تقاضت السيدتان المتهمتان باغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، مبلغاً من المال من عميلٍ كوري شمالي مشتبه فيه مقابل القيام ببعض "المقالب" علناً في الأسابيع التي سبقت عملية القتل، وذلك حسبما قِيل أمام إحدى المحاكم الماليزية.
إذ قالت ستي عائشة إنَّها قابلت رجلاً يدعى "جيمس"، والذي عُرِف فيما بعد أنَّه جاسوس يُسمَّى "ري جي يو"، عرض عليها وظيفة في برنامجٍ على موقع YouTube، تتمثَّل بعمل "مقلب" في المتسوقين غير المرتابين، عن طريق تلطيخ وجوههم ببعض المواد، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وبعدما أنجزت ستي عائشة 3 "مقالب" في مركز تسوق بالعاصمة الماليزية (كوالالمبور)، حصلت على مبلغ 72 جنيهاً إسترلينياً (نحو 102 دولار)، مع وعدٍ بالحصول على مزيدٍ من العمل لدى البرنامج الوهمي على YouTube.
وصرَّح محامي الدفاع جوي سون سينغ، لإذاعة آسيا الحرة، نقلاً عن المحقق الرئيسي في هذه القضية: "طُلب من ستي عائشة مشاهدة برنامج مقالب بمركز تسوق (بافليون)، يقوم به شخص آخر، ثُمَّ قامت ستي عائشة بأداء 3 مقالب في اليوم نفسها، سجَّلها جيمس".
وقالت كلٌ من ستي عائشة (إندونيسية الجنسية)، والمتهمة المشتركة دوان ثي هونغ (فيتنامية الجنسية)، إنَّهما اعتقدتا أنَّهما كانتا تشاركان في المزيد من المقالب حينما مسحتا غاز الأعصاب "XV" المميت عن وجه كيم جونغ-نام بمطار ماليزيا بعد ذلك بشهر.
مات كيم في غضون دقائق بعد عذاب، ثُمَّ اعتُقِلت السيدتان بعد أيام.
يجادل المحامون بأنَّ حيلة برنامج المقالب كانت بمثابة جزء من مؤامرة مدروسة، نفَّذها مجموعة من العملاء من كوريا الشمالية ليجعلوا السيدتين تقومان بدور قاتلتين غير مُتعمِّدَتين.
الحكم بالموت شنقاً
في حالة إثبات اتهامهما بالقتل، فسيُحكَم عليهما بالموت شنقًا، إلا أنَّ السيدتين دافعتا بشدة عن براءتيهما، وقال المحامون إنَّ تهمة القتل يجب أن تُوجَّه لعملاء كوريا الشمالية.
وفي أثناء استجواب ضابط الشرطة المكلّف التحقيق، قال محامي الدفاع جوي سون سينغ إنَّ سائق تاكسي اقترب من ستي عائشة عند ملهى ليلي قبل فجر 5 يناير/كانون الثاني 2017.
طلب منها السائق ملاقاته في مركز تسوق، وهناك عرض عليها وظيفة للمشاركة في برنامج مقالب.
وتقول شبكة سي إن إن الأميركية إنَّ ستي عائشة شاهدت مقطع فيديو عن المقلب قبل أن تقوم به 3 مرات.
لم يُؤكِّد المحقق الموعد، لكنَّه أكَّد إتمام المقابلة، التي جرت في مركز التسوق الذي قابلت فيه ستي عائشة العميل الكوري الشمالي ري، لأول مرة.
ذكرت بعض التقارير الإخبارية سابقاً، أنَّ ري هو أصغر شاب في المجموعة المؤلفة من 8 كوريين شماليين مطلوبين لدى الشرطة الماليزية؛ للاشتباه في تورطهم بجريمة القتل.
وقال جوي خارج المحكمة، إنَّ ري ظهر فقط في أثناء عرض العمل على ستي عائشة في يناير/كانون الثاني 2017، وإنَّه "لم يظهر بموقع الحادث" في فبراير/شباط 2017 عند اغتيال كيم.
جديرٌ بالذكر أنَّ الشرطة الماليزية كانت قد قالت من قبل، إنَّ 4 كوريين شماليين مشتبه فيهم، فرّوا من البلاد يوم اغتيال كيم، بمطار كوالالمبور.
واستأنفت المحكمة الماليزية العليا المحاكمة في يناير/كانون الثاني 2018 عقب توقُّف دام 7 أسابيع.
والإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2018، أخبر شاهدٌ المحكمة بأنَّ كيم قابل رجلاً أميركياً مجهول الهُوية، بجزيرة لنكاوي الماليزية، في 9 فبراير/شباط 2017، أي قبل 4 أيام من موته.
وقد ذكرت صحيفة أساهي شينبون اليابانية في مايو/أيار 2017، أنَّ الرجل الأميركي كان عميلاً للمخابرات الأميركية، يُعتَقَد أنَّ كيم سرَّب معلومات له.
وأظهر تقرير التحليلات الحاسوبية الذي أجرته الشرطة، أنَّ تاريخ آخر استخدام لحاسوب كيم المحمول كان في يوم 9 فبراير/شباط 2017، والذي يوافق يوم المقابلة في لنكاوي، وأنه جرى توصيل وحدة ذاكرة نقالة بالحاسوب في اليوم نفسه.