قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2018، إن السعودية سمحت للخطوط الجوية الهندية بالمرور عبر أجوائها في رحلاتها المباشرة، بين مدينتي نيودلهي وتل أبيب.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه هي "المرة الأولى التي تسمح فيه السعودية لطائرات متجهة إلى إسرائيل بالمرور عبر أجوائها".
وبحسب "هآرتس"، فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى تقليل وقت الرحلة بين الهند وإسرائيل بمدة ساعتين ونصف الساعة، مقارنةً مع مسار الطيران الذي تم استخدامه حتى الآن.
وأضافت: "من ثم، فإن هذا سيخفّض تكاليف الوقود ويمكّن الخطوط الهندية من بيع تذاكر بأسعار أقل للمسافرين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السعودية أغلقت على مدى 70 عاماً، أجواءها، ليس فقط أمام الطائرات الإسرائيلية، وإنما أيضاً أمام خطوط الطيران الأخرى التي وجهتها إسرائيل".
لكنَّ الصحيفة لفتت إلى أن هذه الخطوة ستُلحق ضرراً بالخطوط الجوية الإسرائيلية (العال) وستمثِّل ضربةً لها؛ نظراً إلى أنه من المستبعد أن تحصل على معاملة مماثلة من السعودية.
وقالت بهذا الشأن: "سيكون بإمكان الخطوط الجوية الهندية أن تسيّر طائرات بمدة أقل بـ3 ساعات، وبسعر أقل تكلفة، مقارنة مع الخطوط الإسرائيلية التي ينبغي لها سلوك ممر أطول للالتفاف على منطقة الخليج".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الخطوط الهندية طلبت مؤخراً من سلطة المطارات الإسرائيلية، توفير أماكن لإقلاع طائراتها في هذا المسار، بدءاً من 20 مارس/آذار 2018.
من جهتها، نقلت شبكة "إنديا توداي" الإخبارية الهندية (خاصة) عن "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ فتح السعودية مجالها الجوي أمام طائرات متوجهة إلى إسرائيل يعدُّ "عملاً نادراً".
وفيما لم تؤكد الشبكة الهندية الخبر رسمياً على لسان أي من المسؤولين في نيودلهي، أوضحت أن موافقة الرياض على مثل هذا القرار "ستقصر المسافة بين نيودلهي وتل أبيب بمقدار ساعتين ونصف الساعة".
وفي حين أكدت مجلة "أوتلوك" الهندية (أسبوعية خاصة) أن السعودية لا تعترف رسمياً بإسرائيل، ولا تسمح بعبور أي طائرات متوجهة إلى تل أبيب عبر مجالها الجوي- عنونت الصحيفة أن إعلان "هآرتس" موافقة الرياض على استخدام نيودلهي مجالها الجوي يعدُّ "نجاحاً كبيراً للدبلوماسية" الهندية.
غير أن المجلة، كنظيرتها "إنديا توداي"، لم تنقل أي تأكيدات رسمية عن الجانب الهندي، مكتفيةً باستعراض التأثيرات الإيجابية التي قد تعكسها موافقة الرياض، على حركة الطيران من نيودلهي إلى تل أبيب، لا سيما المتعلقة بالتكلفة والمدة الزمنية للرحلة بالنسبة للخطوط الهندية.
من أين كانت تمر الطائرات الهندية؟
وتستغرق الرحلة من مدينة مومباي (غرب الهند) إلى تل أبيب، نحو 8 ساعات وتمر عبر البحر الأحمر جنوب اليمن، ثم تتجه شرقاً إلى الهند. ونظراً إلى أن نيودلهي تعد وجهةً جديدة لا تنطلق منها رحلاتٌ جوية متجهة إلى إسرائيل، ستحصل شركة الطيران على منحةٍ قيمتها 750 ألف يورو من وزارة السياحة لإنشاء المسار الجديد، وذلك وفقاً لتقديرات أوضحت أن الرحلات الأسبوعية تتكلف نحو 250 ألف يورو. وتعد هذه المنحة، من بين أمور أخرى، دافعَ الهند الرئيسي لإطلاق هذا المسار.، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها شركة طيران الهند الحصول على موافقة السعودية؛ ففي العام الماضي (2017)، سعت شركة الطيران لموافقة هيئة المطارات الإسرائيلية على إطلاق رحلاتٍ جوية من إسرائيل وإليها، غير أن الطلب لم يُصدَّق عليه؛ بسبب إصرار الشركة على سلك المسار الأقصر.
وبحسب الصحيفة العبرية، فقد تطورت العلاقات بين الهند وإسرائيل في هذه المسألة بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للهند الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2018)، حيث جرت محادثات مُكثَّفة بين البلدين من أجل الموافقة على اتخاذ مسارٍ للرحلة يعبر المجال الجوي السعودي.
ولن يكون مرور رحلات شركة طيران الهند عبر المجال الجوي السعودي مجرَّد دليلٍ على تحسُّن العلاقات بين إسرائيل والسعودية؛ بل سيدلُّ كذلك على المصالح المتنامية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ونفوذه المتزايد في المنطقة. وجديرٌ بالذكر أنَّ مودي زار إسرائيل الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يزور الأردن ورام الله في الأسبوع المقبل.
وكثُر الحديث في الآونة الأخيرة بشأن بدء علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، لكن الجانب السعودي دائماً ما يرفض الحديث عن هذه الأنباء.