ما بين رواية أسرة ومحامي، المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، بأنه تعرّض لمحاولة اختطاف من 4 أشخاص في سيارتي ملاكي والاعتداء عليه بالسلاح الأبيض، ورواية الشرطة المعاكسة التي تتحدث عن تصادم سيارات واعتداء متبادل، ظهر اسم شخص يُدعى محمود خلاف، ولقبه شرنوخ.
المصري شرنوخ الذي ادعى أمام الشرطة أن المستشار هشام جنينة اعتدى عليه هو وزوجته وبناته، ليحول القاضي السابق من مُعتدى عليه إلى معتدٍ، تشير تحقيقات سابقة للنيابة في يناير/كانون الثاني 2016 أنه سبق أن ادعى كذباً على الرائد فهمي بهجت من ائتلاف ضباط الشرطة، حينما حاولت الداخلية أن تلفِق قضية للضابط لاستبعاده من عمله، وسُجن شرنوخ بعد ثبوت كذبه.
صدفة
—
هل تعلمون أن أحد الثلاثة الذين أمسك بهم الأهالى بعد أن هاجموا المستشار #هشام_جنينة هو بلطجى سبق اتهامه فى هجوم مشابه على أحد المواطنين كان فى خصومة قضائية مع وزير سيادى؟! … صدفة، مش كده؟!— Hazem Hosny (@Hazem_Hosny) January 27, 2018
وما إن ظهرت أوراق التحقيق في هذه القضية القديمة التي تظهر حقيقة شرنوخ، التي اعتبرها محامو المستشار جنينة دليلاً على صحة واقعة الاعتداء عليه، وأن رواية شرنوخ كاذبة، حتى ظهرت رواية ثالثة لصحفيين شاركوا في مظاهرات رفض اقتحام الشرطة لنقابتهم عام 2016 ليؤكدوا أيضاً أن "شرنوخ" شارك أيضاً في الاعتداء على نقابتهم.
وترجع وقائع هذه القصة الجديدة إلى اتهام صحفيين لشرنوخ بالاعتداء على المستشار جنينة، وأنه شارك أيضاً بالاعتداء عليهم وكان يتولى قيادة "مجموعة من البلطجية" أثناء انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين يوم 4 مايو/أيار 2016 للاحتجاج على اقتحام الشرطة لنقابة الصحفيين.
واتهمه الصحفيون بأنه كان ضمن من يسمون "المواطنون الشرفاء"، ويقصد بهم مجموعات تحركها أجهزة الأمن، وأنه شارك في الاعتداء على الصحفيين، بحسب روايتهم.
#عمرو_اديب
المواطن الشريف شرنوخ والمتهم بالتعدي علي جنينه شارك مع قوات الشرطه في اقتحام مقر نقابة الصحفيين ومنع العاملين بها بتاريخ 4 مايو 2016 .. صدفه— Anas Turk™???? (@anas010m) January 28, 2018
لتكشف هذه الوقائع الثلاث قصة شرنوخ المتهم بالتالي في ثلاث قضايا اعتداء على شرطي وصحفيين ثم قاضٍ، وتؤكد ضمناً صحة رواية أسرة المستشار هشام جنينة بالاعتداء عليه، بحسب محاميه.
شرنوخ مسجل سوابق بلطجه، دائرته عابدين…. له حوادث مشابهه لحادثه المستشار جنينه ده غير أحداث الأعتداء على نقابه الصحفين… فكروني كده مين اللي بيستعين بالبلطجيه لتصفيه الخصوم
— Amina Fouad (@Amina_Fouad3) January 27, 2018
إلا أن شرنوخ أصر في بلاغه ضد جنينة على تأكيد أن المستشار اعتدى عليه، وأن ما يجري محاولة لإضاعة حقه لأن الأخير قاضٍ وهو مواطن عادي.
وده المصاب بعد تلقيه العلاجات الأولية بعد أن صدمه المستشار هشام جنينة بسيارته الفارهة.وقال شرنوخ بلهجة غاضبة "هو يعني علشان مستشار يضربني وما أعرفش آخذ حقي احنا في بلد فيها قانون" وأضاف : مستشار يعتدي عليا بالضرب ولا أستطيع أخذ حقي pic.twitter.com/WKsXAxM4H9
— sahar ziyad (@SaherZiyad) January 27, 2018
شرنوخ والمستشار جنينة
أثار محامو المستشار جنينة العديد من علامات الاستفهام حول "شرنوخ" والرجال الثلاثة الذين أمسك بهم الأهالي بعد أن هاجموا المستشار هشام جنينة، متسائلين: ما الذي جاء بثلاثة رجال يقطنون أحياء القاهرة الشعبية إلى شوارع التجمع الأول شرق القاهرة على بعد عشرات الكيلومترات، وفي منطقة سكنية ليس لهم فيها أي مصلحة حكومية؟
وحين قال "شرنوخ" في تحقيقات النيابة إنه كان في المنطقة يبحث عن شقة ليشتريها، عاد المحامون ليسألوا: "هل هناك أحد يذهب في الصباح الباكر الساعة الثامنة صباحاً ليسأل عن شقة؟ ويتصادف وجودهم في المكان والتوقيت المعلوم لخروج المستشار جنينة؟".
كلمة السر شرنوخ
شرنوخ يا جماعة جاهز دايما
انتظروا التفسير والمفاجآت— طارق العوضى المحامى (@tarekelawady2) January 27, 2018
وحول ظهور شرنوخ في المستشفى والدم يغطي وجهه، وتأكيد محاميه خالد أبوعيطة أن إصابته بسبب اعتداء المستشار جنينة وزوجته وابنته عليه، يقول علي طه، محامي جنينة، إن موكله تعرض لمحاولة اختطاف، وحين استنجد بالمارة وزوجته، تشاجر المارة مع الخاطفين الذين ادعوا أن جنينة تعدى عليهم، ومن الوارد أن تكون إصابته بسبب تصدي المارة له والقبض عليه لحين وصول الشرطة.
