زعم مواطن نيجيري في السبعينيات من عمره، أن أفراد طاقم رحلة تابعة لطيران الإمارات قد قيدوه ووجهوا إليه اللكمات، قبل أن يغلقوا فمه على مدار ساعات، خلال رحلة طيران من دبي إلى شيكاغو، الأسبوع الماضي.
ونقلت قناة ABC News عن محامي ديفيد أوكسون قوله، إن موكله كان يسافر على متن طائرة تقله من نيجيريا إلى شيكاغو للقاء أسرته، حينما وقع حادث على متن طائرة الخطوط الجوية الإماراتية التي أقلعت من دبي، وفق ما ذكرت مجلة نيوزويك الأميركية.
Current situation @AmericanAir .. insane. pic.twitter.com/kIOh3VysnU
— Jen Selter (@JenSelter) 28 Ocak 2018
رواية المحامي
ونقلت القناة عن هوارد شافنر، المحامي من شيكاغو، قوله: "إنه كان يجلس في مقعد خاطئ وطلبت منه مضيفة الطائرة تغيير المقعد".
"لم يكن يدرك أنه يجلس بمقعد مختلف، وحدث جدل وتعرَّض للاعتداء في لحظة ما".
وذكر شافنر أن الخلاف بدأ حينما نهض أوكسون من مقعده لدخول المرحاض، وحينما عاد جلس في مقعد خاطئ من غير قصد.
وقال إن موكله كان مضطرباً حينما طلبت منه مضيفة الطائرة الانتقال. وكان يريد "أن يأخذ معه حقيبته التي كانت بالمقصورة العلوية".
وذكر شافنر أن أوكسون لم يدرك السبب وراء مطالبة طاقم الطائرة له بالانتقال، وزعم أن العجوز يفهم ويتحدث الإنكليزية، ولكنه يواجه بعض الصعوبة في فهمها حينما يتحدثها شخص غير نيجيري.
وقال شافنر إن الموقف تصاعد في ذلك الحين، حينما قام أحد أعضاء طاقم الطائرة بلكم أوكسون على وجهه "مرة واحدة على الأقل"، مما ترك "تورماً كبيراً".
وأضاف شافنر "ولديه جروح كبيرة على معصميه وكاحليه"، قائلاً إنه يعتقد أنها ناجمة عن الحبل المستخدم في تقييد أوكسون. وزعم أيضاً أن فم أوكسون قد تم إغلاقه بشريط وتركه لساعات على متن الطائرة "بدون أي طعام أو ماء".
رواية شركة الطيران
ونقلت مجلة Newsweek عن المتحدث باسم الخطوط الجوية قوله: "رغم الجهود التي بذلها طاقمنا للتدخل وإقناعه، أزعج أوكسون المسافرين الآخرين مراراً، ورفض الجلوس بالمقعد المخصص له، وشق طريقه للجلوس بأحد مقاعد درجة مختلفة. ونتيجة لذلك، قام طاقمنا بمنعه وتقييده".
وقال المتحدث: "طاقم طائراتنا مدرب تدريباً عالياً على ضمان سلامة وأمن المسافرين، وكانوا يهتمون برعاية أوكسون باستمرار على مدار فترة الرحلة. وتحظى سلامة وأمن ركابنا بأهمية قصوى، ولن يتم التنازل عن ذلك مطلقاً".
وأضاف: "نود أن ننتهز هذه الفرصة كي نتقدم بالشكر إلى جميع المسافرين الآخرين بالرحلة لتفهمهم، وخاصةً هؤلاء الذين ساعدوا أفراد طاقمنا خلال الرحلة".
وأكد كريس جروجان، المتحدث باسم الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود، لمجلة Newsweek أن المسؤولين قد استجابوا للواقعة بعد أن تواصلت الخطوط الجوية الإماراتية معهم بشأن الرحلة المتوجهة من مطار دبي الدولي، التي تحمل على متنها مسافراً لديه سلوك تخريبي.
واستطرد المتحدث قائلاً: "إن الخطوط الجوية أخبرت الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود، أن طاقم الطائرة قام بتقييد المسافر على متن الطائرة".
استقبل مسؤولو الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود رحلة الطيران فور وصولها، مصحوبين بضباط من إدارة شرطة شيكاغو وإدارة المطافئ، وقاموا "بنقل المسافر إلى سيارة إسعاف كانت في انتظاره كي تقله إلى مستشفى مجاور، من أجل فحصه طبياً".
وذكر المتحدث أن الوكالة الأميركية للجمارك وحماية الحدود "كانت تدرك ما حدث للمسافر أثناء تواجده بالطائرة، ولا تستطيع أن تؤكد شيئاً مما حدث على متن الطائرة الإماراتية".
ونقلت مجلة Newsweek عن إدارة شرطة شيكاغو قولها، إنه لا يوجد لديها أي معلومات تتعلق بنقل المسافر من رحلة الخطوط الجوية الإماراتية في ذلك اليوم.
وحصل أوكسون مؤخراً على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، وكان مسافراً إلى شيكاغو للقاء زوجته وابنه وابنته الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة في وقت سابق.
ويُذكر أن أسرته ظلت في انتظاره بمطار شيكاغو لساعات طويلة، قبل أن يتم إخبارهم بنقله إلى المركز الطبي لجامعة شيكاغو لعلاجه من الجروح والندبات.
علاجه استمر لأيام
ونقلت ABC عن شافنر قوله إن أوكسون ظلَّ خاضعاً للعلاج لعدة أيام بعد الواقعة، وكان "مشوشاً" بعد الحادث.
وقال المحامي "الرجل لم يقترف خطأً سوى أنه جلس بمقعد آخر. وحتى ذلك لا يمنحكم الحق في ضربه".
ورغم أن الخطوط الجوية الإماراتية زعمت تسليم أوكسون إلى الشرطة، إلا أن شافنر ذكر أنه لم يتم توجيه أي اتهامات ضده في أعقاب الحادث.
وذكر مايكل كرزاك، أحد الشركاء بمكتب كليفورد القانوني بشيكاغو، أن الحادث يمثل حالة أخرى من حالات المبالغة في رد الفعل من قبل موظفي الخطوط الجوية.
وذكر كرزاك على الموقع الإلكتروني للشركة: "مرة أخرى، نجد موظفين بالخطوط الجوية يبالغون في ردة فعلهم تجاه أحد المواقف التي لا تمثل خطراً أو تهديداً للآخرين على الإطلاق".
وقد ربحت الشركة إحدى القضايا السابقة بشأن "التمييز"، التي تم توثيقها بالولايات المتحدة، بعد أن نجحت في تمثيل قاضي محكمة إلينوي العليا توماس كلوكزينسكي وزوجته، حينما تم استبعادهما من ركوب الطائرة رغم سلامة تذكرتيهما.
وأضاف كرزاك "هناك افتقار إلى التدريب، ويقوم موظفو الخطوط الجوية غير المدربين على التعرف على المخاطر الأمنية بتصعيد الأمور إلى مستويات غير ضرورية".
وذكر شافنر أنه لا شك في أننا سنرفع دعوى قضائية ضد شركة الخطوط الجوية، مضيفاً أنه يأمل أن يتقدم المسافرون الآخرون على نفس رحلة ذاك اليوم للإدلاء بشهاداتهم.