اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت 27 يناير/كانون الثاني 2018، بولندا بإنكار التاريخ بعد أن أقر برلمانها قانوناً يجرّم أي إشارة إلى مخيمات الموت النازية في البلاد على أنها بولندية.
وقال نتنياهو في بيان "القانون لا يستند إلى أي أساس. أنا أعارضه بشدة. ليس بإمكان أحد تغيير التاريخ والهولوكوست لا يمكن إنكاره".
وتصاعد الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في اليوم الذي يحيي فيه العالم ذكرى الهولوكوست، إذ أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت الأحد القائم بالأعمال البولندي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية لفرانس برس إن القانون البولندي "محاولة لإعادة كتابة التاريخ وتزويره، وهو شيء لن يقبله الشعب اليهودي وإسرائيل على الإطلاق".
وتبنى البرلمان البولندي الذي يهيمن عليه اليمين الجمعة تشريعاً يفرض عقوبات تصل إلى السجن مدة ثلاث سنوات كحد أقصى على أي شخص يشير إلى مخيمات الموت الألمانية النازية على أنها مخيمات بولندية.
ويستهدف الإجراء المواطنين البولنديين والأجانب على حد سواء، ومن المتوقع أن يمر بسهولة في مجلس الشيوخ قبل أن يوقعه الرئيس البولندي.
وخسرت بولندا خلال فترة احتلالها من قبل ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية 6 ملايين من أبنائها، من ضمنهم ثلاثة ملايين يهودي في الهولوكوست.
ويطلب المسؤولون البولنديون بشكل مستمر من السياسيين والصحافة العالمية تصحيحاً عند وصف مخيمات الموت بأنها "بولندية"، مثل مخيم أوشيفتز الذي أقامه الألمان في بولندا.
ورد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي عبر تويتر في وقت متأخر السبت وقال "أوشفيتز-بيركينو ليس اسماً بولندياً و+أربيت ماخت فراي+ ليست عبارة بولندية"، في إشارة إلى الاسم على بوابة المعسكر النازي السيء السمعة والعبارة بالألمانية التي تعني "العمل يحررك".
معارضة إسرائيلية
وأعلن مركز "ياد فاشيم" (يد واسم) في القدس لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست أنه "يعارض التشريع الجديد الذي أقره البرلمان البولندي والذي يؤدي إلى طمس الحقائق التاريخية فيما يتعلق بالمساعدة التي تلقاها الألمان من السكان البولنديين خلال الهولوكوست".
لكنه أضاف "ما من شك أن عبارة مخيمات الموت البولندية هي تحريف تاريخي".
وتبنى وزير التربية الإسرائيلي نفتالي بينيت لهجة أكثر تشدداً في رفضه لهذا القانون وطلب من المدارس الإسرائيلية تخصيص ساعتين هذا الأسبوع لدراسة تورط الدول الأوروبية في الهولوكوست.
وقال بينيت "هذا تجاهل معيب للحقيقة. مساعدة الكثير من البولنديين في قتل اليهود وتسليمهم وقتلهم خلال وبعد الهولوكوست هي حقيقة تاريخية".
وأضاف "وإطلاق الألمان لمخيمات الموت في بولندا والتخطيط لها وبناؤها أيضاً حقيقة تاريخية. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن يعيد كتابتها أي قانون. هذه الحقائق يجب تعليمها للأجيال المقبلة".