتمر الكويت والدور الأميركي
لن تقطع حكومة الولايات المتحدة وفق The Wall Street Journal أي تعهدات على نفسها في المؤتمر. غير أنه يُنتظر أن يقوم مصرف الولايات المتحدة للاستيراد والتصدير بتوقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية في المؤتمر، للاتفاق على تسهيل تمويل المعونات، حسبما يقول مسؤولو الإدارة الأميركية. ورفض المسؤولون تحديد القيمة، إلا أنه يتوقع أن تكون في حدود مليارين إلى 3 مليارات دولار.
وقال مسؤولو وزارة الخارجية إن نحو 2300 من ممثلي القطاعات الخاصة سوف يكونون حاضرين في المؤتمر، ومن ضمنهم أكثر من 100 ممثل لشركات أميركية.
سوف يوقِّع تيلرسون في الأردن على مذكرة تفاهم مع المملكة الهاشمية، تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون على الصعيد الاقتصادي وعلى الصعيدين الدفاعي والأمني.
تنتاب المسؤولين الأردنيين شواغل خاصة بشأن الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى هناك، إضافة إلى خفض التمويلات الموجهة إلى وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، التي تعرف رسمياً بـ "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".
يحصل لبنان والأردن على تمويلات من "الأونروا" لتقديم الخدمات إلى اللاجئين في كلا البلدين.
كما يقول مسؤولون إن الولايات المتحدة تضع في الحسبان قراراً لقطع 251 مليوناً من المساعدات التي تقدمها إلى الفلسطينيين كل عام.
أنقرة محطته الأخيرة
ويُتوقع أن تكون المحطة الأخيرة، التي يحل فيها تيلرسون ضيفاً في أنقرة ضمن رحلته الشرق أوسطية، الأصعب في هذه الرحلة؛ نظراً إلى حدة التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بشأن الهجوم التركي على القوات الكردية-السورية في شمال غربي سوريا. يرتبط الأكراد الموجودون حول مدينة عفرين بالقوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا.
وينتاب المسؤولين الأميركيين القلق من أن تركيا سوف تشن هجوماً آخر على منبج، وهي مدينة سورية في منطقة تعمل بها القوات الأميركية. وكانت قوة مشاة مدعومة أميركياً، ويقودها الأكراد السوريون، قد سيطرت على مدينة منبج الواقعة شمال سوريا، بعد أن استولت عليها من تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أكثر من عام، حسب صحيفة The Wall Street Journal.
وعلى صعيد الصراع العسكري الذي حدث السبت بين سوريا وإيران وإسرائيل، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران، وقالت إنها تصعّد من التهديدات التي تواجهها المنطقة. وقد جاء تبادل اللوم بينما كانت إدارة ترامب تستعد للمرحلة الدبلوماسية من الصراع، في أعقاب نجاح الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما تتطلع وزارة الخارجية الأميركية إلى تعيين مبعوث لها بشأن الصراع السوري، ويُنتظر الإعلان عنه خلال الأسابيع القادمة.