بعد أسبوعين من الاضطرابات الاجتماعية، يتوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني، للدفاع عن الديمقراطية الناشئة ومحاولة مساعدة تونس للخروج من الركود الاقتصادي.
ولتونس توقعات اقتصادية قبل كل شيء من هذه الزيارة، وبدأت يوم الاثنين الاستعدادات الرسمية لزيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون بعد زيارته لكل من المغرب في حزيران/يونيو والجزائر في كانون الأول/ديسمبر 2017.
وتأتي الزيارة في حين شهدت تونس مطلع الشهر الحالي حركة احتجاج وتظاهرات ليلية قبل عودة الهدوء.
وفي هذه "الأجواء الاستثنائية" سيوجه ماكرون "رسالة دعم قوية للانتقال الديمقراطي" في تونس كما أعلن قصر الإليزيه، ويصحب الرئيس الفرنسي في زيارته وفد من 20 مؤسسة.
وسيلقي ماكرون خطاباً أمام النواب صباح يوم الخميس، وسيلتقي رباعي الحوار الوطني في تونس الذي منح جائزة نوبل السلام في 2015.
ويستقبله يوم الأربعاء في القصر الرئاسي نظيره التونسي الباجي قائد السبسي (91 عاماً) الذي لم يحسم موقفه من الترشح لولاية جديدة عام 2019.
والأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي "أننا نتوقع الكثير من فرنسا كونها أول شريك اقتصادي وسياسي لنا، خصوصاً زيادة الاستثمارات لأن تونس قامت بإصلاحات لتكون بلداً أكثر جاذبية".
ويرافق ماكرون عدداً من الوزراء ورجال الأعمال بينهم رئيسا مجلس إدارة "أورانج" للاتصالات ستيفان ريشار، وشركة "فري" كزافييه نيل، وسيعلن عن عدة تدابير خصوصاً حول إعادة جدولة الديون التونسية المستحقة لفرنسا.
وقال خبير الشؤون السياسية التونسي سليم الخراط لفرانس برس: "توقعات المسؤولين التونسيين أساساً في المجال الاقتصادي، خصوصاً أن فرنسا لا تزال الشريك الاقتصادي والتجاري الرئيسي لتونس. وفي ضوء التظاهرات الأخيرة والتوتر الاجتماعي الذي تشهده البلاد سيطلب التونسيون من فرنسا زيادة مساعداتها المخصصة للتنمية".
وتريد باريس مساعدة تونس للخروج من الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ "ثورة الياسمين" في 2011. وبفضل تحسن القطاع السياحي ازدادت نسبة النمو إلى 2% العام 2017 لكن البطالة لا تزال أكثر من 15% وتتجاوز 30% بين الشباب من حملة الشهادات.
والأولويات الأخرى للزيارة هي الأمن مع ملف ليبيا وعودة المقاتلين الجهاديين من الجبهة السورية العراقية، والفرنكوفونية.
وسيدشن ماكرون، الخميس، مؤسسة "أليانس فرانساز" بتونس العاصمة، المنظمة الثقافية الدولية الفرنسية المستقلة التي تعنى بتعليم اللغة الفرنسية، الأولى من ست مؤسسات مماثلة سيتم افتتاحها العام الحالي.
وكتبت صحيفة "لا بريس" التونسية يوم الثلاثاء: "يجب أن تتغير العلاقة بين البلدين والشعبين إلى الأفضل من هنا أهمية زيارة ماكرون الذي يعي أهمية التغيير وأكدت زياراته لعدد من الدول الإفريقية ذلك".