ويتساءل طه في حديثه مع "عربي بوست": كيف لقاض وزوجته وابنته أن يضربوا بلطجية؟ وكيف يقال إنها مشاجرة عادية والبلطجية كانوا يحملون أسلحة بيضاء؟ وضربه أحدهم بلكمات عدة في عينيه حتى نزفت دماً، وضربه آخر بسلاح أبيض في قدمه من أسفل الركبة".
لماذا؟
—
لماذا أصيبت العين اليسرى للمستشار #هشام_جنينة دون العين اليمنى فى مشاجرة مفتوحة بالأسلحة البيضاء؟ ولماذا أصيبت ساقه اليسرى، والجانب الأيسر من الأنف، وأصيب جانب الجمجمة الأيسر؟ … الإجابة هي أنه تعرض للضرب وهو على مقود سيارته لا وهو يتشاجر مع من أصابوه بكل هذه الجراح— Hazem Hosny (@Hazem_Hosny) January 27, 2018
ويقول الدكتور حازم حسني، المتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان للرئاسة، إن جنينة كان ينوي في ذلك اليوم الذي جرى الاعتداء عليه الطعن على قرار الهيئة الوطنية للانتخابات باستبعاد الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، من قاعدة بيانات الناخبين.
وأنه كان يتجه إلى مجلس الدولة لحضور جلسة جديدة من طعنه على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي باستبعاده من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، ثم تقديم الطعن على إبعاد سامي عنان من الانتخابات، ما يشير إلى أن الاعتداء كان مقصوداً.
وكان المحامي ناصر أمين، الذي كلفته أسرة عنان بالدفاع عنه، كشف أنه زاره داخل السجن الحربي دون أن يكشف ما دار في اللقاء، بعدما تم اعتقاله للتحقيق معه في 3 اتهامات وجهها له الجيش المصري، وقررت بعدها الهيئة الوطنية للانتخابات استبعاد عنان.
انهيت حالا زيارة الفريق سامى عنان فى محبسه بالسجن الحربى ..
— NasserAmin (@NasserAmi) January 27, 2018
تاريخ شرنوخ
عام 2016 اتهم شرنوخ الضابط فهمي بهجت بدهسه بالسيارة وإحداث كدمة بالكاحل الأيمن، وكدمة في الركبة اليمنى، وقدم بلاغاً ضده لدى الشرطة، وحققت النيابة في الأمر وانتهت إلى كذب شرنوخ؛ لأن المعاينة أظهرت عدم وجود صدام بين السيارات أصلاً، وهو ما توافق مع ما دفع به محامي بهجت بوجود شبهة بلاغ كيدي في القضية.
وتم تحويل شرنوخ لمستشفى أحمد ماهر التعليمي لإثبات ما تعرّض له من إصابات وكدمات بواسطة الضابط.
إلا أن الضابط أثبت أنه كان في مكان مغاير لمكان الحادث وقت ارتكاب الواقعة، كما أظهر تقرير المستشفى أن الإصابات كانت كدمات، واتهم شرنوخ بالبلاغ الكاذب، وانتهت القضية بحبس شرنوخ في الجنحة رقم 404 لسنة 2016.
وكشفت محاضر التحقيقات والتقرير الطبي الصادر من مستشفى أحمد ماهر التعليمي أن السيد محمود خلاف شرنوخ، الذي اتهم ضابط شرطة، كان على خلاف مع وزارة الداخلية وقتها، بدهسه بالسيارة وإحداث كسر في ساقه اليمنى، هو شخص كاذب، وبرأت المحكمة الضابط وكذبت ادعاء شرنوخ وسجنته.
وجاءت الواقعة الثانية التي كشفها الصحفي جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين الحالي لتؤكد أن شرنوخ شارك أيضاً في التعدي على الصحفيين وهم يعتصمون بنقابتهم عام 2016 احتجاجاً على اقتحام الشرطة حينئذ للنقابة للقبض على صحفيين شاركا في مظاهرات تيران وصنافير، ثم واقعة هشام جنينة الثالثة.
لهذا اعتبر محامو المستشار جنينة ونشطاء وسياسيون أن الاعتداء على جنينة هو الرواية الصحيحة، وأن ظهور اسم متهم بالادعاء الكاذب في القصة يؤكد أنها محاولة مدبرة للاعتداء على المستشار جنينة الذي عيّنه الفريق سامي عنان نائباً له للشؤون القانونية، قبل اعتقال عنان وسجنه في السجن الحربي.
الحقيقة
—
حقيقة ما حدث اليوم للمستشار #هشام_جنينة : محاولة اختطاف فشلت بسبب حزام الأمان، تلتها محاولة اغتيال عنيف فشلت بسبب تجمع الأهالى، تلتها محاولة اغتيال بطئ بتعنت السلطة فى رفض علاجه من إصاباته الخطيرة، والتعامل العمدى معه باعتباره مجرماً لا يحظى حتى بحق المجرمين في العلاج— Hazem Hosny (@Hazem_Hosny) January 27, 2018
وقال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عقب زيارته المستشار هشام جنينة في المستشفى، نقلاً عنه، إنهم "ضربوه بمطرقة على قدمه لكسرها وقالوا إنهم أتوا لقتله والإجهاز عليه".